الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بايدن وعالمنا الأوسطي


قديما قالوا الكبيرة حارة والصغيرة مبذرة ، تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع قرارات الرئيس الأمريكى جو بايدن والذى ظن كثيرون انه سيغير وجه العالم بعدما طلاه سابقه دونالد ترامب بكافة الالوان الاستفزازية . لم ينتظر بايدن كثيرا ولم يترك باب التوقعات مفتوحا فافتتح قراراته بخبر نارى يخرج الحوثيين من دائرة الارهابيين ليجعل موازين الحكم على الجماعات الارهابية تظل مرهونة بالرضا الامريكى من عدمه،  فبينما وضع سابقه ملصق الإرهابيين على الحوثيين جاء بايدن بكل ثقة ويزيل هذا الملصق بكل صلاحياته ويضع اخر يطهرها من الارهاب ومن صفاته ، وقرار بايدن وصفه المحللون السياسيون بأن له هدف وحيد وهو اطلاق يد بلاده فى هذه المنطقة وتدليل ايران الراعى الرسمى للحوثيين فيما قال اخرون ان بايدن اراد بهذا القرار ان يطلق لادارته العنان فى الخليج العربى تتعامل معه كيفما تشاء ووفقما تريد . قرار الحوثيين اتبعه اخر اكثر غرابة وهو فتح ملف التحقيقات فى مقتل الصحفى السعودى خاشقجى وهو الامر العجيب من الادارة الامريكية التى يشار اليها بالبنان عن مسئوليتها فى احداث جسام مرت بها منطقة الشرق الاوسط بدءا من اسقاط نظام الرئيس العراقى صدام حسين والحرب الانجلو امريكية على الخليج والربيع العربى بكل سوءاته وويلاته على منطقة الشرق الاوسط بدولها البارزة المتحكمة فى ميزان الشرق الاوسط كله . قرارات الرئيس الامريكى البالغ من العمر ارذله لم تشر من قريب او بعيد الى اسرائيل ولا انتهاكاتها فى فلسطين المحتلة ولا حتى الحديث عن مفاوضات سلام مستقبلية ولا دعم امريكى مادى للضفة الغربية والتى تعانى الامرين فى ظل الاحتلال وتداعيات فيروس كورونا اللعين .. بايدن اوضح منذ يومه الاول انه مجرد رقم فى تاريخ رؤساء القطب الاوحد فى العالم وانه جاء وفق اجندة امريكية يضع بنودها الكونجرس الامريكى الذى يعد بمثابة الحاكم الفعلى للبلاد والعباد الامريكيين . ليس غريبا ان يفتتح بايدن مزاد الادارة الامريكية بالمزيد من الاستنزاف لمنطقة الخليج ولا بتدليل ايران بل الغريب ان يتوقع منه عكس ذلك لانه من المعروف ان القوى عايب كما يقول المثل الشعبى ، لو نظرنا الى ابعد من منطقتنا وخليجنا سنجد ان واشنطن لم تتحدث عن اى تحرك ضد الصين ولا كوريا الشمالية بل على العكس تماما صدرت تصريحات جمة عن عهد امريكى اسيوى جديد تعطى فيه الادارة الامريكية لمنطقة جنوب شرق اسيا مساحات اخرى اكثر صداقة واعمق تأثيرا .. السياسة الامريكية كانت دوما محط اعين الواعين والدارسين الذين يعلمون دوما ان المتغطى بامريكا عريان كما قيل اثناء الاطاحة بشاه ايران رضا فهلوى وقتل صدام حسين وابنيه والرئيس اليمنى وفرار الرئيس التونسى وبلبلة المنطقة بمفاهيم يراد بها الدمار مع انها تفسر حرفيا بالديمقراطية والحرية والعدالة،  هؤلاء الواعين حصنوا بلدهم وبنوها وعمروها ونوعوا مصادر التسلح فيها وخرجوا من عباءة امريكا وارتدوا كل العباءات التى لاتتعارض مع نظمهم وقيمهم واهدافهم الوطنية ليقولوا كلمتهم الباقية بأن التحام قوى الشعب مع بعضها البعض اكبر قوة تواجه اى تدخل خارجى . نحن امام مرحلة رئاسية امريكية يصعب التكهن بما تحمله من مفاهيم وتوجهات وربما توجعات لبعض الدول ؛ ولا يسعنا سوى الانتظار والمراقبة ونحن على يقين بالامن والامان فى ظل قيادة مصرية استبقت الزمن والاحداث وحصنت بلادها وشعبها مما قد تحمله الايام والدول تجاه مصرنا المحروسة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط