قالت الدكتورة نانسي نبيل كامل الباحث بقسم الانتاج الحيوانى بالمركز القومي للبحوث، إن كرات الدم البيضاء تعتبر أحد أهم خطوط الدفاع المناعية والتي تقاوم الإصابة سواء بالأمراض البكتيرية أو الفيروسية أو الأورام.
وأوضحت أن كفاءة الجهاز المناعي تتوقف على العديد من العوامل ومن أهمها الظروف البيئية التي يربي تحتها الطائر، منوهة إلى أن المناطق الحارة تعاني دائما من خسائر أقتصادية كبيرة في قطاع الإنتاج الحيواني وخاصة صناعة الدواجن نتيجة لارتفاع درجات الحرارة لمعدلات أعلى من المعدلات الطبيعية الملائمة لنمو الطيور.
وأضافت "نبيل" أن التعرض لدرجات حرارة عالية يؤدي إلى تدهور القدرة المناعية للطيور، ولكن سبب هذا التدهور غير معروف إلى الأن، لذلك قام فريق بحثي مكون من الدكتور أحمد عثمان عباس والدكتور مجدي محمد مشالى والدكتور جمال كامل محيسن كلية الزراعة جامعة القاهرة والدكتور أيمن أحمد كلية الزراعة جامعة عين شمس بالتعاون مع الدكتورة نانسي نبيل كامل المركز القومي للبحوث – شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بدراسة هذه الظاهرة للوقوف على اسبابها المحتملة.
وأشارت إلى أنه تم تصميم تجربة مزرعية باستخدام بداري تسمين والتي قسمت إلى مجموعتين أحدهما تم تعريضها لإجهاد حراري بدرجات حرارة (35 درجة مئوية- 50% رطوبة نسبية)، ومجموعة أخري مقارنة تم تربيتها تحت درجات حرارة طبيعية (25 درجة مئوية - 50% رطوبة نسبية) وذلك إبتدأ من اليوم 21 حتي اليوم 42 من عمر الطيور.
وأوضحت أن النتائج أظهرت حدوث ثبيط فى تخليق البروتين فى كرات الدم البيضاء بنسبة 35% نتيجة التعرض للإجهاد الحراري إذا ما قورن بالمجموعة المقارنة، كما أوضحت النتائج حدوث أرتفاع في مستوي الفسفرة بمعدل ثلاثة أضعاف عند موقع الثريونين 56 (Thr56) لعامل الإستطالة الخاص بحقيقيات النواة (eukaryotic elongation factor, eEF2) والذي يدل على تثبيط عملية تخليق البروتين عن طريق التغير في مرحلة استطالة البروتين لإنتاج البروتين الوظيفي وذلك في المجموعة المعرضة للإجهاد الحراري.
وأستكملت: "علاوة على ذلك فإن التعرض للإجهاد الحراري عمل على رفع معدلات هرمون الكورتيكوستيرون ورفع نسبة الهيتيروفيل إلى الليمفوسيت والذي يدل على حدوث إجهاد، كما أشارت النتائج إلى حدوث تثبيط للوظائف المناعية في مجموعة الإجهاد الحراري حيث سجلت إنخفاض معنوي فى الأجسام المناعية (IgM وIgG) المخلقة ضد خلايا الدم الحمراء للأغنام".
وأكدت أن النتائج قد أظهرت أيضًا إنخفاض معنوي في وزن الجسم بنسبة 58% وإنخفاض في كمية الغذاء المأكول بنسبة 39% وتدهور في معدلات التحويل الغذائي للطيور المعرضة للإجهاد الحراري إذا ما قورن بالمجموعة المقارنة.
وتابعت: "وقد اثبتت الدراسة أن التثبيط الحادث في تخليق البروتين الخاص بكرات الدم البيضاء يمكن أن يكون المسبب في الإنخفاض الملحوظ في الوظائف المناعية والأداء الإنتاجي مع أرتفاع نسب النفوق في بداري التسمين المرباه تحت ظروف الإجهاد الحراري".
وأختتمت: "تم نشر البحث في مجلة علمية عالمية متخصصة (International Journal of Biometeorology) وجاري إستكمال الأبحاث لتحسين ورفع إنتاجية دجاج التسمين المربي تحت ظروف الإجهاد الحراري باستخدام مواد طبيعية فعالة".