الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العلاقة بين الأزهر وفرنسا.. أوجه التعاون وكيفية سيرها

العلاقة بين الأزهر
العلاقة بين الأزهر وفرنسا.. أوجه التعاون وكيفية سيرها

يرتبط الأزهر الشريف، بالعديد من دول العالم، بعلاقة قوية وطيدة يترتب عليها دراسة طلاب أكثر من100 دولة حول العالم في جامعته، وكذلك إرسال مبعوثيه إلى المراكز الإسلامية والمساجد في هذه الدول.


نبرز في هذا التقرير طبيعة العلاقة بين الأزهر وفرنسا 
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتطلع للتعاون مع الأزهر والتنسيق معه لتعزيز قيم المواطنة والتعايش والاستقرار في المجتمع الفرنسي ومواجهة التيارات المتشددة التي تستقطب الشباب المسلم في فرنسا.


وعبر عن رغبته، في أن يتلقى الطلاب الفرنسيون تعليمهم الديني في جامعة الأزهر، ليكونوا ضمانًا للاستقرار ولاحترام قواعد المواطنة". وأكد "أهمية استعادة العلاقات الثقافية بين الأزهر وفرنسا من خلال تبادل المنح والعلاقات الأكاديمية بين الجانبين".


وفي 2011 وقع الأزهر الشريف برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجمهورية فرنسا ممثلة فى سفيرها جون فيليكس باجانون، والمعهد الفرنسى بمصر ويمثله جون بيير دوبار مستشار التعاون والنشاط الثقافى الفرنسى، اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف وبين جمهورية فرنسا.


ينشأ بمقتضى هذه الاتفاقية المركز الفرنسى لتعليم اللغة الفرنسية بجامعة الأزهر ابتداء من شهر نوفمبر 2011، وخصوصًا للطلاب المتميزين فى كليات الأزهر الدينية الإسلامية لتأهيلهم للبحث العلمى فى جامعات العرب فى التخصصات التى يحتاج إليها الأزهر، ومصر فى إطار عالمية الأزهر ووسطيته ونشر الدعوة الإسلامية وتمكين خريجى الأزهر من التفاهم والحوار مع الغرب بلغته.


وفي 2014، وقَّع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأندريه باران، سفير فرنسا الجديد بالقاهرة، الأربعاء، اتفاقية تعاون بين الأزهر والمركز الثقافي الفرنسي بمصر، لدعم التعاون الثقافى بين الجانبين .


وفي 2015 استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جان كريستوف، مستشار وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الدينية.


وأعرب كريستوف عن تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر لما يمثله الأزهر من مكانة كبيرة في العالم بأسره، وقدم شكره العميق لفضيلة الإمام الأكبر على تصريحاته القوية إزاء الاعتداءات المسلحة التي وقعت بحق الفرنسيين، مبديًا إعجابه الشديد برؤية الإمام تجاه الأحداث على الساحة الفرنسية والدولية.


وأكد مستشار وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الدينية أن حكومته تولي أهمية كبيرة بالدين الإسلامي، باعتباره الديانة الثانية في فرنسا، مضيفًا أننا نأمل في تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والحكومة الفرنسية من خلال تدريب الأئمة الفرنسيين وتأهليهم بالأزهر حتى يمكنهم التواصل مع المسلمين هناك على النحو الصحيح.


من جانبه، رحب فضيلة الإمام الأكبر بالضيف الفرنسي ومرافقيه في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر على ارتباط وثيق بالثقافة الفرنسية عن طريق شيوخه الذين ابتعثوا إلى فرنسا، وفتحوا مدارك الأزهريين على هذه الثقافة.


وقدر قيام وزارتي الخارجية والداخلية الفرنسية باتخاذ مستشارين لها للشؤون الدينية، مما يدل على أهمية الدين في نفوس الحكومة الفرنسية، وخطورة توظيفه فيما يسيء للأديان عموما وللإسلام خصوصا.


وأكد أن الأزهر يمد يد العون والمساعدة للجميع، ولا يتوانى عن دوره التعليمي والدعوي، وعلى استعداد لإعداد برنامج لتدريب الأئمة الفرنسيين على القضايا المستجدة المنتشرة على الساحة الدولية، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، كما أنه على استعداد لتزويد فرنسا بالأئمة من الأزهر، كما طلب منه الرئيس الفرنسي خلال لقائهما بالمملكة العربية السعودية.


وفي 2016 أعرب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، عن تقديره لدور الأزهر الشريف في نشر وسطية الإسلام ومواجهة الفكر المتطرف، مشيدًا بجولات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وخطاباته إلى شعوب أوروبا التي ترسخ للسلام وثقافة الحوار وقيم التسامح وقبول الآخر، وتدعو إلى الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم الأوروبية.


كما دعت فرنسا، الدكتور أسامة نبيل، رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، لإعطاء محاضرات في هذه الجامعة، وما لاحظه أن الطالب يأتي بخلفية ثقافية عن الدين الإسلامي مشوهة، نظرا للخلط الذي يرد إليه من معلومات عن الإسلام من وسائل الإعلام الغربية التى تصدر صورة غير صحيحة عن الإسلام وبين ما ينقله المسلمون عن الإسلام.


وتعتبر مناهج الفرنسية في الجامعة تركز على حوار الأديان، لأن حوار الأديان يعتبر سياسة حوار في تعليم الطالب كيفية الحوار مع الأخر في إطار ديني، لأنه يشترط على الطالب هناك أن يعرف أسس الحوار مع الأديان وخاصة الدين الإسلامي والمسيحي، وهذا شيء جميل في هذه المناهج.


ومؤخرا، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، «جان إيف لودريان»، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، والوفد المرافق له.


بدوره، أصدر الأزهر الشريف بيانا علق فيه على حادث مقتل شخص في فرنسا، مؤكدا إدانته للحادث ودعوته الجميع إلى ضرورة التحلي بأخلاق الأديان.


ودعا الأزهر إلى ضرورة تبني تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة، كما يدعو الجميع إلى التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان التي تؤكد على احترام معتقدات الاخرين.


ومؤخرا، التقى شيخ الأزهر، بوزير الخارجية الفرنسي، على أعقاب الحملة الممنهجة للإساءة للنبي الكريم.


وقال الإمام الأكبر إن المسلمين حكامًا ومحكومين يعلنون رفضهم القاطع للإرهاب الذي يرفع راية الإسلام، فالإسلام ونبيه والمسلمون براء من الإرهاب، وقد قلت هذا الكلام في قلب أوروبا، في لندن وباريس وجنيف وروما وقلته في الأمم المتحدة وآسيا وكل مكان.


وتابع: فالإرهابيون قتلة مجرمون ونحن غير مسؤولين عنهم، ولا نقول هذا اعتذارًا عن الإسلام، لأن الإسلام لم يخطئ وليس مسؤولًا عن تصرفات أحد، وأنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة الباتاكلان ورفضنا الإرهاب وأرسلنا التعازي في ضحايا الإرهاب.


وأضاف: تابعت تصريح وزير الخارجية الفرنسي خلال الأزمة ونال التصريح تقديرنا وإعجابنا، فهو تعامل بشكل حكيم وعقلاني.


وأكد شيخ الأزهر أنه حين يكون الحديث عن الإسلام ونبيه -صلى الله عليه وسلم- فأنا لا أجيد التحدث بالدبلوماسية، وسأكون دائمًا أول من يحتج ضد أي إساءة إلى ديننا ونبينا.


وشدد الإمام الأكبر على أنه صدره واسع للحديث في أي شيء، لكن الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- مرفوضة تمامًا، وإذا كنتم تعتبرون الإساءة لنبينا حرية تعبير فنحن نرفض هذه الحرية شكلًا ومضمونًا، وسوف نتتبع الذي يسيء إلى نبينا في المحاكم الدولية حتى لو أمضينا عمرنا كله في الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا الرسول الكريم الذي جاء رحمة للعالمين.


وطالب شيخ الأزهر، دول الحقوق والحريات، بأن تتخذ خطوات حقيقية ملموسة لوقف أي تصريحات تربط الإرهاب بالإسلام وتقول الإسلامي أو الإسلاموي، فهذه المصطلحات جميعها تجرح مشاعر المسلمين، وليس من الحكمة المغامرة بمشاعر ملايين البشر من أجل ورقة مسيئة، هذا منطق عجيب.