الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشيشة تنشر الكورونا فى المجتمع

نفى مجلس الوزراء ما تردد من شائعات  حول إصدار قرار بعودة تقديم الشيشة فى المقاهي والكافيهات، مُؤكداً أنه لا صحة لإصدار قرار بعودة تقديم الشيشة فى المقاهى والكافيهات، مُشدداً على استمرار العمل بقرار رئيس الوزراء المتعلق بحظر تقديم الشيشة فى المقاهى ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.

في إطار حرص الدولة على التصدى لانتشار فيروس كورونا، فإن هناك حملات رقابية ودورية يتم شنها من قبل الأجهزة التنفيذية والأمنية بصفة مستمرة على المقاهي والكافيهات بمختلف مراكز ومدن المحافظات على مستوى الجمهورية، للتأكد من مدى التزامها بنسبة التشغيل، وتطبيق إجراءات التباعد وحظر تقديم الشيشة داخل المقاهي.

مؤخرًا ، شنت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة بالتنسيق مع شرطة المرافق حملات مسائية مكثفة لمتابعة الالتزام بمنع الشيش في المقاهي حرصًا على الصحة العامة وتمكنت الحملات من غلق 502 كافية لتقديمها الشيشة بالمخالفة لقرار الحظر وتم مصادرة أكثر من 6000 شيشة واتخاذ الاجراءات القانونية حيال المخالفين.

وفيات البشر الناتجة عن التدخين سنويا تفوق وفيات فيروس كورونا  المستجد ( كوفيد١٩) ، حيث يقتل التبغ سنويا ٨ مليون شخص ، فيما وصل عدد وفيات فيروس كورونا حتى الآن 3201784  منذ بداية الوباء .  تستغرق جلسة الشيشة من 15 إلى 90 دقيقة، ومتوسط عدد جلسات الشيشة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، تستهلك جلسة الشيشة حجرين من أحجار التبغ لدى ثلث المدخنين، والشيشة لا تقل ضرراً عن السجائر وليست أضعف منها فى إحداث الإدمان، الآثار المترتبة على مرور أدخنة الشيشة على الفم والجهاز التنفسى  تجعل الشيشة أخطر بكثير من السيجارة وجلسة الشيشة تساوى من مائة إلى مائتى سيجارة .  

كمية الأبخرة المتصاعدة من تدخين الشيشة تفوق تدخين السجائر، القوة اللازمة لسحب الهواء من الشيشة تجعل الهواء يندفع بعمق للرئتين ،  و ذلك يقلل من كفاءتهما . من الممكن أن تنقل الشيشة ميكروبات السل  و فيروسات البرد و الإنفلونزا. لا صحة تماما بأن ماء الشيشة يقلل من الأخطار، فالدخان الناتج عن الشيشة، برغم مروره من خلال الماء، يحتوي على مستويات عالية من المركبات السامة، مثل أول أُكسيد الكربون، والغازات الثقيلة، والمواد الكيميائية المسبِّبة للسرطان. جلسة تدخين الشيشة تنتج غاز أول أكسيد الكربون خمسة أضعاف السيجارة، و يطلق على غاز أول أكسيد الكربون "القاتل الصامت"، لأن الكميات الكبيره منه تقتل بلا إنذار.

أول أكسيد الكربون له شراهة للهيموجلوبين ، و هى المادة التى تحمل الأكسيجين من الرئه الى الأنسجه وحمل ثانى أكسيد الكربون من الأنسجه الى الرئه، و يتصارع أول أكسيد الكربون مع الأكسيجين على الهيموجلوبين فى معركه غير متكافئه لأن شراهه الهيموجلوبين لأول أكسيد الكربون 200 ضعف الأكسيجين،  لذا تقل نسبه الأكسيجين فى الدم ويتحول الهيموجلوبين الى هيموجلوبين غير وظيفى خامل بعض الشيئ ، و يعانى الإنسان  من انخفاض الأداء بشكل عام  .
يسبب أول أكسيد الكربون العديد من أمراض القلب، إذ يقلل من وصول الأكسيجين الى عضله القلب ، ويسبب زياد لزوجة الصفائح الدمويه فتزداد القابلية لتكوين الجلطات ، و يمهد الطريق لتصلب الشرايين. يشل  أول أكسيد الكربون المصاعد الهدبية المخاطية للجهاز التنفسى وبالتالى يمهد الطريق لاستيطان الميكروبات التى لاتجد من يردعها، و احتجاز المواد الغريبه داخل الرئة خاصة مسببات الحساسيات ، مع بقاء سموم التدخين الأخرى داخل الرئة مما يؤدى إلى التهابات الجهاز التنفسى و انخفاض وظائف الرئة .التدخين يضر الخلايا الطلائية للشعب الهوائية الهامة جدًا للوقاية و التعافى من الالتهابات الرئوية .

التدخين يقلل من مناعة الرئتين ، ويضاعف من فرص مضاعفات الكورونا ، وجد الباحثون أنه من بين المصابين بفيروس الكورونا  فإن خطر تطور المرض لدى أولئك الذين يدخنون حاليًا أو كانوا يدخنون سابقًا، كان تقريبًا ضعف الخطر عند غير المدخنين. ووجدوا أيضًا أنه عندما يتفاقم المرض ، يعاني المدخنون الحاليون أو السابقون من حالات حادة أو حرجة أو الموت ، أى أنه وبشكل عام ، ارتبط التدخين بما يقرب من مضاعفة خطر تطور المرض.

النيكوتين  يحفز مستقبلات الكورونا الخلوية التى ترتبط بشوكة الفيروس مما يسهل دخول الفيروس الخلايا التنفسية. معدلات وفيات فيروس الكورونا كوفيد-19 تتزايد فى الذكور الأكبر سنا ، ويرجع ذلك فى أحد التفسيرات إلى تدخين التبغ . التدخين يزيد من  مضاعفات مرضى فيروس كورونا ، و المدخنون الذين يعانون من فيروس كورونا كوفيد-19  أكثر عرضة للمضاعفات و الوفيات  المبكرة ، حيث  يقلل التدخين من قدرة الحويصلات الرئوية على امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون،و يزيد من تراكم المخاط و البلغم ، مما يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبات في التنفس .  
كما يخفض التدخين المناعة ويخفض مضادات الأكسدة الطبيعية  التى أصبحت من أساسيات الإرتقاء  لصحة ومناعة  أفضل الأمر الذى يمهد الطريق لنجاح غزو فيروس كورونا للجسم ، مضادات الأكسدة هي بعض الإنزيمات، والأحماض الأمينية ، والمعادن ،و  الفيتامينات التي تحمي الخلايا  من الجزيئات الحرة التى عادة ما تنتج  داخل الجسم  ولها القدرة على تدمير  خلايا الجسم ، و تُضعف جهاز المناعة.

التدخين يخفض من مضادات الأكسدة فى الخلايا الطلائية للشعب الهوائية بعد 60 دقيقة  فقط . هذه الخلايا تغطى المجرى الهوائى فى الشعب الهوائية ،و تعمل كخط دفاع ميكانيكى داخلى للجهاز التنفسى من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية ، وتنظف باستمرار الغشاء المخاطى فى الشعب الهوائية مما يمنع أى عرقلة ميكانيكية لتدفق الهواء ، و  تفرز العديد من الوسائط الكيمائية تفيد فى نمو و تطور و عمل هذه الخلايا والعضلات الملساء التى تليها،و تفرز مضادات للالتهابات طبيعية. من المعروف سابقاً أن التدخين يضر هذه الخلايا التى تتعرض باستمرار فى المدخنين لسمومه ، إذ يسبب أيضا الإقلال من حيوية وكفاءة هذه الخلايا الهامة وظيفيا، و يقلل من مناعتها ، وقدرتها على التكاثر ، ويقلل من  متاتة بروتين الكولاجين ، و الإقلال من قدرتها على إصلاح أى تلف مما يجعلها لبنة سهلة للالتهابات المزمنة ، و الربو الشعبى ، و تليف الرئة .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط