الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برنامج الإمام الطيب.. حلقات شيخ الأزهر كاملة 2021 .. مكتوبة ومرئية

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

قدم فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برنامجه الرمضاني خلال العام الحالي في شهر رمضان المبارك، وناقش الإمام الأكبر في جميع حلقات شيخ الأزهر الرمضانية 2021 عدد من القضايا والمسائل المهمة التي تشغل الكثير من الناحية الدينية.

 

ونرصد في هذا التقرير جميع حلقات شيخ الأزهر كاملة مكتوبة ومرئية:

الإمام الطيب: الأمة الإسلامية مسئولة عن قيادة الإنسانية

قال الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الهدف من برنامجه الرمضاني هذا العام أمران، الأول أنْ يزدادَ المسلمُ عِلمًا بأن مبادئَ الدِّينِ الإسلامي، تُحـــــقِّــــقُ -نظريًّا وعمليَّا- سعادةَ الفردِ وسعادةَ المجتمعِ، في الدُّنيا والآخرةِ.

 

وأوضح فضيلته خلال الحلقة الأولى من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، ان الأمرُ الثاني أنْ يقتنعَ غيرُ المسلمِ -مِمَّن يشاهد البرنامج- أنَّ الإسلامَ ليس كما يصوِّرُه أعداؤه: دينَ دماءٍ وحروبٍ وتضييقٍ على مُعتنقِيه، وإنَّما هو -على العكسِ- دينُ سَلامٍ وتعاونٍ وتسامُحٍ ورحمةٍ مُتبادَلةٍ بينَ النَّاسِ، بل وبين الحيوانِ والنباتِ والجمادِ، شأنُه في ذلك شأنُ سائرِ الأديانِ الإلهيَّةِ السابقةِ في الرحمة بالخلق، وانتشالِ الإنسان من أوحالِ الضَّلالِ، وهدايتِه للتي هي أقومُ، كلما تفرَّقَت به السُّبلُ، واشتبهَت عليه المسالكُ، وضاعَ الطريقُ من تحتِ قدمَيه.

لمشاهدة الحلقة الأولى كاملة من هنا

اكهخ

المعيار الحاسم في الأمور الخلافية

واستكمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحلقة الثانية من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، حديثه عن صفات الأمة الإسلامية، حيث تحدث فضيلته عن الصفة الثانية وهي "الوسطية" والتي نقرؤها في قولِه تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [البقرة: 143]، والتي تمهد بدورها: «للشهادة على الناس»، موضحا أن النبيُّ صلي الله عليه وسلم قد فسر «الوسط» بأنه «العدل»؛ بما يعني أن الأمة الوسط: هي الأمة التي تتصف بصفة «العدل»، وسمي «الوسط» عدلا؛ لأنه نقطة متوسطة تمام التوسط بين طرفين، وإذا كان الوسط هو العدل؛ فهو مستلزم بالضرورة معنى الخيرية والأفضلية. 

لمشاهدة الحلقة الثانية من هنا

خيرية أمة الإسلام مرهونة بالأمر بالمعروف 

وشرح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، معنى قولِه تعالى " لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا".

وقال شيخ الأزهر، خلال الحلقة الثالثة ببرمانجه الرمضاني "الإمام الطيب"، إن معنى الآية “أنكم ستشهدون يومَ القيامة على الناسِ بأعمالِهمُ التي انحرفوا بها عن نهجِ الصراطِ المستقيمِ”.

لمشاهدة الحلقة الثالثة من هنا

الإمام الأكبر: المسلمون ابتلوا في كل زمان


قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ‏‏«وسطية ‏‏الإسلام» تقتضي مسئولية هذه الأمة في القيام ‏بواجب حراسة الحضارة الإنسانية، ‏‏وحمايتها في تطورها- من الانحراف ‏عن الصراط المستقيم، ومن تحول التطور ‏‏الحديث رغم الثراء المادي ‏والتقني، إلى مصدر شقاء واغتراب وتيه يصبح فيه ‏‏الحليم حيران لا يدري ‏ما الصواب ولا الخطأ، ولا ماذا يأخذ وماذا يدع، وأن الحلقات ‏‏الثلاث السابقة من برنامج «الإمام الطيب» بينت أن أبرز خصائص الإسلام هي: ‏‏الوسطية، والتوسط في ‏كل أحكامه وتشريعاته، حتى ما كان منها متعلقا بالعقائد ‏‏والعبادات.‏

لمشاهدة الحلقة الرابعة من هنا

الإمام الاكبر: على المشككين في التراث قراءة التاريخ جيدا

قال فضيلة الإمام الأكبر، أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن تشريعات الدين الإسلامي قد أمدت الإنسانية بزخم من القيم والمفاهيم والأحكام، التي تعد من أروع ما  عرفه تاريخ الحضارات الإنسانية قديما وحديثا، مؤكدا أن هذا أمر مسلم به لدى المنصفين من المفكرين، حتى ممن لا يؤمن بالإسلام.

لمشاهدة الحلقة الخامسة من هنا

السماحة واليسر ورفع الحرج والمشقة

واستكمل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، مشيرا إلى ما تم تقديمه في الحلَقاتِ الخمسِ الماضيةِ، ومسلطا الضوءِ على مظاهرِ «وسطيةِ الإسلامِ»، عقيدةً وشريعةً، بشيءٍ من التفصيل في العرضِ والاستدلالِ والردِّ على الاعتراضات.

واستهل فضيلة الإمام حديثه ببيان شريعة الإسلامِ أو تشريعاتِ القرآنِ الكريم، لافتا انهما اسمانِ مترادفانِ على معنًى واحدٍ؛ هو: «الشريعةُ» التي نزلَ بها القرآنُ الكريم، ونُذَكِّرُ منذُ البدايةِ أنَّ شريعةَ القرآنِ شيءٌ، وما نشأَ عن تأملِها وتدبرِها من فقهٍ ورأيٍ واختلافٍ في الرأيِ شيءٌ آخَرُ.
لمشاهدة الحلقة السادسة من هنا

رفعِ الحرجِ وإزالةِ المشقَّةِ

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن "رفعِ الحرجِ وإزالةِ المشقَّةِ" هو الأساسَ الأوَّلَ من أُسُسِ التشريعِ الإسلاميِّ، وهو داخل في كلِّ التكاليفِ الإسلاميَّة، عبادةً ومعاملةً، مشيرًا إلى أن مظاهر هذا الأساس وتجلياته انعكسَت في قواعد كليةٍ تؤكِّد على أصالة مبدأِ رفعِ الحرجِ، وتغلغلِه في كلِّ تشريعٍ من تشريعاتِ القرآن.

وأضاف فضيلته خلال الحلقة السابعة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» الذي يذاع ‏للعام الخامس، أن من هذه القواعدِ الكليةِ التي تدورُ مع هذا الأساسِ قاعدةُ "المشقَّةُ تَجْلِبُ التيسيرَ"، ومثالها فريضةَ الصلاةِ التي يجبُ على المسلمِ أن يُؤدِّيَها وهو قائمٌ؛ ولكنْ يُرخَّصُ له أن يُؤدِّيَها وهو جالسٌ أو مُتَّـكئٌ، إذا كانَ مريضًا، أو مُتعَبًا تَعَبًا مُرهِقًا يصعب معه أداءُ الصَّلاةِ وهو قائم.

لمشاهدة الحلقة السابعة من هنا

"لا ضرر ولا ضرار" من القواعد الكلية

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن لفظ "لا ضرر ولا ضرار"، هو حديثٌ نبويٌّ من صِحاحِ الأحاديث، وهو قاعدة من القواعد الكلية التي تَشهَدُ بسماحة  الشريعة الإسلامية ويُسرها ومرونتها، موضحا أن معنى: "لا ضرر" أي: يَحرُمُ إلحاقُ الضررِ بالغير في نفسِه أو عِرضه أو ماله، وذلك لما ينطوي عليه الضرر من "الظُّلم المحرَّم" في الإسلام تحريمًا قاطعًا، حتى لو جاء الضررُ نتيجةَ فعلٍ مباحٍ قام به شخصٌ آخَر؛ مثل أن يقومَ شخصٌ بعملٍ مُعيَّن في داره أو في مِلكه فيترتَّبُ عليه لحوقُ ضررٍ بجاره.

وأضاف فضيلته خلال الحلقة الثامنة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» الذي يذاع ‏للعام الخامس، أمَّا قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ولا ضرار"؛ فمعناه: عدمُ جواز ردِّ الضرر بضررٍ مُماثل، لما يترتَّبُ على هذا الأسلوبِ من نشوءِ فوضى عارمةٍ في قضاءِ الحقوق واستيفائها، تهدمُ "الاجتماعَ الإنساني"، وتأتي عليه من الجذور، موضحا أن حُكمُ الشريعة في هذه الأحوالِ لمَن حَصَلَ له تَلَفٌ في ماله من شخصٍ ما، فلا يجوزُ له بحالٍ أن يردَّ بإتلافِ مال هذا الشخص البادئ بالضرر، وإنما عليه أن يلجأ للقضاء لتعويضِه عمَّا لحقه من ضرر. 
لمشاهدة الحلقة الثامنة من هنا

القضايا المسكوت عنها

وقال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن المظهر الأخر من مظاهر يسر الإسلام  وتشريعاتِه؛ وهو: "قلة التكاليف"، وبخاصة في مجال المعاملات.. والمتأمل في هذا المجال يلحظ أن الآيات القرآنية التي جاءت لتشرع في مجال "المعاملات" أقل بكثير من تلك التي وردت في مجال العبادات، وقواعد الأخلاق والاعتبار بقصص الأولين، والإنذار، والترغيب في الثواب، والترهيبِ من العِقاب، وغيرِ ذلك من محتوياتِ القرآنِ الكريمِ وموضوعاتِه.
لمشاهدة الحلقة التاسعة من هنا

المسائل السياسية وشق الصف

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن قلة التكاليف دعوة للاتحاد والقوة في كل ‏المجتمعات الإسلامية، وهما مقصدان أساسيان من‎ ‎مقاصد ‏الإسلام؛ فقلة التكاليف تفتح الباب للتنوع والتكامل ‏والاجتهاد والرأي، وفي الوقت ذاته تضيق ‏مساحات الاختلاف‎ ‎المؤدي إلى التعصب‎ ‎والتشدد، وما يتبع ذلك من ‏انقسامات تبدو معها الأمة ‏وكأنها أمة ذات دينين أو أديان مختلفة، وهذا ما حثنا عليه رسولنا الكريم حيث قال: "اقرؤوا ‏القرآن ما ‏ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفت فقوموا عنه"، وكأنه صلى الله عليه وسلم يفضل‎ ‎‏ إلغاء تلاوة القرآن ‏‎-‎مع عظيم ‏فضلها ومنزلتها‎ ‎عند الله- إذا أدت هذه التلاوة إلى نزاع واختلاف في‎ ‎القراءة أو في ‏التفسير، وقد أكد‎ ‎على هذا المعنى ‏في حديث آخر يقول فيه:‏‎ "‎إنما هلك من‎ ‎كان قبلكم بالاختلاف ‏في‎ ‎الكتاب"، وأصل ذلك كله في‎ ‎قوله تعالى:‏‎ ‎ولا ‏تكونوا كالذين تفرقوا‎ ‎واختلفوا من بعد ما ‏جاءهم‎ ‎البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}.‏
لمشاهدة الحلقة العاشرة من هنا

نبوَّةَ محمد خاتمة وعامةٌ للخلق جميعًا

استكمل فضيلة الإمام الأكبر حديثه عن «وسطيَّةِ الإسلامِ»، ومظاهرِها في تشـريعاتِ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ المطهَّرةِ، وذلك بعد أن استعرض فضيلته مظهرَيْنِ لهذه التشريعاتِ؛ هما: «اليُسـرُ ورفعُ الحرج»، و«قِلَّةُ التكاليفِ»، مع تركِ مساحاتٍ شاسعةٍ بلا أحكامٍ ولا تشريعاتٍ؛ توسعةً وتيسيرًا على الناسِ في أمورِ دِينِهم ودُنياهم.

وخلال الحلقة الحادية عشر من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" تحدَّث شيخ الأزهر عن أساسٍ آخرَ من أُسُسِ التشريع، هو: «مرونةُ النُّصوصِ» التي تستندُ إليها تشريعاتُ المسلمين، موضحا أنَّها ضَمِنَت لهذه التشريعاتِ سهولة الحركةِ، ومواكبة التغيُّر، وإثراء حياةِ الناسِ؛ ما جعَلَ منها «شريعةً إلهيةً»، صالحةً لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، وهو النعتُ الذي عُرفت به في أُمَّهاتِ كُتُبِ التراثِ في الأصولِ والفروعِ.
لمشاهدة الحلقة الحادية عشر من هنا

نجاح الشريعة الإسلامية

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الشريعة الإسلامية نزلت إلى أرض الواقع، وأثبت التاريخ نجاحها في مجال التطبيق، وشكلت تشريعاتها حجرَ الزاوية في إشادة صرح حضاري شامخ طال عنان السماء في مدى زمني قصير، موضحا أن نجاح هذه الشريعة لم يكن رهنا ببيئة جغرافية معينة، بل كما كتب لها النجاح في مهدها الأول، كتب لها النجاح -وبالقدر نفسه- في بيئات بعيدة عنها، رغم اختلاف هذه البيئات لغة وجنسا وعرقا وعقيدة وتاريخا وحضارة.
لمشاهدة الحلقة الثانية عشر من هنا

إعجاز الشريعة حفظ حضارة المسلمين

وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الفرق الدقيق بين التكليف بأمور مستحيلة التعقل في ذواتها، وبين أمور معقولة في أنفسها يجب التبيه إليه؛ فالأمور المستحيلة لا يقع التكليف بها بحال من الأحوال،  بخلاف الأمور التي يدرك العقل أسبابها وأسرارها وآثارها؛ وبناء على هذا التوضيح نقول: إن الإسلام -والأديان بأسرها- وهي تخاطب الإنسان على أي مستوى من مستويات الخطاب؛ لا تطلب منه أن يؤمن بما يرفضه عقله، ويصدق ما يستحيل تصديقه؛ ولكنها تخاطبه بالإيمان بأمور قد يستبعدها العقل بالقياس إلى ما تجري به "العادة".

لمشاهدة الحلقة الثالثة عشر من هنا

 

فلسفة الأمر والنهي في أحكامِ التشريعِ الإسلاميِّ

وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن فلسفةِ الأمرِ والنهيِ في أحكامِ التشريعِ الإسلاميِّ، تتَّضحُ فيه وسطيةُ هذا الدِّين ويسرُه ورحمتُه بالناسِ، موضحًا أن الأحكامَ الشرعيَّةَ التكليفيَّةَ المُتضمِّنةَ طَلَبًا واقتضاءً تدورُ ما بين الأمر أو النهي، مؤكدًا أن صِيغ الأوامرِ والنواهي الواردةِ في القرآنِ الكريم والسُّنَّةِ القطعية ليست درجةً واحدةً؛ بل تفاوتَتْ درجاتُ الطلَب بين الإلزامِ بالفعلِ أو بالترك، أو عدمِ الإلزامِ بهما رُغم اتحادِ صيغةِ الطلبِ: أمرًا أو نهيًا في الحالَيْن.
لمشاهدة الحلقة الرابعة عشر من هنا

الأصل في الأشياء الإباحة

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن القرآن الكريم به آيات كثيرة نستدل بها على وسطية الإسلام ويسر شريعته، وتعلمنا أن الله لا يكلف الإنسان من الأوامر إلا القدر الذي يستطيع الوفاء به، وتتسع له قواه وطاقته ووقته، وأنه -تعالى- لا يكلفه ما يعجز عنه أو يحمله على الانقطاع وعدم الاستمرار، مضيفا وقد وجدنا في الحكمة النبوية ما يؤكد على أن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، بل وجدنا نهيا صريحا عن المغالاة في التدين وفي العبادة، كما وجدنا فيها ذما واضحا للتنطع والتشدد في الدين والتوقف عند الظواهر والأشكال.

لمشاهدة الحلقة الخامسة عشر من هنا

الخلط بين ما هو ثابت في الدين وما هو متغير

وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الشريعة الإسلامية قد تميزت بين سائر الشرائع والأنظمة ببرنامج متكامل ومؤهل بعناية إلهية فائقة لتلبية مطالب الإنسان، حيث جاءت بنصوص ثابتة تخاطب الحاجات المستقرة في حياة الناس، وبنصوص أخرى عامة وكلية تخاطب الإنسانية في مجال حاجاتها المتطورة لإرشادها وتوجيهها لاتباع صراط الله المستقيم، وتحذرها من السبل المضلة، وحتى لا يتحول التطور والتقدم إلى عبث وضياع مصداقا لقوله تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
لمشاهدة الحلقة السادسة عشر من هنا

معوقات التجديد 

وقال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد تحدثنا في الحلقة الماضية عن أول معوقات ‏التجديد، ‏وهو: إغفال التفرقة في فقهنا الإسلامي المعاصر بين ثوابت الشريعة ‏ومتغيراتها، واليوم نتحدث عن معوق آخر ‏لعب دورًا خطيرًا في تجميد ‏حركة "التجديد"، وبعث نزعات التقليد والتعصب، ‏وهذا العائق هو:‏ "عدم التفرقة بين ‏الشريعة، كنصوص إلهية من القرآن الكريم، أو نبوية ‏من السنة الصحيحة، وبين الفقه كاستنباطات العلماء واجتهاداتهم ‏في ‏هذه النصوص، واستخراج الأحكام منها"، ‏وإضفاء قدسية الشريعة على اجتهادات فقهائنا السابقين، واستدعاء ‏‏فتاواهم وآرائهم التي قالوها ليواجهوا بها مشكلات عصرهم.‏
لمشاهدة الحلقة السابعة عشر من هنا

أئمة الفقه حذروا من التقليد الحرفي

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الدعوةَ لتقديسِ التراثِ الفقهيِّ، ومُساواتِه في ذلك بالشريعةِ الإسلاميَّةِ تُؤدِّي إلى جُمودِ الفقهِ الإسلاميِّ المعاصر، كما حدث بالفعلِ في عصرِنا الحديثِ؛ نتيجةَ تمسُّك البعضِ بالتقيُّدِ -الحرفي- بما وَرَدَ من فتاوى أو أحكامٍ فقهيَّةٍ قديمةٍ كانت تُمثِّلُ تجديدًا ومواكبةً لقضاياها في عصرِها الذي قِيلَتْ فيه، لكنَّها لم تَعُدْ تُفيد كثيرًا ولا قليلًا في مُشكلاتِ اليوم، التي لا تُشابِهُ نظيراتِها الماضيةَ، اللهمَّ إلا في مُجرَّدِ الاسمِ أو العنوان.
لمشاهدة الحلقة الثامنة عشر من هنا
 

الدور الوطني للأزهر في التجديد

وواصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه عن قضية التجديد في الحلقة التاسعة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، وبدأ الحلقة بالقول: أؤكد ‏أنَّني لا أدَّعي رِيادةً ولا زَعامةً في قصَّةِ: "تجديدِ الفكرِ ‏الإسلاميِّ" بشكلٍ عامٍّ، وتجديدِ "الفكرِ الفقهيِّ" بشكلٍ ‏خاصٍّ، وكلُّ ما أزعُمُه في هذا الشأنِ هو: الهمُّ المتواصِلُ ‏الذي رافَقَني منذُ العهدِ الباكرِ في التعليمِ حتى اليوم، لا ‏أقولُ: حولَ مُستجدَّاتٍ اجتماعيَّةٍ أو اقتصاديَّةٍ تبحثُ عن ‏تكييفٍ شرعيٍّ، بل حولَ مَوْرُوثاتٍ، ليست من الدِّين ولا ‏من الشريعةِ، تَتَسَلَّطُ على حياةِ الناسِ، وتَتَحكَّم في ‏تصرُّفاتِهم، وتُلحِقُ بهم الكثيرَ من الحَيْفِ والظُّلمِ، وبخاصةٍ ‏في مجالِ المرأةِ والطبقيَّةِ، والمساواةِ بينَ الناسِ، ومجالِ ‏الاجتماعِ بشكلٍ عامٍّ.

لمشاهدة الحلقة التاسعة عشر من هنا

أسباب فشل مؤتمرات التجديد

وواصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه في الحلقة العشرين من برنامج «الإمام الطيب» عن اقتطاف بعضِ ما صدر عن "وثائق الأزهر الشريف" في الفترة من يونيو 2011م إلى يناير 2012م،  متسائلا تساؤلًا استنكاريًّا: هل هذه الوثائق التي صدرت من الأزهر الشريف وشاركت فيها نُخَبٌ عِلميَّة وفكريَّةٍ وإعلاميَّةٍ في فترةٍ حالكةِ السَّواد، اضطرب فيها كلُّ شيء: هل هي من باب التجديد، أو هي: من بابِ التعصُّب والتقليد والجمود؟!.

