الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلبي كلعبة «بازل»!

سألتني صديقة عن وصفة وجدانية تلملم كيانها، والذي أصبح مماثل تماما للعبة "البازل"،.. كل قطعة فيه ملقاه على أرضية قلب رجل تسلل إلى ذاتها وبنية ذكورية إجرامية أنساها أمسها وغدها، ليصبح هو وفقط الأمر الناهي في حياتها.. سنوات طوال،.. وحالتها المزاجية متوقفة على تقلباته العاطفية.. كان عالمها ودنياها، حتى أهدافها رهنتها على نيل رضاه.. 

وبعد كل ما كان من لهفة وهيام قادتها الصدفة البحتة إلى صحيفته الغرامية.. لتكتشف أنها لم تكن أكثر من رقم مسجل ضمن قائمة طويلة من الأسماء المستعارة على هاتفه المحمول.. والموجع أن جميعهن من نوعية أخلاقية لم نسمع عنهن في محيط معارفنا..  فأمثالهن لا يتواجدن إلا في مجموعات الدردشة والتسالي بالتطبيقات الإلكترونية.. كادت تموت أمامي، وهي تسألني لماذا أنا،..طالما أنه يريد علاقة عابرة ولا يجد متعته إلا في الأحاسيس المحرمة ؟!..وما الفائدة التي عادت عليه من وعود عشقية ومشاريع حب ثنائية حفرها على حائط ذاكرتي ولم يكن لها ولو قليل من المصداقية؟!.. 

قالتها وهي لا تعرف أنني مثلها فتشت كثيراً بين خبايا الرجال علني أصل لإجابة شافية عن سر شغف بعضهم بالتلاعب بقلوب نساء كان نقاءهن وراء شقائهن!.. وتذكرت جملة للفنان هاني سلامة في فيلم "السلم والثعبان" حين سأله احمد حلمي عن شغفه في الإيقاع بصاحبات المشاعر النقية فأجاب "المتعة في صيد السمك وليس في تناوله".. والغريب أن هذا الفيلم أنتج عام 2002 أي مضى على عرضه 19سنة!.. حدث خلالهم تغيرات لا تعد ولا تحصى، أبسطها تلك الثورة التكنولوجية، وما صاحبها من انعكاسات واضحة على العلاقات العاطفية حتى أصبحنا في زمن كل شيء مباح ومن أسهل ما يمكن.. فلماذا الإصرار إذن على تشويه القلوب النقية؟!.. 

الغدر في حد ذاته ألم لا يوصف.. لا يحكى .. لا يقال.. فما بالنا برجال يضعون مشاعرنا  دون علمنا على طاولة واحدة مع صاحبات قلوب لا تتشابه معنا في النبض والإخلاص والوفاء..

نحن يا سادة لا نطالب بمساواتنا  بالرجال في الحقوق والواجبات الوجدانية، ولا نريد ولو أدنى التنازلات العاطفية، بل أننا على أتم استعداد بالبعد التام عن كل ما يمت بهمزة وصل مع  حرفي الحاء والباء، ونقسم أمامكم بأغلظ الإيمان أننا لن نشكو ويلات الوحدة ولا الحرمان من كلمة "أحبك" كل هذا وأكثر مقابل أن نجد حمايتنا من كل متلاعب بقلوبنا..

وإذا كان التحرش بجسد أنثى جريمة يعاقب عليها القانون، فمن باب أولى أن يدان أيضاً المتحرش بقلبها.. ومع سبق الإصرار والترصد يقتل حلو مشاعرها.. أليس اغتيال الروح، وتحويل القلب لقطع مكسورة ململمة كلعبة "البازل" جريمة تستوجب العقوبة؟!..

 

   

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط