الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم وقوف الصبي في الصف الأول أثناء الصلاة

حكم وقوف الصبي في
حكم وقوف الصبي في الصف الأول أثناء الصلاة

حكم وقوف الصبي في الصف الأول أثناء الصلاة بجوار الرجال؟، إذا كان الطفل في الصف الأول عن يمين الصف أو يساره، ولم يقف خلف الإمام مباشرة، فلا يجوز لأحد تنحيته؛ إذ كل من سبق إلى مكان من أماكن العبادة فهو أحق به؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ» رواه مسلم.

جاء في «مغني المحتاج»: «لو سبق الصبيان -الاطفال- بالحضور لم يؤخروا للرجال اللاحقين كما لو سبقوا إلى الصف الأول فإنهم أحق به على الصحيح، وإنما تؤخر الصبيان على الرجال - كما قال الأذرعي - إذا لم يسعهم صف الرجال وإلا كمل بهم»، وجاء في كتاب «أسنى المطالب»: «ولا يحول صبيان حضروا أولًا لرجال حضروا ثانيًا؛ لأنهم من جنسهم».

فلا ينبغي للإمام إرجاع جميع الأطفال عن الصف الأول، وإنما من حقه منعهم من الاصطفاف وراءه مباشرة، إذ السنة التي تحكم مسألة وقوف الصبيان في الصفوف الأولى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لِيَلِني مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا» رواه مسلم، أي: البالغون العقلاء.

فهذا الحديث يُبيّن لنا استحباب وقوف أهل العلم والحفظة لكتاب الله وراء الإمام مباشرة، حتى إذا ما حدث في الصلاة حادث، كأن يضطر الإمام لقطعها أو يسهو فيها يجد من يخلفه أو يفتح عليه في صلاته، وهذا لا يتأتى من الصبي، وبناءً عليه يجوز تنحية الصبي إن كان خلف الإمام مباشرة؛ لأن في ذلك مصلحة للصلاة.

يقول الإمام النووي رحمه الله: «في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الأمام؛ لأنه أولى بالإكرام، ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس، وليقتدي بأفعالهم من وراءهم، ولا يختص هذا التقديم بالصلاة، بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع» من «شرح مسلم».

حكم صلاة الأطفال في صفوف الرجال
أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن ترتيب صفوف المُصلين في صلاة الجماعة، والذي حدده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ترتيب مُستحب، بما يعني أن مُخالفته لا تُفسد الصلاة.

وأوضح «عاشور»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم صلاة الأطفال في صفوف الرجال؟»، أنه عندما حدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الترتيب في الصلاة، جعل الرجال خلف الإمام ثم الأولاد وأخيرًا النساء لوضعهن في حيطة بإبعادهن عن الرجال، منوهًا بأنه ترتيب رباني وذوقي ومؤدب.

وأضاف أن هذا التنظيم الإجرائي هو ترتيب مُستحب وليس واجبًا لصحة الصلاة، فإذا تقدم الأولاد ليُصلوا في صفوف الرجال، فالصلاة صحيحة، مشيرًا إلى أنه لو تعامل الناس في حياتهم كما صلاتهم الصحيحة، لانضبطت حياتهم.

اقرأ أيضًا: 
كيفية تعليم الصلاة للأطفال
حثَّ الإسلام، الآباء والأمهات بالإحسان للاطفال والعمل على حسن تربيتهم وتنشئتهم تنشئة قائمة على الأخلاق الفاضلة، وعلى أداء العبادات، ويكون ذلك عبر تعويدهم على الصلاة، وتعليمهم إياها، وأمرهم بأدائها بعد التعلم، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث النبويّ الشريف: «مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينَهم في المضاجعِ»، كما يُمكن غرس الصلاة في نفوس الأطفال منذ سن مبكرة، وذلك من خلال شراء ملابس الصلاة للبنت، وتخصيص سجادة صلاة للولد، فهذه من أبسط الطرق وأيسرها لتحبيب الطفل بالصلاة.

ويقدم موقع صدى البلد، كيفية تعليم الصلاة للأطفال وأهمية ذلك. 

الوضوء 
- يجب أنْ يبدأ الأهل تعليم الطفل طريقة الوضوء الصحيحة؛ إذ لا تصح الصلاة إلّا بالطهارة، ويكون ذلك بالوضوء أمام الطفل، وتكرار عملية الوضوء عدة مرات، ثمَّ يُطلب من الطفل القيام بالوضوء، وإذا أخطأ الطفل أثناء ذلك فيتم إرشاده وتصحيح خطئه، ويُشار إلى ضرورة منح الطفل جائزة عندما يُحسن الوضوء، ولكن في حالة وقوعه في الخطأ لا بد من تصحيحه، والابتعاد عن تعنيفه.

- كما ويُفترض توجيه الطفل إلى الطهارة الجسديّة والنفسيّة؛ وذلك من خلال تذكيره بأحاديث المصطفى - صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا توضأ الرجلُ المسلمُ خرجت ذنوبُه من سمعِه وبصرِه ويديه ورجليه فإن قعد قعد مغفورًا له».

تعليم الصلاة للأطفال
ينبغي تعليم الطفل الصلاة بالمشاهدة ، وذلك من خلال البدء بالصلاة أمامه، ويجب أنْ تكون صلاة خاشعة، وحسنة الأداء، وينبغي تكرار ذلك لأيام عديدة، وكلّ ذلك من أجل تعويد الطفل على أداء حركات الصلاة، وعندما يبلغ الطفل سن السابعة يتم إرشاده بأركان الصلاة، وسننها، كما يجب تقديم جائزة له عندما يُحسن الصلاة، والهدف من ذلك هو ربط الصلاة بطريق النجاة والفوز بالجائزة، وأنَّ جائزة الآخرة هي الفوز بالجنة.

- وعندما يبلغ الطفل سن العاشرة يُجبر على الانتظام في أداء الصلوات، وفي حال تفريطه في الصلاة يجب وعظه، ثمَّ زجره، ثمَّ ضربه على تفريطه للعبادة، وتجدر الإشارة ألّا يتم ضربه إلّا بعد الفشل في تصويبه.

كيفية الصلاة
يتم تعليم الصلاة للأطفال عند تكليفهم من خلال اتباع الخطوات الآتية:
- استقبال القبلة دون الانحراف أو الالتفات.
- النية في الصلاة، وتكون من خلال النية بالقلب من غير النطق بها.
- تكبيرة الإحرام، وتكون من خلال قول (الله أكبر) ويجب رفع اليدين نحو المنكبين أثناء التكبير.
- وضع كف اليد اليُمنى على ظهر اليسرى فوق صدره.
- الاستفتاح، وقول: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»، أو يقول:«سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك».
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وصيغتها : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
- البسملة وقراءة سورة الفاتحة.
- قراءة ما تيسر من القرآن الكريم. 
- الركوع، ويعني انحناء ظهره تعظيمًا لله – تعالى-، والتكبير عند الركوع، ورفع يديه إلى جهة منكبيه. 
- الدعاء في الركوع بقوله: «سبحان ربي العظيم» ثلاث مرات. 
- رفع الرأس من الركوع، وقول: «سمع الله لمن حمده»، ثمَّ يرفع يديه إلى جهة منكبيه.
- القول بعد ذلك «ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد». 
- السجود، ويكون السجود الأول بخشوع، وقول: «الله أكبر»، والسجود على الأعضاء السبعة، وهي: الجبهة، والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ومجافاة العضدين على الجانبين، وعدم بسط الذراعين على الأرض، واستقبال القبلة برؤوس الأصابع.
- قول «سبحان ربي الأعلى» ثلاث مرات في السجود.
- رفع الرأس من السجود وقول: «الله أكبر».
- الجلوس بين السجدتين على القدم اليسرى، ونصب القدم اليُمنى، ووضع اليد اليُمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويقبض إصبعي الخنصر والبنصر، ويرفع السبابة ويحركها عند دعائه، ويقرن طرف الإبهام بطرف الوسطى مثل الحلقة، وتوضع اليد اليسرى مبسوطة الأصابع على طرف الفخذ الأيسر مما يلي الركبة.
- قول:«رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني» في الجلوس بين السجدتين.
- السجود الثاني مثل السجود الأول تمامًا بالقول وبالفعل.
- القيام من السجدة الثانيّة، وقول: «الله أكبر»، وصلاة الركعة الثانية كما تمّت صلاة الأولى، ولكن من دون الاستفتاح فيها.
- الجلوس بعد الانتهاء من الركعة الثانيّة، وقول: «الله أكبر»، والجلوس كما تمَّ الجلوس بين السجدتين. 
-قراءة التشهد والصلاة الإبراهيميّة، وصيغتها «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد». 
- التسليم على جهة اليمين، وقول: «السلام عليكم ورحمة الله»، ثمَّ التسليم على جهة اليسار وتكرار القول الأول.

أهمية تعليم الصلاة للاطفال
- يعتبر تعليم الأطفال الصلاة واجبا على كل أبّ وأمّ وهو ثابت بالسنة النبوية، وطاعة واستجابة لأمر الله – تعالى-.
- تعليم الصلاة للاطفال يُبرئ ذمم الآباء والأمهات بالخروج من الإثم وعدم عصيان الله تعالى في ذلك.
-لأنّ الصلاة تزيد من صلة العبد بربه، فيحرص الآباء والأمهات على توريث أبنائهم كل ما هو مفيد ومن باب أولى أنْ يورثهم صلتهم بالله -عزّ وجلّ- عن طريق تعليمهم الصلاة والمحافظة عليها.
- تعد من باب الشفقة على الأبناء من عذاب جهنم لتارك الصلاة، وأنّ الأبناء أمانة في أعناق والديهم فيجب أنْ يربوهم تربية صالحة تنفعهم في الحياة الدنيا والآخرة.