لمشاهدة الحلقة العشرين من هنا

جماعات العنف والإرهابِ 

كما واصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه حول جهود الأزهر الشريف في "تجديد أمور الدِّين"، و خِدمةِ الأهدافِ العُليا للوطَنِ وللأُمَّتَيْن: العربية والإسلامية، وفي مجالِ السلامِ والأخوَّةِ الإنسانيَّةِ في أرجاء المعمورةِ بأسرِها، ملقيًا الضوء على مؤتمرِ الأزهر العالميِّ لتجديدِ الفكرِ الإسلاميِّ الذي انعقد في يناير من العام الماضي 2020م، برعايةٍ كريمةٍ من السيدِ الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا أن المؤتمر دُعي إليه علماءُ ومُفتونَ ومُفكرون من أكثر من ستين دولة، مؤكدًا أن المؤتمر تميَّز عن باقي المؤتمرات بالمعالجةِ الواقعيَّةِ لقضايا حقيقيَّةِ يعيشها المسلمون في مصر وفي كثيرٍ من بلدان العالم الإسلامي.

لمشاهدة الحلْقة الواحدة والعشرون من هنا 

أحكامَ المواريث الواردة في القرآن

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن مؤتمرِ الأزهرِ العالميِّ لتجديدِ الفكرِ الإسلاميِّ، الذي عُقِد في يناير من العام الماضي، والذي جاء انعقادُه بعد دراسةٍ ضافيةٍ لاختيارِ الموضوعاتِ وتحديدِ مفاهيمِها، ومناقشتِها في هيئةِ كبار العلماء مُناقشةً اقتربت من عامٍ كاملٍ؛ يعد استكمالا لجهودٌ عدَّة يَصعُبُ حَصرُها وعَرْضُها، بما يؤكد أنَّ الأزهرَ كان -وسيظلُّ- هو "قلعة الاجتهاد والتجديد" في الإسلامِ على مَدَى تاريخِ المسلمين، بعدَ عصرِ الأئمة الأربعة وأئمَّة المذاهب الفقهية الأخرى المعتبَرة، مشيرا إلى ما هو ثابتٌ في التاريخ من أنَّ تراثَ المسلمين كان قد أَشْرَفَ على الهلاكِ بعد ما ضاع على أيدي الغُزاة بالأندلس في الغرب، وبعدما أحرَقَه التتارُ في الشرق، ولولا ما عَمِلَه الأزهرُ وعملَتْه مصر في القرونِ الأربعة الميلادية، من الثانِي عَشَرَ حتى الخامس عَشَرَ؛ لما كان هنالك ما يُسَمَّى الآن بالتُّراثِ العربيِّ الإسلاميِّ.

لمشاهدة الحلقة الثانية والعشرون من هنا

التجديد في شريعة الله صناعة علمية

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من القضايا التي تقبل الاجتهاد والتجديد، هي القضايا المستنبطة من نصوص ليست حا سمة في الدلالة على معنى واحد كالنصوص القطعية التي تحدثنا عنها ومن أمثلتها {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، وأمثالها مما لا يحتمل إلا وجها واحدا محددا من النص، اما النصوص القابلة للتجديد فتسمى النصوص الظنية الدلالة،  ومثلنا لها بالنصوص الواردة في البيع وغيرها، ومن هذه النصوص الآيات الواردة في الأمر بالعدل والشورى والمساواة، فإنها قابلة للتطبيق عبر الاجتهاد على أي نظام من أنظمة الحكم، ما دام يحقق مقاصد هذه الآيات، ومنها النصوص التي تحقق للمسلمين حرية الحركة والتأقلم بالأنظمة الحديثة في مجال العلاقات الدولية.
لمشاهدة الحلقة الثالثة والعشرون من هنا

