الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فورين بوليسي: تحقيق النصر في الصراع الإثيوبي أوهام.. الحرب ستقتل الآلاف وتسبب المجاعات.. ولاية بايدن تبدأ بمستنقع غير قابل للحل في القرن الأفريقي.. ولا نستبعد تدخل المزيد من دول الجوار

آفورقي وآبي أحمد
آفورقي وآبي أحمد خلال احتفالية بالعام الإثيوبي الجديد

  • المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي:
  • الصراع العسكري يهدد استقرار إثيوبيا وسيحدث فوضى بشمال شرق أفريقيا إذا لم تسارع واشنطن لوقفه
  • الخلاف بين الأطراف المتصارعة في إثيوبيا من الصعب حله لانعدام الثقة بين آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيجراي
  • سوزان رايس مساعدة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وخبيرة القرن الأفريقي ستعود للواجهة من جديد
  •  على الكونجرس إرسال رسالة من الحزبين إلى آبي أحمد مفادها "أوقفوا هذه الحرب التي لا داعي لها"


توقع المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي أليكس دي وال أن يستمر الصراع العسكري في إثيوبيا ليهدد استقرار هذه الدولة ويحدث فوضى بشمال شرق أفريقيا، كما سيدمر أيضا مؤسسات الاتحاد الأفريقي الهشة من أجل السلام والأمن إذا لم تسارع واشنطن لوقفه.


وقال الكاتب في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأمريكية (Foreign Policy) إن الخلاف بين الأطراف المتصارعة في إثيوبيا من الصعب حله، لأنه يبدأ بالتكذيب المتبادل بين الحكومة الفيدرالية برئاسة آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيجراي، ويمتد إلى التفسير الدقيق للدستور والسلطات التي يمنحها للحكومة المركزية وللمناطق، وإلى التدخلات الخارجية من قبل دولة إريتريا، ولا يستبعد الكاتب تدخل المزيد من دول الجوار والدول الأخرى في هذا الصراع إذا لم يتم وقفه في وقت مبكر.


مخاطر لكل المنطقة
ويقول الكاتب إنه مع كل يوم يمر وكل مذبحة للمدنيين وكل هجوم جوي أو بري على بلدات إقليم تيجراي ومدنه وكل صاروخ يطلقه الإقليم على مدينة أخرى في إثيوبيا أو في إريتريا المجاورة تتراكم المظالم ومخاطر الفوضى العنيفة في جميع أنحاء البلاد والدول المجاورة.


وأضاف أن التاريخ الحديث لإثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي يثبت أن إثيوبيا كانت واحدة من أول التحديات التي واجهتها واشنطن قبل 4 عقود في عهد دكتاتور إثيوبيا العقيد منجستو هايلي مريام الذي نفذ حملات عسكرية قاسية ضد مواطنيه وقتل مئات الآلاف في ما يسمى "الإرهاب الأحمر"، وخاض حربا ضد الصومال حول إقليم أوجادين.


كما واجهت الإدارة الأمريكية تحديا آخر في إثيوبيا في عام 1998 خلال النزاع الدموي مع إريتريا حول الحدود، إذ واجهت سوزان رايس مساعدة وزير الخارجية الأمريكي المعينة حديثا آنذاك أول تحد صعب لها في وساطة شاركها فيها الرئيس الرواندي بول كاجامي، والتي انتهت برفض الرئيس الإريتري أسياس أفورقي -الذي لم يكن يريد إراقة ماء وجهه والاعتراف بالهزيمة العسكرية، ولاعتقاده بأن إثيوبيا مثل يوغسلافيا قابلة للانهيار- هي الصيغة النهائية لوقف الحرب بين البلدين.


درس من التاريخ القريب
وقال دي وال إن هناك درسا بسيطا للإدارة الأمريكية، وهو أنه من السهل أن تبدأ الحروب في إثيوبيا لكن من الصعب وقفها، ولذلك من الأفضل وقف العمليات العسكرية قبل أن تتصاعد وتنتشر.


وأضاف أن ولاية بايدن ستبدأ بمستنقع غير قابل للحل في القرن الأفريقي سيجر السياسة الخارجية لإدارته إليه وربما يدمر إثيوبيا، واستمر الكاتب في استعراضه الصراع بين إثيوبيا وإريتريا، قائلا إنه بعد 18 عاما من الحرب الباردة بين البلدين وصل رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب الجديد آبي أحمد إلى أسمرا في عام 2019 لاحتضان أسياس وإعلان السلام، واصفا ذلك بأنه واحد من الإصلاحات المذهلة الجارية في ذلك الوقت، والتي جلبت لآبي أحمد الإشادة وجائزة نوبل للسلام.


لكن أسياس - الذي ربما كان الأكثر تشددا وتراجعا من أي حاكم أفريقي حسب وجهة نظر دي وال - رأى أن السلام مع إثيوبيا هو اتفاق أمني لسحق التيجراي.


وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - مثل الكثير من دول العالم - أعجبت بآبي أحمد، لكن في القرن الأفريقي مؤهلات الإصلاحيين دائما ما تكون ثانوية مقارنة بحساب القوة والكبرياء القومي، والسذاجة بشأن هذه الحقيقة تصبح خطرة عندما يخوض بلد الحرب.


الأطراف الحالية للحرب
وأكد الكاتب أنه من الواضح حتى الآن أن الأطراف المتحاربة هي الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا، وجبهة تحرير شعب تيجراي، ودولة إريتريا، مشيرا إلى أن بصمات أسياس منتشرة في جميع أنحاء الحرب، وربما يعرف أنه لن يفلت من العقاب في اللحظة التي ربما تعود فيها رايس إلى منصبها تحت قيادة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.


وقال دى وال إنه من الواضح أيضا، أنه مع المعارك الضارية والغارات الجوية والهجمات الصاروخية وهجمات المشاة الحاشدة ومذابح المدنيين أن هذه الحرب حرب كبرى لن تنتهي باستيلاء الجيش الإثيوبي على مدن تيجراي وإعلان النصر.


وأضاف أن حرب إثيوبيا ستتحول إلى حرب عصابات يتحول فيها آبي أحمد إلى الخطاب القومي، وتنغمس وسائل الإعلام الإثيوبية في خطاب الكراهية المناهض للتيجراي، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تعميق انقسامات المجتمع.


مجرد أوهام
وأكد أن التاريخ يجب أن يكون هو المرشد، فحروب إثيوبيا تقتل عشرات الآلاف إن لم يكن الملايين، وتفتح الباب للمجاعات، والنصر فيها مجرد أوهام، وهناك سياسة واحدة منطقية للتعامل معها، وهي وقفها باكرا بحظر الأسلحة والعقوبات وحظر السفر وكل ما يمكن عمله في هذا الاتجاه، محذرا من أن الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة.


ونصح دي وال بأنه إذا لم يتمكن فريق بايدن الانتقالي للسياسة الخارجية من العمل مع مسئولي ترامب المنتهية ولايته لإعادة توجيه السياسة الأمريكية في الأيام المقبلة، فإن على الكونجرس إرسال رسالة من الحزبين إلى آبي أحمد، وهي: أوقفوا هذه الحرب التي لا داعي لها.


وختم بأن ولاية بايدن ستبدأ بمستنقع غير قابل للحل في القرن الأفريقي من شأنه أن يجر السياسة الخارجية لإدارته إليه، وربما يدمر إثيوبيا.