EN 
قال سفير الصين لدى الولايات المتحدة الأمريكية "تسوي تيان كاي" إن عام 2021، الذي يوافق الذكرى الـ50 لزيارة الدكتور هنري كيسنجر الأولى للصين و"دبلوماسية البينج بونج"، يعد عاما جوهريا لفتح آفاق جديدة أمام العلاقات الصينية الأمريكية والحفاظ على زخم جديد لها.
وأضاف كاي -في كلمة ألقاها خلال الحفل السنوي لمجلس الأعمال الأمريكي الصيني ونقلتها وسائل إعلام صينية اليوم- "تعلمون جميعا أن العلاقات الصينية الأمريكية تقف عند نقطة متدنية نادرا ما شوهدت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، حيث إن التجارة والاستثمارات تراجعت، والتعاون العلمي والتكنولوجي توقف، والتبادلات الشعبية تضاءلت".
وتابع كاي "يبدو أن العلاقات على شفا مواجهة وصراع، وأن عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي لدى البعض يدفعان بها إلى حافة الهاوية وبينما نتحدث الآن، لا يزال هذا الاتجاه الخطير مستمرا، وإذا ما ترك دون رادع، فإنه سيلحق ضررا يتعذر إصلاحه بالمصالح الجوهرية للبلدين وشعبيهما".
واعتبر كاي أنه في هذا الوقت الصعب، يحتاج الجانبان أكثر من أي وقت مضى إلى الطموح للأفضل والنظر بعيدا لإيجاد الاتجاه الصحيح للعلاقات الصينية الأمريكية.
وأشار كاي إلى أن الصين والولايات المتحدة استطاعتا تجاوز الخلافات الأيديولوجية ومواجهة الحرب الباردة وحققتا تقدما هائلا في علاقاتهما على مدى العقود الخمسة الماضية، الأمر الذي "كان له تأثير إيجابي على البلدين وغير العالم بأسره بعمق".
وواصل كاي "يحاول البعض إنكار هذه الحقائق الأساسية وإعادة تعريف العلاقات بالصراع والمواجهة ، ما يفعلونه هو تشويه وإنكار للتاريخ وخلق العثرات أمام المستقبل، ومن شأن ذلك أن يؤدي فقط بالعلاقات الصينية-الأمريكية إلى مسار خطير".
وأكد كاي أن "التاريخ لن يتوقف أبدا عن المضي قدما ولا يجب أن تعود العلاقات الصينية-الأمريكية إلى ماضيها. ولكن من أجل بناء مستقبل أفضل، يجب الاستفادة من الماضي، حيث يكسب الجانبان بالتعاون ويخسران بالمواجهة. فالتعاون هو الخيار الصحيح الوحيد لكليهما".
وأوضح كاي "لدينا خلافات واختلافات، لكن مصالحنا المشتركة تأتي دائما في المقام الأول، بقدر لا يمكن لأي خلاف يبرر الصراع أو المواجهة، ونعتقد أنه في وقت تتعمق فيه العولمة والمصالح المتشابكة بشكل وثيق بين البلدين، فلن تؤدي حرب باردة جديدة أو فك ارتباط ما إلى أي مكان".
وشدد كاي على ضرورة أن تتحلى الصين والولايات المتحدة بالحكمة والقدرة على التغلب على خلافاتهما وإعادة بناء إطار عمل استراتيجي للعلاقات يتسم بالتعاون المربح للجانبين والتنمية المستدامة والمستقرة.
