في إطار فعاليات المنتدى وورشة العمل التي افتتحها شريف فتحي وزير السياحة والآثار، اليوم، تحت عنوان "دور البيانات في تعزيز صياغة الصورة الذهنية للوجهات السياحية رقمياً"، والذي تنظمه وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع منصة TripAdvisor العالمية، عُقدت الجلسة الأولى لتناقش توجهات الأسواق السياحية العالمية والرؤى حول المقصد السياحي المصري.
تقييمات المقاصد السياحية
وشهدت الجلسة عرضاً تقديمياً لـ تيم سكوفيلد، الشريك الرئيسي لإدارة علاقات العملاء بمنصة TripAdvisor العالمية، التي تُعد إحدى أكبر المنصات الإلكترونية العالمية المتخصصة في السفر والسياحة، حيث أوضح خلاله أن نحو 80% من المسافرين يحرصون على الاطلاع على تقييمات المقاصد السياحية قبل اتخاذ قرار السفر، بما يسهم في ضمان جودة التجربة السياحية خلال الرحلة. وأكد أن المقصد السياحي المصري يتميز بأصالة وتنوع التجارب السياحية التي يقدمها، مشيراً إلى أن تقييمات الزائرين على منصة TripAdvisor تعكس وجود شغف واهتمام متزايد من عدد كبير من الأسواق السياحية الرئيسية بمصر، إلى جانب ارتفاع معدلات رغبة السائحين في تكرار الزيارة ومشاركة الخبرات السياحية عبر المنصات الرقمية المختلفة.
وأضاف أن التقييمات الخاصة بالمقصد المصري، ولاسيما خلال العامين الجاري والماضي، جاءت إيجابية بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس تميز التجربة السياحية التي تقدمها مصر لزائريها.
كما تطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتنامي على عمليات التخطيط للسفر والحجز، لافتاً إلى أن شريحة متزايدة من السائحين باتت تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنظيم رحلاتها.
وأشار كذلك إلى الشراكات التي أقامتها منصة TripAdvisor مع الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للترويج للمقصد المصري، والتي اعتمدت على إعادة اكتشاف مصر ومقوماتها السياحية والأثرية، وإبراز تنوع منتجاتها السياحية وقدرتها على تقديم تجارب متعددة تلبي مختلف الاهتمامات والأذواق. وأكد أن الكم الكبير من البيانات والتقييمات الناتجة عن تجارب المسافرين يمثل ثروة معرفية يمكن الاستفادة منها في جهود الترويج لمصر خلال المرحلة المقبلة.
وعقب ذلك، عُقدت جلسة نقاشية بعنوان «مصر: تنوع لا يضاهى… وجهة واحدة وتجارب متعددة»، أدارتها رنا جوهر مستشار وزير السياحة والآثار للتواصل والعلاقات الخارجية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، بمشاركة كل من المهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، واكريم محسن نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، والسيد كريم المنباوي عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس لجنة السياحة الخارجية، وشريف الغمراوي مؤسس «بساطة إيكولودج» ورئيس جمعية السياحة المستدامة.
وتناولت الجلسة سبل إبراز التنوع السياحي الذي يتمتع به المقصد المصري أمام منظمي الرحلات وشركات السياحة وعملائهم، بما يسهم في جذب مزيد من السائحين من خلال تقديم برامج سياحية متكاملة تعكس ثراء وتعدد المنتجات السياحية المصرية، سواء التقليدية أو الجديدة، وبما يلبي مختلف فئات واهتمامات السائحين.
كما تم استعراض الجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير المنتجات السياحية الحالية وابتكار منتجات جديدة بما يتماشى مع استراتيجية ورؤية الوزارة، إلى جانب تسليط الضوء على دور الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والأدوات الترويجية المتنوعة التي تعتمد عليها، بما في ذلك التعاون مع شركاء المهنة وتنظيم الرحلات التعريفية للترويج للمقصد السياحي المصري.
وأكد المشاركون على أهمية قيام شركات السياحة بتطوير أساليب عرض البرامج السياحية، وتقديم المقصد المصري بصورة مبتكرة تبرز تنوع التجارب والأنشطة السياحية والمزارات المختلفة، بما يسهم في خلق شغف لدى السائح لخوض تجربة سياحية متكاملة ومتميزة.
وفي ختام الجلسة، توجه شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالشكر للمتحدثين على المناقشات الثرية، مؤكداً أن السياحة تقوم بالأساس على التجارب والأنشطة التي يمارسها السائح خلال زيارته، كما أكد على أهمية تكثيف الجهود التسويقية للمقصد المصري، مع إبراز إمكانية الدمج بين المنتجات السياحية المختلفة، والترويج لفكرة «وجهة سياحية داخل مقصد سياحي»، إلى جانب ضرورة فهم توجهات واهتمامات السائح المستهدف عند وضع الخطط التسويقية.
كما أكد الوزير أن مصر تمتلك مقومات سياحية فريدة ومتنوعة يتعين العمل على إبرازها بالشكل الأمثل، مشدداً على أن السياحة ترتكز على حرية وأمن وسلامة الحركة والتنقل.