الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لو كان فرديناند دى لسبس حيًا !



من يستطيع ألا يقع في حب المحروسة؟  فمنذ فجر التاريخ وكانت على عرش العالم ، حتى الأسرة العلوية ذات الأصل الألباني وقعت في حبها، كان كل ملك وخديوي يسعى لإقامة المشاريع العملاقة كقناة السويس وغيرها بالشراكة مع البلدان الكبرى كمثل ما يحدث اليوم ، فزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فرنسا الأخيرة لم تكن إلا لجذب مزيد من الاستثمارات والشراكات حتى في ظل تلك الظروف الصعبة التي يشهدها العالم أجمع بسبب فيروس كورونا.
ولكن ما يميّز شراكة اليوم عن الأمس هو استقلالية مصر وثقلها والذي ظهر في مراسم الاستقبال الأسطورية التي استُقبل  بها رئيسنا العظيم ، هذا الرئيس الذي رسم شخصية مصر الجديدة وأرجع لها ثقلها.
ففي شراكات الأزمنة الماضية كانت الدول تأخذ الربح الأكبر من المشروع وتتعامل مع مصر كدولة نامية ليس أكثر، ولكن اختلف ذلك كثيرًا في يومنا هذا، لعدة أسباب؛ منها التخطيط الجيد ، الرؤية المستقبلية ، تنسيق العلاقات بين البلدان ،المفاوضة المصرية التي دائمًا ما تكون على أرض صلبة.
فلولا تلك المجهودات التي بذلتها مصر في مجال الطاقة والغاز، ولولا ترسيم الحدود ولولا الردع العسكري لأي تعدى على حصة مصر في غاز المتوسط لكانت تركيا هي التي تقف أمام فرنسا اليوم وتمد لها يد العون في إمدادها بالغاز وتتحكم في دول أوروبا بل تبتزها، خاصة بعد توقيع العقوبات الأمريكية على خط الغاز الشمالي 2 الذي يغذى أوروبا بالغاز من روسيا.
لولا استتباب الأمن ومبادرة الرئيس لإسكات البنادق ومراكب النجاة لوأد الهجرة الغير نظامية، لما كان لُعاب فرنسا يسيل على التعاون مع مصر.
لولا العلاقات الطيبة التي حرصت على إرسائها الدولة المصرية بين قبرص واليونان وحرصت على حسن الجوار ولم تتصرف بعدوانية مثل تركيا، لما كانت هي الدولة العربية الوحيدة التي يسُتقبل رئيسها بهذا الشكل.
قد يكون مشهد واحد  نتاج جهد سنوات كثيرة ، هذا الجهد الذي قامت به الدولة المصرية على مدار سنوات طويلة نقل مصر من موقع ما إلى موقع أخر في الخريطة تستحق عليه أن تخرج من ذلك التصنيف الظالم ؛ من تصنيف دول العالم الثالث ! فكيف لدولة استطاعت أن تحافظ على استقرارها في ظل إقليم ملتهب بكثير من القضايا ؟ وتساند البشرية، كيف تتساوى مصر مع بلدان الإقليم الذي تهاوت اقتصادياتهم وهُويتهم ومؤسساتهم ؟
لقد حان الوقت لكل دول العالم أن تعلم ثقل مصر الحقيقي الاقتصادي والسياسي، فمصر هي مفتاح الشرق الأوسط للسلام والاستقرار وهى مفتاح الاستثمارات في أفريقيا ، وهى صمام الأمان الذي يستطيع أن يكبح ذلك الحصان العثمانلى الجامح
فلو كان دى لسبس حيًا  لعقد مع الدولة المصرية شراكات ومذكرات تفاهم بامتيازات أغلبها لصالح مصر وليس لصالح فرنسا ، فحقًا لقد اختلف العهد...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط