الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صلّوا وساعدوا من أجل لبنان


جاءت المساعدات المصرية التي سلمتها وزيرة الصحة د. هالة زايد إلى السلطات اللبنانية بواقع ثلاث طائرات عسكرية من طراز سى 130 محملة بمساعدات طبية ومستلزمات فيروس كورونا وأجهزة طبية وألبان أطفال وغيرها من المساعدات لتؤكد أن مصر، اتخذت موقفا عمليّا مع لبنان في الأزمة يقوم على مساعدته في الظروف السياسية والإنسانية الصعبة التي يمر بها هذا البلد الجميل.

مصر لم تفعل مثل دول كبرى وأخرى إقليمية وقفت تتشفى في بيروت وفي حالات انهيارها وفي احتدام الأزمة السياسية التي لا تظهر لها بوادر للحل. وتطالب البلد بإصلاحات هم بعيدين كل البعد عنها الآن بسبب خلافات كثيرة وأجندات متضاربة الجميع يعرفها. وترهن مساعداتها ووقفتها حتى حل أزمة لبنان.

مصر لم تفعل ذلك، لكنها بادرت منذ شهر أغسطس الماضي، لمد يد المساعدة والعون للشعب اللبناني الشقيق والعمل على التخفيف من حدة الأزمة منذ انفجار لبنان.

وجاءت التصريحات التي قالتها وزيرة الصحة، د. هالة زايد، أمام المستشفى المصري في بيروت، وأكدت فيها أن الجسر الجوي لمساعدة لبنان سيبقى مستمرًا ومفتوحًا تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي. وأن مصر جاهزة لدعم المنظومة الصحية وتلبية أي احتياجات للدولة اللبنانية. ليكشف عن موقف عروبي ووطني مصري أصيل مع لبنان.

ولسان حال بلدي، أن الأزمة في لبنان لا تحتاج التشفي ولا تحتمل الانتظار، ولكن من يقدر على المساعدة فليبادر بتقديمها لبلد شقيق وجميل. فلم نرى من الإخوة اللبنانيين طوال عمرهم سوى كل حب وفن وإبداع.
 ليس هذا هو الوقت المناسب للتشفي "والفرجة" وتعزيز صدامات أجندات إيرانية وعربية وفرنسية وأمريكية. ولكنه وقت مد يد العون والمساعدة. والجسر الجوي المصري المفتوح مع لبنان مثال عملي.

أما بخصوص الأزمة في لبنان. فإن اللبنانيين هم أدرى الناس بمشاكلهم. وقد طالت هذه الأزمة وانعكست بشكل دامي ومفجع على جموع الشعب اللبناني، الذي يعيش مأساة حقيقية مع إعلان إفلاس لبنان وتعثر ولادة حكومة جديدة تمسك بمقاليد البلاد منذ استقالة حكومة حسان دياب.

وبالعودة للدور المصري، وجسر المساعدات المصرية المستمر، حيث وصل لبنان نحو 16 طائرة عسكرية مصرية محملة بالمساعدات الصحية والغذائية وما يحتاجه لبنان في ظروف قاهرة. فإنها تستعيد جزءا من دور مصري عربي مفتخر، كان موجودا على مدار عشرات السنين الماضية. حيت كانت قوافل المساعدات المصرية تصل إلى العديد من العواصم العربية والخليجية. إن لم تكن محملة بمدرسين وأطباء ومهندسين ورجال قانون فهى محملة بمساعدات غذائية وصحية وما تحتاجه الشعوب العربية آنذاك. دور عملي وليس مزايدات سياسية.

المثير وللأسف الشديد، إنه في عز نكبة لبنان وقفت دول عربية خليجية غنية تتفرج على البلد، وهو يتمزق تحت وطأة انفجارات مدوية ومظاهرات صاخبة خرج فيها مئات الآلاف من اللبنانيين يعبرون عن الضيق والسأم والغضب، لانسداد الأفق السياسية في بلدهم. فالكل يحجم عن لبنان في أشد ما يحتاج إليه من مساعدات وهو موقف مستغرب ومرفوض. والشعب اللبناني لا يضيره وجود طائفة فيه تعمل لحساب الخارج، ولا أجندات ليست لبنانية تتحكم في مصيره. كما ان اللبنانيين البسطاء ليسوا هم من أوصلوا البلد إلى هذه الحالة ولكنها "حكومات فاسدة" تعاقبت على بيروت منذ حربه الأهلية والتي استمرت في الفترة من 1975-1990 وراح ضحيتها ما لايقل عن 120 ألف لبناني. حيث لم تستطع هذه الحكومات أن تتصدي للميليشيا وللمأجورين والآن لبنان يدفع الثمن.

والختام.. لبنان الجميل لا يستحق أن تعقد الدول العربية والخليجية أيديها، ويقف ماكرون يتوعد بألا تتحرك أي مساعدات اليهم من قبل الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي قبل أن يتفقوا سياسيًا على الإصلاح.. هذه مأساة.

صلّوا من أجل لبنان وتحركوا لمساعدته.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط