الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

٣١ يوما من البحث كشفت تفاصيل ٤٥ دقيقة في جريمة قتل تاجر وزوجته بالواحات

صدى البلد

٣١ يوما كاملة من البحث والتحرى عن قتلة تاجر تمور عجوز وزوجته في منزلهما بمنطقة الواحات البحرية، كشفت عن هوية الجناة وتفاصيل ٤٥ دقيقة نفذ خلالها الجناة جريمتهم بـ القتل والسرقة.


طفلة صغيرة اعتادت الذهاب لمنزل جدها وجدتها في الصباح الباكر، إلا أنها في ذلك اليوم اكتشفت جثتيهما فأسرعت تخبر والدتها ابنة المجني عليهما، وتم إبلاغ الشرطة لتبدأ رحلة البحث عن الجاني.


المعاينة كشفت عن مقتل المجني عليه بضربة على رأسه أدت لتهشم الجمجمة، خاصة أنه يبلغ من العمر ٨٠ عاما، بينما تبين مقتل زوجته ٧٠ عاما مختنقة، حيث تم كتم أنفاسهما حتى الموت.


المعاينة كشفت آثار عنف على خزينة حديدية يضع فيها التاجر المقتول أمواله حصيلة تجارة التمر، علاوة على اختفاء كمية من المشغولات الذهبية ملك الزوجة المجني عليها ذكرت ابنتها أنها كانت تحتفظ بها في حقيبة يد.


اتجهت التحريات ونظرة فريق البحث التصورية إلى كون الجريمة تمت بدافع السرقة، لتبدأ خطة البحث بقيادة اللواء عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية، والعميد علاء فتحي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، في التحري عن المفرج عنهم حديثا ومرتكبي الجرائم المماثلة. 


 تحريات ومعاينات وسماع أقوال شهود استمرت على مدار شهر، قام خلالها المقدم هيثم سكر، رئيس مباحث الواحات البحرية، بفحص المفرج عنهم حديثا والمسجلين خطر وعلاقات المجني عليه ومدى وجود خلافات له في العمل مع آخرين من عدمه، بالإضافة إلى البحث عن مشاهدات لآخر أشخاص ترددوا على المنزل في وقت معاصر لوقوع الجريمة، وبعد ٣١ يوما من البحث انتهت بالتوصل للمتهمين بعد تحديد هويتهم ليتبين أنهم ٣ تجار و٢ مزارعين تربطهم علاقة جيرة بالمجني عليه، ونظرا لعلمهم بثرائه الشديد قرروا سرقته بتخطيط المتهم الرئيسي وتم ضبطهم داخل منازلهم.


روى المتهمون تفاصيل جريمتهم أمام العقيد يحيى زغلول، مفتش مباحث الواحات البحرية، وذكروا أنهم خططوا للجريمة قبل تنفيذها بأسبوع، حيث رصدوا منزل المجني عليهما لعدة أيام، حتى علموا أن الليل هو الوقت المناسب لخلو المنزل من الأبناء والأحفاد ونوم العجوزين في وقت مبكر وبالفعل توجه ثلاثتهم إلى المنزل ليدخل ٢ منهم إليه وانتظرهم الثالث وسط الزراعات مستقلا دراجته النارية.
 

استطرد المتهمون وقالوا إنهم أثناء البحث عن الأموال شعر العجوز بوجودهم وقبل أن يستغيث ويفضح أمرهم، باغته أحدهم بضربة بـ "دبشك" بندقية خرطوش على رأسه ليخر صريعا غارقا في دمائه، وعندما سمعت زوجته الصوت ورأت زوجها في هذه الحالة، حاولت الصراخ ليمنعها المتهم الثاني بوضع كفه على فمها كاتما أنفاسها حتى جحظت عيناها وفارقت الحياة، واستكمل المتهمان رحلة البحث عن غنيمتهم لكنهم فشلوا في فتح الخزينة الحديدية ليقرروا سرقة المشغولات الذهبية التي عثروا عليها ويفروا هاربين قبل شعور أحد بهم واكتشاف أمرهم. 


اعترف المتهمون أن الجريمة استغرقت حوالي ٤٥ دقيقة هربوا بعدها إلى منازلهم ودفنوا المسروقات بأحدها، ثم باعوا جزءا منها في مسقط رأس أحدهم بالفيوم بمبلغ ١٢ ألف جنيه، واعتقدوا أن الأمر انتهى ولم يتم كشف جريمتهم حتى فوجئوا برجال مباحث الواحات بقيادة المقدم هيثم سكر، رئيس المباحث، تلقي القبض عليهم ويرشدوا عن باقي المسروقات وسلاح الجريمة.


تلقى اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، إخطارا بالعثور على جثتي تاجر وزوجته داخل منزلهما بالواحات البحرية، وانتقلت على الفور قوات الأمن وتبين مقتل كل من "شريعي. م. ا"، 80 سنة، تاجر تمور، وزوجته "فوزية. ا. س"، 70 سنة، في منزلهما وسط بركة من الدماء، وبالفحص تبين إصابة المجني عليه الأول بطلق ناري وزوجته فارقت الحياة مختنقة، كما تبين وجود بعثرة في المنزل، ما يرجح أن السرقة هي الدافع وراء قتل المجني عليهما، وتم تحرير المحضر رقم 853 إداري الواحات البحرية.


وتبين من خلال المعاينة، أن جثة الزوجة عثر عليها على بعد أمتار من جثة زوجها، وشكل اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة للمباحث، فريق بحث يتولى مناقشة الجيران وأقارب الضحايا، للوقوف على ملابسات الجريمة، وأيضا تحفظت على الكاميرات القريبة من مسرح الجريمة لتفريغها، لمعرفة ما إذا كانت التقطت صور للجناة أثناء دخولهم إلى المنزل وخروجهم فى وقت معاصر للواقعة من عدمه.


وكشفت التحريات والتحقيقات، أن هناك بعثرة فى محتويات المنزل، ما يشير إلى أن دوافع الجريمة هى السرقة، وأن منفذي الواقعة دخلوا بطريقة مشروعة، ما يعزز احتمالية أنهم على علاقة بالضحايا، وعقب فحص آخر مشاهدات وجمع التحريات نجحت جهود الأمن في تحديد هوية المتهمين حيث تبين أن أحدهم تاجر من الواحات اتفق مع آخر من الفيوم على سرقة المجني عليه كونه مشهور عنه امتلاك مبالغ مالية ضخمة لتجارته في التمور واصطحبهما المتهم الثالث يوم الجريمة بدراجة نارية لتنفيذ السرقة وانتظرهما بالخارج.


وشرحت التحريات أن المتهمين أثناء البحث عن هدفهم شعر بهم المجني عليه واستيقظ من النوم فخشوا فضح أمرهم وأطلق عليه أحدهم عيارا ناريا من بندقية خرطوش كانت بحوزتهم، فأرداه قتيلا في الحال، وتكرر نفس الأمر مع زوجته التي استيقظت وقام متهم آخر بكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة.


نجحت قوة أمنية بقيادة المقدم هيثم سكر، رئيس مباحث الواحات البحرية، في ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة واستيلائهم على كمية من المصوغات الذهبية باعوا جزءا منها بمبلغ 12 ألف جنيه لجواهرجي في محافظة الفيوم ثم دفنوا باقي المسروقات في منزل أحدهم بالواحات البحرية وأرشدوا عنه فور ضبطهم، كما تم ضبط السلاح المستخدم في الجريمة.