الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد بلا خيبات عاطفية!

                 
انتهى ماراثون الدراما الاجتماعية الرمضانية بما لها وما عليها،... لكن بقى منها بعض المنشورات الفيسبوكية والتي لم استطع أن أتخطاها ولا أتجاهل معناها.. ليس  لمحتواها بل لخباياها.. نعم.. خباياها.. فهذه تتحدث عن الرجل النرجسي بحرقة لا يمكن أن يتناثر رمادها إلا من امرأة ملقاه في لهيبها.. وتلك تتكلم عن الخيانة العاطفية وكأنها عنصر حياة يسري بكرات الدم البيضاء والحمراء لكل من يحمل في خانة النوع "ذكر" بأوراقه الرسمية.. وهؤلاء الإناث يتوجعن ليل نهار من علاقات سامة لا يستطعن التخلص من ويلاتها  ولا لديهن القدرة على التأقلم مع بقاءها.. بينما يستقبل الرجال كل ما سبق بضحكة وتعليق كله تهكم واتهام لأي تاء تأنيث فيما وصلوا إليه!. والنتيجة مشاعر متهالكة وقلوب منكسرة لنساء ورجال يعيشون على فوهة بركان والاسم "زواج"!.. 
والسؤال، أين ذهب الحب الحقيقي؟!،.. هذا الإحساس القائم على الأمان العشقي  بكل ما فيه من نبل وإخلاص وألفة وكثير من الاحتياجات الأخرى التي لا تباع ولا تشترى ولا يمكن لمنصب، جاه، أو مال أن يعوضنا عنها..  ذلك أن الراحة الوجدانية مرهونة بعلاقة عاطفية يترفع طرفيها عن كافة أشكال الأذية.. 
وما اقصده بالأذية لا يقتصر على العنف اللفظي أو الجسدي فقط.. فالإهمال أذية.. جفاء نظرة العين أذية.. خواء الحضن من اللهفة أذية.. كلمة أحبك لو لم ينطقها الفؤاد قبل اللسان أذية..التفكير في أخر ولو في الخيال أكبر أذية.. باختصار كل ما يؤلم الوجدان ولو معنوياً أذية،.. فما بالنا بأذية مادية يفعلها كثير من رجالنا بحجة " وماله طالما أعود لحضنك" وترد عليها بعض النساء رافعة شعار "العين بالعين والبادئ أظلم"؟!
أعزائي الرجال والنساء،..ماذا حدث؟! هل توارت مشاعركم الغرامية أم تغيرت أهدافكم الحياتية، فانعكس ذلك على قائمة أولوياتكم؟!..      
فما تعانيه عدد ليس بالقليل من الأسر جراء ندره السعادة العاطفية لم يلحق ضرر بالاستقرار العائلي فحسب بل بالمجتمع ومستقبل أبنائه فيما بعد.. 
تعالوا معاً نعيد حساباتنا العشقية، وبدلاً من تغني كل طرف بعيوب الأخر بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي على وهم أن يجد دليل إرشادي للحب ناسياً أو متناسياً أنه يبحث عن الحل في عالم افتراضي، ننتهز فرصة أجازة عيد الفطر ليجلس كل موجوع مع الطرف المشكو في حقه وبمنتهى الصدق والشفافية يتصارح.. يتناقش ..يتحاور ربما يساعده ذلك في إيجاد موطن الخلل بعلاقته العاطفية.. فيصلحه ويتعافى من خيبات مشاعر أضعفت أعماقه حد الدمار..
وبعد،..الدنيا مليئة بمطبات وعراقيل لا تعد ولا تحصى، فإن لم يكن كل منكما سند، حماية، وواحة اطمئنان للطرف الأخر، فارتباطكما ليس له أي لازمة، وكل عيد وأنتم تنعمون بعلاقات غرامية بعيدة عن جميع الخيبات الوجدانية..  
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط