الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

60 سنة تألق.. فرقة الفنون الشعبية القومية تأصيل لكافة الرقصات.. وإبهار للعالم

صدى البلد

60 عاما مرت على تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية، التي تعتبر من أهم وأقدم فرق الفنون الشعبية في مصر، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1960 بقرار من د. ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك، واستعانت الفرقة في بدايتها بمجموعة من خبراء الفن الشعبي في الاتحاد السوفييتي في مجالات الرقص والموسيقى وكان أبرزهم خبير الفنون الشعبية رامازين، وضمت الفرقة أعضاء من خريجي الجامعات المصرية والمعاهد الفنية.

وجاء قرار إنشاء الفرقة بهدف التأصيل لكافة الرقصات الشعبية بتعبيراتها الحركية وملابسها واكسسواراتها من بينها الأصلية وبما تشمله من العادات والتقاليد من خلال الاستعانة بالمنهج العلمي ونقله إلى خشبة المسرح بعد إعادة صياغته.

وفي الوقت الحالي تعتمد الفرقة على الخبرة المصرية في مجال التصميم والموسيقى ويبلغ عدد راقصيها الآن 45 راقصًا، أما الراقصات فعددهم 35 راقصة في حين أن الفرقة عند تأسيسها كانت تضم 56 راقصًا وراقصة فقط.

ومن أشهر رقصاتها "أم الخلول"،  و"المانبوطية"،  ورسخت الفرقة في وجدان الجماهير حيث تميزت بالإغراق في المحلية والبحث عن رقصات تمثل البيئة بكل ما تحويه من تفاصيل تعكس طبيعة هذه البيئة، فمن المدن الساحلية جمعت رقصات تعبر عن واقع الصيادين وكان من أهم رقصاتها في هذا المجال رقصة أم الخلول الشهيرة حيث نجحت الفرقة في مسرحة طقوس الصيادين واحتفالاتهم بيوم عمل ورزق وفير واختارت أم الخلول من قواقع البحر نظرا لأهميتها ومكانتها الخاصة عندهم فصاغت كلمات محلية رشيقة عبرت عن هذه الطقوس على إيقاع رائع ونالت رقصة المانبوطية نفس الأهمية عند الجماهير فأقبلت على عروض الفرقة وكانت هذه الرقصة بالتحديد ضمن برنامج الفرقة الاساسي لسنوات لطويلة حتى أن التليفزيون صورها في الستينيات أيام الأبيض والأسود وكانت من فقراته المكررة والمحببة للجمهور وخاصة في الاستراحة بين شوطي مباريات كرة القدم ثم أعاد التليفزيون تصويرها مرة أخرى بالألوان بعد ذلك وربما يعكس هذا الإهتمام من جانب التليفزيون المستوى الرفيع الذي قدمت به الفرقة واحدة من أهم المهن في منطقة بورسعيد الساحلية وهي مهنة المانبوطية وهي تجارة من نوع خاص تقوم بين الصيادين والبواخر الأجنبية القادمة إلى ميناء محافظة بورسعيد وكانت هذه الرقصة سببا في تعريف تلك المهنة لكل المصريين.

كما كانت سببا في شهرة اثنين من أهم أعضائها هما عايدة رياض ومشيرة اللتان اتجهتا بعد ذلك للتمثيل، ومن أشهر رقصات الفرقة والتي تقدمها بشكل خاص خلال عروضها خارج مصر، هي رقصة التنورة المستوحاة من الطقوس الصوفية المولوية.

نقلت الفرقة أيضا لمشاهديها رقصة الغوازي الشهيرة بمدينة سناط بالدقهلية وتسمى أيضا رقصة الغجر وفيها تظهر مهارة الفتيات في الرقص بالعصا والصاجات على أنغام المزمار البلدي، ومن الرقصات الشهيرة للفرقة رقصة الحصان وهي مستوحاة من رقص الحصان العربي الذي يجيد الحركة على ايقاعات وأنغام المزمار البلدي ويتميز بالذكاء وطاعة معلمه.

كما قدمت الفرقة خلال مشوارها الطويل رقصة الحجالة الشهيرة من محافظة مرسى مطروح النائية حيث أن من العادات الشعبية في هذه المنطقة أن تختار العروس عريسها على عكس ما هو موجود وسائد، وفي إطار مراسم الزواج أيضا نقلت الفرقة طقوس الزواج بمنطقة النوبة.

كما قدمت الفرقة رقصة الدبكة المعروفة في سوريا ولبنان ورقصة الشمعدان على أنغام الموشحات الاندلسية، وكانت تسمى رقصة الهوانم حيث كانت تقدم في القصور الملكية.

وتولى إدارة هذه الفرقة أكثر من 11 مديرا كان أولهم أحمد سعد الدين عام 1960 ثم طاهر أبوزيد ومحمد أبوالعنين ورشدى صالح وحسين مهران ود.ابراهيم حمادة ثم سامي يونس وشعبان أبوالسعد ويحيى زكي وعبدالرحمن خليل ومحمد خليل وسامي يونس وكمال نعيم الذي أسندت إليه إدارة الفرقة منذ عام 1994 وهي أطول فترة لمدير في هذه الفرقة، وقدمت الفرقة القومية عروضها الفنية خلال مشوارها في 105 دول في جميع أنحاء العالم.

كما أسهمت كوادر الفرقة من مصممي رقصات ومدربين في دعم وإنشاء أكثر من 80 فرقة للفنون الشعبية في أقاليم مصر، وشاركت الفرقة في عشرات المهرجانات والمناسبات خارج مصر منها المهرجان السياحي الدولي باسبانيا عام 1965،  ومهرجان داكار للفنون الشعبية الزنجية بالسنغال عام 1966، ومهرجان دمشق المسرحي بسوريا عام 1969، ومهرجان الربيع بالموصل في العراق عام 1970 ومؤتمر الملوك والرؤساء للدول الأفريقية بأديس أبابا عام 1972 والمهرجان العربي بتونجن في ألمانيا عام 1974 ومهرجان والتديزني بأمريكا عام 1982، ومهرجان تايجون الدولي بكوريا الجنوبية عام 1993، ومهرجان صقلية بإيطاليا عام 1995، ومهرجان الفنون الشعبية الدولي الثالث بإيطاليا عام 2000.

ومن أكثر الدول التي قدمت فيها الفرقة القومية عروضها دولة الإمارات العربية المتحدة حيث زارتها الفرقة وقدمت عروضها ست مرات أعوام 1978، 1992، 1993، 1999، 2000، 2001، وقد حصدت الفرقة عشرات الجوائز والشهادات والدروع منها جائزة البريمواونو في مهرجان باري للفنون الشعبية في ايطاليا عام 1997 ودبلوم أفضل فرقة رقص شعبي في معرض بولونيا من بين 170 دولة شاركت في المعرض وكأس الشرق للفرقة باعتبارها ضيف شرف لمهرجان ديجون الدولي للفولكلور بفرنسا ودرع أندية الفتيات بالشارقة عام 1998 ودرع مهرجان جرش الدولي للفنون عام 1999 ودرع مهرجان حلب للثقافة والفنون عام 1999 بسوريا للمرة الثانية.

 كما حصلت على درع القدس من الرئيس عرفات في مهرجان غزة للفنون الشعبية 1995.

واهتمت الفرقة مؤخرا بتدوين تراثها الفني فانشأت مكتبة فنية تضم شرائط لعروضها الموسيقية الشعبية التي جمعتها من الاقاليم واستعانت بها في عروضها وافلاما تسجيلية وصورا فوتوغرافيا وارشيفا ضخما للدعاية والمطبوعات الخاصة بها في عروضها داخل مصر وخارجها وكذا للمقالات النقدية التي تناولت عروض الفرقة، وكانت الخطوة التالية إنشاء مدرسة للفرقة من الأطفال لإنشاء جيل جديد يمثل امتدادا لها وكان لمديرها الفنان كمال نعيم الفضل في انشائها عام 1996، وتصميم رقصاتها وإخراج برنامجها وكان أول أعمال الفرقة التي أطلق عليها فرقة أطفال مصر للفنون الشعبية استعراض القدس عربية وهو استعراض وطني يعبر عن القضية الفلسطينية ثم قدمت الفرقة 11 رقصة من بينها رقصات قدمتها الفرقة الأم مثل الحجالة والشمعدان والحصان الى جانب عروض جديدة مثل الربيع وليلة العيد وعرائس المولد وحسنين ومحمدين وفرح فلاحي.

وحققت الفرقة نجاحا كبيرا خارج مصر فحصلت على المركز الأول ودرع الثقافة بأرمينيا، ودرع الثقافة والفنون والآداب لثقافة الطفل بالكويت ودرع مهرجان شنجهاي بالصين عام 2000.