دمر الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، برج الجلاء في مدينة غزة الذي كان يضم مكاتب العديد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية، لينهار المبنى المؤلف من 11 طابقا بالكامل نتيجة لقصفه العنيف، دون إن يتم الإبلاغ عن إصابات لإخطار الجيش مسبقًا بإخلائه في غضون ساعة، وحول ذلك اتصل وزير الخارجية الأمريكي بإحدى الشبكات الإعلامية التي كانت تعمل في البرج قبل تدميره، وفق ما ذكرت وسائل إعلام دولية.
أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اتصالا هاتفيا مع رئيس وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، جاري برويت، بعد تدمير مقرها في قطاع غزة بغارة جوية إسرائيلية.
وأعرب وزير الخارجية عن دعمه الثابت للصحفيين المستقلين ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، وأشار إلى أهمية ما ينقلوه في مناطق الصراع.
وأعرب بلينكن عن ارتياحه لأن فريق الوكالة في غزة لم يصب بأذى.
وأصبح هذا المبنى رابع برج يتم تدميره نتيجة الضربات الإسرائيلية ضد أهداف في قطاع غزة.
وزعم الجيش الإسرائيلي، بأن المبنى كان يضم معدات عسكرية لـ"حماس"، واستخدمت المكاتب الإعلامية للحركة كدروع بشرية.
وقد حذر الجيش الإسرائيلي المدنيين والصحفيين قبل تنفيذ الهجوم على المبنى.
هذا ولا تزال الهجمات الصاروخية المتبادلة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي متواصلة منذ 10 مايو.
وبحسب أحدث البيانات، قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في الجانب الإسرائيلي ، واستشهد 153 في الجانب الفلسطيني.
وقبل اتصال وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس والمدير التنفيذي لـ"أسوشيتد برس" الأمريكية، قال جاري برويت، أن الوكالة "مصدومة ومذعورة" من الهجوم الإسرائيلي على برج الجلاء في قطاع غزة الذي تضمن مكاتب لوسائل إعلام دولية.
وقال برويت، في بيان نشرته الوكالة بعد الهجوم، أمس السبت: "نشعر بالصدمة والذعر إزاء أن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمر المبنى الذي يضم مكتب أسوشيتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في غزة".
وتابع: "لقد عرفوا منذ فترة طويلة موقع مكتبنا، وعرفوا أن الصحفيين كانوا هناك. تلقينا تحذيرا بقصف المبنى. نسعى إلى الحصول على معلومات من الحكومة الإسرائيلية ونعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية لمحاولة معرفة المزيد".
وشدد برويت على أن "هذا تطور مزعج بشكل لا يصدق"، مؤكدا: "لقد تجنبنا بصعوبة خسارة فادحة في الأرواح. كان هناك عشرات من صحفيي أسوشيتدبرس والعاملين المستقلين داخل المبنى، ولحسن الحظ تمكنا من إجلائهم في الوقت المناسب. لن يعرف العالم الكثير عما يحدث في غزة بسبب ما حدث".
وبالأمس أيضًَا، قصفت إسرائيل برج آخر هو "الأندلس" المجاور لبرج "هنادي"، الذي دمره الجيش الإسرائيلي في بداية العمليات العسكرية.