الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجاء إبراهيم تكتب: رجاء شخصي (8)

صدى البلد

ثلاثة أيام عاصفة سوف تمر علي البلاد مصحوبة بسرعة في هبوب الرياح وزيادة في نسبة الاتربة العالقة مع عواصف رعدية وفرصة لسقوط الأمطار كل ذلك يصاحبه انخفاض حاد في درجات الحرارة ) هكذا أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن أحوال الطقس التي ستمر علي البلاد منذ صباح الثلاثاء الماضي ١٦ فبراير .ومن وقت الإعلان عن التغيرات الجوية وأصيب الأغلبية العظمي بحالة من التشنج والعصبية وظهرت جلية في برامج التوك شو وعبر منصات التواصل الاجتماعي وزادت حدة العبارات التي تتشاجر مع الطقس بشكل خاص والطبيعة بشكل عام ، بداية من جمل مثل ( شتا وزعابيب تاني ) وانتهاء ب ( احنا ما صدقنا قلنا الشتا خلص ) وهكذا نحن بتنا في معارك دائمة مع الطقس والمناخ والبيئة بشكل عام ..متناسيين تماما أن كوكب الأرض لم يخلق لنا فقط بني البشر ولكن هناك سكان آخرون لهذا الكوكب من الأشجار والنباتات والحيوانات والجبال والانهار و المحيطات .نعم ..لسنا بمفردنا سكان كوكب الأرض وفي الوقت الذي يؤرقنا هبوب الرياح فقد تسعد جيوش من حبوب اللقاح والبذور وهي تطير وتنتقل عبر الرياح لتحط علي أرض جديدة وتنمو وتزهر أشجارا وزهورا ورياحين ، هذا علي سبيل المثال .وغالبا مانحتاج نحن بني البشر الي قراءة التاريخ والاستفادة من مجرياته بما يعود بالنفع علينا - نحن البني ادمين - فنحن لم نستوعب حتي الآن ماأصابنا من وباء الكورونا الذي أطاح بالملايين من سكان الكوكب ، وكأن الطبيعة ذاتها كانت تأخذ حقها منا ومما أطالها منا   وهنا نتذكر حملة الآفات الأربعة التي انطلقت في الصين عام ١٩٥٨ حينما أعلن الزعيم الصيني ماوتسي تونج إعلان الحرب علي أعداء الصين الأربعة من الجرذان والبعوض والذباب والعصافير وخاصة عصفور الحقل الذي كان يأكل حسب تقديرات الحكومة الصينية وحدها أربعة كيلوجرامات من الحبوب سنويا وبالتالي كان من البديهي ( وقتها ) قتل العصافير لأنه حسب تقديراتهم فإن قتل عصفور واحد يوفر للدولة الصينية أربعة كيلو جرامات من الحبوب للصينيين وبدأت حرب الابادة الكاملة للعصافير وانطلق الاهالي في تدمير أعشاش العصافير وتهديد امنهم فوق الاشجار بكل مالديهم من أواني ومقالي وغيرها وخلال عام واحد باتت سماء  الصين خالية تماما من أي عصفور !!! ومن المفارقات القوية انه بعد هذه الحرب العنيفة علي العصافير تعرضت الصين لأكبر مجاعة شهدتها في التاريخ ومات حوالي ٤٥مليون صيني نتيجة لنقص الانتاج الزراعي الذي تضرر بشدة نتيجة الخلل البيئي العنيف الذي تعرضت له الصين !! هكذا أخذت الطبيعة حقها من أعدائها الذين يرون الأمور بعين واحدة وتأخذهم العنجهية والغرور والتكبر بأنهم فوق القانون الكوني .من حقنا أن نفضل فصل علي الاخر الصيف اكثر من الشتاء والربيع أكثر من الخريف وكذلك أن يفضل البعض البحر عن الصحراء  ولكن هذا التفضيل لا يعطينا الحق مطلقا في تجاوز ما ليس من شأننا والتعدي علي الطبيعة  بالظبط مثل من يفضل التكنولوجيا والاختراعات فيولي عداءه للزراعة أو من يفضل تناول اللحوم الحمراء فيعلن الحرب علي الدواجن والاسماك .هي منظومه كاملة متكاملة اسمها الطبيعة نقبلها بصدر منشرح ولا نعاديها لأننا أضعف كثيرا من غضبها وثورتها!! وفي النهاية ولأن الشئ بالشئ يذكر رجاء شخصي ..لأولي الامر من المسؤولين وفي مقدمتهم دكتورة ياسمين صلاح الدين وزيرة البيئة من فضلك نريد ان يخرج علينا متحدث رسمي ليطمئنا علي مستقبل أبنائنا وأحفادنا فيما يتعلق بنسبة المساحات الخضراء من الأشجار والنباتات في المدن الجديدة وكذلك الأحياء القديمة والعريقة مثل الزمالك والمهندسين والعجوزة ومصر الجديدة ، نريد أن نطمئن ان كل شجرة تقطع الان لتوسيع الطريق ستحل محلها أخري في المستقبل والتمسوا لنا العذر فنحن أجيال نشأت علي حديث نبوي مفاده لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة ( جزء صغير جدا من النخل ) فليزرعها .