أعظم الأخصائيين النفسانيين ونهايته مأساوية.. قصة حياة "دوستويفسكي" وكيفية وفاته

ولد "فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي" في 11 نوفمبر 1821م بموسكو في روسيا ، ويعد من أكبر الفلاسفة و الروائيين وكتاب القصص الروسيين ، كما عمل كصحفيا لفترة من حياته ، وتشتهر الرويات الخاصة به بأنها تحتوي على فهم عميق للنفس البشرية ، كما كانت تقوم هذه الكتابات بعمل تحليلات للحالة السياسية والاجتماعية والروحية في روسيا خلال القرن التاسع عشرفي مختلف الموضوعات الفلسفية والدينية .

كانت روايته الأولى تحت عنوان "المساكين" والتي نُشِرت عام م1846 وهو في الخامسة والعشرين من العمر ، حيث بدأ بالكتابة في العشرينيات من عُمره وتعد "الإخوة كارامازوف" هي أكثر أعماله شُهرة وكذلك "الجريمة والعقاب " و "الأبله" و "الشياطين" وقد بلغت أعماله 31 رواية تشتمل على روايات وقصص قصيرة، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الاخرى .

اقرأ أيضا :

 ‏

‏وقد اعتبره العديد من النقاد أحد أعظم " الإخصائيين النفسانيين" في الأدب العالمي حول العالم ، كما أنه أحد مؤسسي المذهب الوجودي حيث تُعتبر روايته القصيرة "الإنسان الصرصار" أولى الأعمال في هذا المجال .

 ‏

بدأ " دوستويفسكي" قراءته الأدبية بقراءة القصص الخيالية والأساطير توفّيت والدته عام 1837م كما ترك المدرسة والتَحق بمعهد الهندسة العسكرية وهو في الخامسة عشر من عمره ، حيث عمل عَمِل مُهندسًا بعد تخرجه وكان يُترجم كُتبًا في ذلك الوقت وفي مُنتَصف الأربعينيات كَتب روايته الأولى "المساكين" و التي أدخلته في الأوساط الأدبية في "سانت بطرسبرغ" وقد أُلقيَ القبض عليه عام 1849م لانتمائه لرابطة "بيتراشيفسكي" وهي عبارة عن مجموعةٌ أدبية سريّة تقوم بمناقشة الكتب التي تنتقد نظام الحكم بروسيا ، كما حكم عليه بالإعدام ، ولكن تم تخفيف الحُكم عليه في اللحظات الأخيرة من تنفيذه، حيث قضى 4 سنوات في الأعمال الشاقّة ثم قضى بعدها 6 سنوات من الخدمة العسكرية القسرية في المنفى .

وبعد انتهاء فترة عقابه عَمِل دوستويفسكي كصحفي في العديد من المجلّات الأدبية ، وعُرِفت تلك الأعمال بـ مذكرات كاتب وهي عبارة عن مجموعة من مقالاته التي تم تجميعها ، حيث واجه صعوبات مالية بعد أن سافر لبلدان أوروبا الغربية و اضطر "فيودور" للتسول من أجل المال بسبب لعبه القمار ، وقد تُرجِمت كتبه لأكثر من 170 لغة ، والتي أثّرت على العديد من الكُتّاب الروس وغير الروس مثل (أنطون تشيخوف ، جان بول سارتر، وألكسندر سولجنيتسين ، وفريدريك نيتشه ).

توفى "فيودور دوستويفسكي" في 9 فبراير من عام 1881م بسبب الالتهاب الرئوي الحاد الذي أصيب به ، حيث وضعت جثته على الطاولة وفقًا للعادات والتقاليد الروسيّة ، كما تم دفنه في مقبرة "تيخفين" في دير القديس ألكسندر نيفسكي في سانت بطرسبرغ ، وهناك العديد من الرويات التي تقول بأن أكثر من 100 ألف من المشيعين كانوا حاضرين في جنازته .