قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي،إمام وخطيب المسجد النبوي،إنمن نعم الدنيا إبصارك لنعم الله وفضله عليك وإقرارك بها والشكر لمسديها، يعرف حسنات الدنيا ويقدرها قدرها ويتذوق أثرها من نظر إلى ما فضله الله به من نعم وعطايا على من سواه.
واستشهد «الثبيتي»خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،بماقال صلى الله عليه وسلم : «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم»، منوهًا بأنمن حسنات الدنيا التي هي من أسمى المقاصد حلول البركة في الذرية وهدايتهم وصلاحهم.
وأضاف أن من حسنات الدنيا التي لا يكاد يغفل عنها كل مبصر ويراها كل ذي عين نعمة الأمن والعافية وقوت اليوم، والأخلاق زينة حسنات الدنيا ومن أجل مراتب الارتقاء في الجنة.
وأشار إلى أنمن تضاءل استحضار الآخرة في قلبه وغفل عن مآله ومصيره فإنه يجعل زينة الدنيا الفانية منتهى رغباته وأسمى تطلعاته في همه وهمته، مستشهدًا بماقال تعالى: «أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له».
ونبه إلى أنه قد ذم الله سبحانه وتعالى من لم يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه، وحسنة الدنيا النجاح والسعادة والرزق والقناعة والرضا والدار الرحبة والزوج الصالح والزوجة الصالحة، وقال العارفون : حسنة الدنيا هي حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة.