الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عشرين ألف فرسخ تحت الأزمة


لا تنفك التحديات تواجه مصر من كل اتجاه ، فعلى ما يبدو أن التحديات واحدة من مقدرات هذا الوطن، ولكن أصبح الوطن مُثقلا من كثرة التحديات التي استطاع التغلب عليها بل أصبح لدينا آليات الخروج من الأزمة وتحويل المحنة إلى منحة.


اثنتان وسبعون ساعة منذ الثلاثاء الماضي وكأن السماء أمطرت وابلا من التحديات على الأراضي المصرية ولكن لا أحد يستطيع ألا يثنى على الأداء المصري في تلك الساعات الأخيرة ، والتي أثبتت أن مصر أصبحت دولة مؤسسات ، فلم تنشغل الدولة في حل أزمة وتركت الأخرى بل كان كل شيء يسير بالتوازي.


ففي تلك السويعات، جنحت السفينة " ايفر جيفن" في الممر الجنوبي للقناة، وحدث تصادم قطاري سوهاج وكان محمد المنفى رئيس المجلس الليبي في لقاء جمعه بالسيد الرئيس وهو لقاء هام للغاية، ما لم تكن كل مؤسسة تواجه المشاكل وتعمل على حِدَةٍ ، لاضطرب ذلك اللقاء الهام .


يقولون في فن إدارة الأزمات و خاصة المفهوم الياباني لمعالجة الأزمة ، إن الأشخاص القريبين من المشكلة أو الكارثة هم الأقدر على حلها  وهو بالفعل ما حدث في الساعات القليلة الماضية.


ففي أزمة  السفينة التي جنحت في قناة السويس ، أثنت شركة الإنقاذ الهولندية  " سيمت" على الجهود المصرية لتحرير السفينة العالقة وقالت إنها من المهام الصعبة ، علمًا بأن الطقس لم يكن هو المشكلة على الإطلاق، فسفينة " ايفر جيفن" عطلت الملاحة في ميناء هامبورج منذ قرابة عامين بعد حادث مع عبارة أخرى مما أدى إلى تعطل حركة التجارة في أوروبا بأكملها ، مما يعنى أن تلك السفينة  تعانى من بعض المشاكل الفنية التي تحتاج إلى مراجعة وهى التي عطلت الملاحة في قناة السويس ولكن لم تملأ مصر الدنيا عويلا وصراخًا عن إيرادات  القناة التي خسرتها بل كانت التصريحات واضحة وصريحة: - " الأولوية الأولى هي تعويم السفينة العالقة وعودة حركة الملاحة".


فيرى العالم أداء مصر الدبلوماسي والسياسي قبل الفني ويرى العالم أيضًا أهمية قناة السويس التي لم تستخدمها مصر مرة واحدة في لي ذراع العالم بل تحرص على تطويرها وتقديم أفضل الخدمات من خلالها ، فعلى السفن العالقة والمتكدسة في البحر الأحمر ،عُذرا ! فليس هناك ممر بديل فحتى طريق رأس الرجاء الصالح أطول بكثير وغير آمن بسبب المخاطر التى قد تواجهها سفنكم في القرن الأفريقي ! 


أمّا عن حادث القطار الأليم، فعلى الرغم من الألم والشهداء الذين فقدناهم ولكن نرى في وسط ذلك المشهد الأليم تتجلى شفافية القيادة السياسية وأمانة الرؤية الوطنية التي تصرح وتقول عن مشاكل ذلك المرفق والتي هي نتاج سنوات وعقود كثيرة من الإهمال والتخبط ولا تعود إلى الخلف خُطوة واحدة بل تعزم أكثر على إصلاح وترميم ذلك المرفق كما يجب أن يكون، كما نرى أيضًا  العرق المصري الأصيل الذي أملي على الكثير من أهل سوهاج بالتبرع بالدم لمصابي الحادث الأليم.


فعفوًا أيها الشامتون، فمصر لديها من القدرة أن تحول الألم إلى أمل والمِحن إلى مِنح.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط