الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شم النسيم

خبير آثار يكشف سر أكل المصريين لـ الفسيخ والبيض .. وكيف أنقذ البصل حياة ملوك مصر القديمة

 احتفالات شم النسيم
احتفالات شم النسيم قديمًا

قال الدكتور الحسين عبد البصير مدير الآثار  بمكتبة الإسكندرية، إن شم النسيم عيد مصري قديم احتفل به قدماء المصريين، من خلال تقديس الطبيعة، والاحتفاء بها، ويعود عمره إلى ٤٠٠٠ عام.

 

وأضاف عبد البصير خلال لقائه ببرنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع على فضائية الأولى، أن فى مصر القديمة ثلاثة فصول رئيسية، من بينها فصل يسمى الشمو الخاص بالحصاد، وتصل الأرض المصرية فى ذلك الوقت إلى القمة فى الإنتاج الزراعي للمحاصيل، لافتًا إلى أنهم كانوا يحتفلون بهذا اليوم لتوجيه الشكر إلى الآلهة الخاصة بهذه المحاصيل.

 

واشتهر هذا اليوم في مصر بالذهاب في تجمعات للحدائق والمنتزهات وركوب المراكب النيلية، حيث يتناولون فيه أطعمة معينة مثل الفسيخ "السمك المملح" والخس والبيض الملون والبصل والملانة.

 

وأضاف عبد البصير أن لكل هذه الاكلات ارتباطات دينية خاصة بخصوبة الأرض والبعث والخلود.

 

 

وعن سر تسمية شم النسيم بهذا الاسم، أوضح عبد البصير أن كلمة النسيم هى كلمة عربية معناها الهواء العليل، مضيفًا انه تم الربط بين الشم "الاستنشاق" والنسيم "الهواء العليل" الذى يظهر فى فترة الربيع من العام، مضيفًا أن هذا الاحتفال كان دليلًا على تقديس المصرى القديم للطبيعة وحبه وانتمائه لهذه الأرض واحتفاله بالطبيعة كي يستنشق الربيع والنباتات العطرية والنسائم.

 

وأضاف أن فى هذا العيد تحرص فيه النساء قديمًا على الاهتمام بتصفيف الشعر والتزين بالزهور ويتفنن فى الملابس.

سر طقوس الطعام فى مصر القديمة


سر تناول الفسيخ
قال عبد البصير إن السمك البورى المملح  هو رمزًا للإله أوزوريس، الذى كان إله الخلق فى مصر القديمة، وإله البعث والخلود، مضيفًا أنهم كانوا يقومون بتمليحه لحفظه وليظل معهم فترة أطول.


سر تناول نبات الخس والملانة

ولفت عبد البصير إلى أن  تناول المصري القديم لنبات الخس في هذه المناسبة له دلالة رمزية وعقائدية أخرى، وهو ارتباط هذا النبات بالإله "مين"، إله الخصوبة والتناسل.


أما الحمُص الأخضر، المعروف باسم "الملانة"، فقد عرفته عصور الدولة القديمة، وأطلق عليه المصريون اسم "حور-بك"  ويرمز للإله حورس رمز الملكية، وكان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة عند المصري، لأن ثمرة الحمُص عندما تمتليء وتنضج، ترمز عنده بقدوم فترة الربيع، فصل التجدد وازدهار الحياة.

 

سر تناول البيض والبصل:

وأشار عبد البصير إلى أن المصريين القدماء أولوا  اهتمامًا كبيرا بنبات البصل لطرد الأرواح الشريرة وقدرته على الخصوبة والتناسل، وأطلقوا عليه اسم "بصر"، اعتبارا من عصر الأسرة السادسة، لارتباطه بأسطورة قديمة تحدثت عن شفاء أمير صغير من مرض عجز الأطباء عن علاجه، وكان البصل سببا في الشفاء بعد أن وُضع النبات تحت وسادة الأمير، واستنشقه عند شروق الشمس في يوم وافق احتفال المصريين بعيد "شم النسيم" فكُتب له الشفاء، فأصبح تقليدا حافظ عليه المصريون حتى الآن.


أما البيض، المعروف بإسم "سرحت" فى الحضارة المصرية القديمة، يرجع إلى نظرية الخلق فى الحضارة المصرية القديمة التى تعتقد أن الكون خلق عن طريق بيضة، بمعنى أن الإله خلق نفسه وأخرج نفسه من البيضة لذلك تعد رمزا للخلق، وترمز البيضة للإله "بتاح".