الأدلة على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

وواصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حديثه اليومي في برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، بالاستدلال على جوازِ تهنئةِ المسلمِ لغيرِ المسلمِ في أعيادِ الميلادِ وفي الأفراحِ، مستشهدًا بقولِه -تعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، موضحًا أنَّ العلماء استخرجوا من وحي هذه الآية جوازَ صدقةِ المسلم شرعًا لغير المسلمِ من المسيحيين أو اليهودِ أو المجوسِ، وكذلك زكاة الفطر، والكفارات، والوصية والوقف، وأنَّ بعضُهم يَذكُر في سببِ نزولِ هذه الآية الكريمةِ أنَّ أسماءَ بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- زارتها أمُّها في المدينة، وكانت مشركةً، فسألَتْ أسماءُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- هل تستقبلُ أمَّها وتصلُها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم! صِلي أمَّك"، فإذا كانت صلةُ المسلم للكافر مطلوبةً أيكون مجردُ السلامِ على أهلِ الكتابِ وتهنئتهم منهيًّا عنها؟.

لمشاهدة الحلقة الرابعة والعشرون من هنا

يجوز للمرأة تولي الوظائف العليا والقضاء والإفتاء

وواصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الحديث عن القَضايا التي خضَعَتْ للتوصيفِ الشرعيِّ، والاجتهادِ الفقهيِّ في أروقةِ الأزهرِ الشريف، وقال إن المرأةِ كان لها نصيبُ الأسد من مَكاسِبها؛ حيث دُرِست مُعظمُ قضاياها إمَّا بحُسبانِها فردًا مُستَقِلًّا، أو عُضوًا في الأسرة والمجتمع.

وأضاف فضيلته خلال الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» أن من أوَّلِ هذه المكاسبِ موضوعُ" سفرِ المرأة"، ومعلومٌ أنَّ سفَرَها في تُراثِنا الفقهيِّ مشروطٌ -عندَ أغلبِ الفقهاءِ- بمُرافقةِ الزوجِ، أو أي مَحرَمٍ من مَحارِمها؛ لأنَّ سَفَرَ المرأةِ بمُفردِها في تلك العُصورِ-بدون مَحرَمٍ- كان أمرًا صادمًا للمُروءةِ والشرفِ، بل كان طعنًا في رُجولةِ أفرادِ الأسرةِ؛ نظرًا لما تتعرَّضُ له المرأةُ -آنذاك- من سَبْيٍ واختطافٍ واغتصابٍ، في الصحاري والفَيافي المُظلِمةِ ليلًا، وقد كان من عادةِ العربِ السَّفَرُ ليلًا، والكُمُونُ نهارًا، وحين قال النبيُّ ﷺ: "لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ -أي مَحرَمٍ- فإنَّه، وهو النبيُّ العربيُّ الذي بُعِثَ ليُتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ، كان يَحمي حَقًّا أصيلًا للمرأةِ على أُسرتِها.

لمشاهدة الحلقة الخامسة والعشرون من هنا

الخلاف في المسائل السياسية 

قال فضيلة الإمام الأكبر أ/د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن قلة التكاليف دعوة للاتحاد والقوة في كل المجتمعات الاسلامية، موضحا أنها تفتح الباب للتنوع والتكامل والاجتهاد والرأي، وفي الوقت ذاته تضيق مساحات الاختلاف المؤدي إلى التعصب و التشدد، وما يتبع ذلك من انقسامات تبدوا معها الأمة وكأنها أمة ذات دينين أو أديان مختلفة.


وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، خلال الحلقة السادسة والعشرين من برنامج "الإمام الطيب" أنه لاشك في أن الفرقة والتنازع والاختلاف أشد ضررا وأسرع تأثيرا في تدمير المجتمعات وتقويض بنيان الجماعات من تأثير الوثنية والشرك، حيث أن الشرك، وإن كان شرا مستطيرا، إلا أنه لا يستعصي على الهداية والعودة إلى الإيمان بالله تعالى، وذلك بخلاف مرض الفرقة والتنازع، وما ينتهي إليه من فشل لا يرجى معه أي أمل أن في  علاج أو إصلاح.

لمشاهدة الحلقة السادسة والعشرون من هنا

الحلقة السابعة والعشرون من هنا

الحلقة الثامنة والعشرون من هنا


الحلقة التاسعة والعشرون من هنا


الحلقة الثلاثون، التراث والتجديد.. مختارات من حلقات برنامج الإمام الطيب من هنا