رحل قبل تجسيد أدهم صبري في السينما.. نبيل فاروق يكشف كواليس اختيار أحمد عز لـ رجل المستحيل وسر الوداع الأخير

تعد الكتابة هى المعبر الأساسي عن أفكار أصحابها وتوجهاتهم، وهى وحدها صاحبة القدرة السحرية فى تخليد أصحابها بعد رحيلهم أو أن يبقوا فى طي النسيان، عندما يرحل الشخص تبقى كتاباته وأفكاره مخلدة وحاضرة لدى أجيال وأجيال فتظل ذكراهم خالدة ولا تبلى بفناء الجسد.

وهو نفس الأمر الذى حدث بعد أن رحل عن عالمنا أمس الأربعاء 9 ديسمبر، الكاتب الدكتور نبيل فاروق، رائد أدب الجاسوسية والخيال العلمي في الوطن العربي عن عمر يناهز 64 عاما، الذى من المؤكد أن ذكراه ستظل باقية بسلسلة "رجل المستحيل". 

رغم دراسة نبيل فاروق للطب وعمله فى هذا المجال لفترة إلا أن الطب لم يتمكن إبعاده عن الكتابة التى تعتبر معشوقته الأولى حتى أنه تفرغ لها تماما وترك الطب ليواصل أعماله الأدبية التى عشقها الملايين بل كانوا ينتظرونها والتى حققت نجاحات غير مسبوقة فى مجال العمل الأدبى، فقد كان شغف الكتابة يراوده دائما وتمكن منه حتى دفعه لترك الطب والتفرغ للكتابة. 

ورغم الانتشار الكبير والنجاحات المتعددة وغير المسبوقة لأعمال الراحل نبيل فاروق فى مجال الأدب البوليسى وأدب الجاسوسية، إلا أن الشىء المحزن فى الأمر أن نبيل فاروق رحل قبل أن يرى أدهم صبرى "الرجل المستحيل" يجسد على الشاشة الفضية، من خلال العمل السينمائى الذى كان ينتظر أن يقوم ببطولته أحمد عز ويجسد فيه شخصية أدهم صبرى فى الرجل المستحيل.

أشار نبيل فاروق فى تصريحات صحفية  قبل وفاته  أنه عرض عليه العديد من الصور ليختار من بينها الشخصية التى من المفترض أن تقوم بدور رجل المستحيل التى قرر خلالها اختيار أحمد عز على الفور لكونه قريبا من الصورة التي في ذهنه، ومؤكدا أن رجل المستحيل ليس شابا صغيرا بل رجلا ناضجا في سن أحمد عز، موضحا أنه سبق وتعاقد على رجل المستحيل في 2008 مع روتانا لتحويلها لعمل فني لكن الأزمة الاقتصادية العالمية حالت دون التنفيذ، ولم يمهله القدر أيضا فى هذه المرة أن يرى أحمد عز وهو يجسد الرجل المستحيل على الشاشة الفضية. 

وبهذا يكون الوداع الذى كتبه نبيل فاروق في مقدمة كتاب الكلمة الأخيرة بمثابة الوداع الأخير لأدهم صبري التى قال فيها: "إلى أدهم صبري، إلى رجل المستحيل، بعد رحلة قطعناها معا، عبر ما يقرب من ثلاثة عقود ونصف". 

وأضاف: "قبل أن نفترق أخيرا إلى الأبد، لم تعد لدي سوى كلمة واحدة أرويها عنك، كلمة أخيرة". 

يذكر أن نبيل فاروق هو كاتب معروف وروائي كتب الكثير من الأعمال الأدبية ، ولد في 9 فبراير 1956م في مدينة طنطا ، حيث نشأ في عائلة متوسطة الحال، كان نبيل فاروق يهوى رياضة تنس الطاولة، ومشاهدة الأفلام السينمائية العربية والأجنبية، مفضلا أفلام الخيال العلمي التي تحمل نظرة فلسفية خاصة، او تحمل نظرة اجتماعية  صادقة، وقد حصل على درجة بكالوريوس في الطب والجراحة.

بدأ شغفه للقراءة والكتابة منذ الطفولة وقامت إحدى مدرسات مدرسته الابتدائية حينما طلبت منه أن يكتب المزيد من القصص وتفاجأ بأنها أرسلت هذه القصص للمدير الذي قام بدوره بإرسالها لمديرة التربية والتعليم ليشيدوا بما يكتبه.

 

عمل لفترة كطبيب ولكن شغف الكتابة كان يراوده دوما فقرر أن يعمل ما أحب طول عمره وخاصة بعد مقابلته للراحل حمدي مصطفى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الحديثة.

يعد من أشهر كتاب فترة الثمانينيات والتسعينات واشتهر بالأدب البوليسي الذي لاقى نجاحا كبيرا بين مراهقي هذا الجيل.

ولعل من أبرز كتاباته هي سلسلة "الرجل المستحيل" التي حققت نجاحا واسعا ولازالت حتى الآن في أذهان من تربوا وتأسسوا على قراءتها.