الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التلوث منظومة متكاملة!

 هل يمكن أن نعيد أواصر المحبة بيننا وبين الطبيعة، ربما تكف عن غضبها وتقضي على  الكورونا والفطر الأسود وكل مرض يهدد سلامتنا ؟!.. وكيف نوقف هذا المد الفيروسي الذي باغتنا عنوة جراء فقدان التنوع البيولوجي؟!.. أقول هذا الكلام بمناسبة اليوم العالمي للبيئة .. هذا اليوم الذي يقام في 5 يونيو من كل عام ليذكر الشعوب والحكومات بمخاطر التلوث، ويطالب كل إنسان يحيا على الأرض بضرورة الحفاظ عليها.. ودون سابق تفكير ولا نية مبينه للكتابة عن كل حلو فقدناه، تساءلت كيف نتصالح مع البيئة دون أن نتصالح مع أنفسنا أولاً؟!  فما التصحر إلا احتجاج الأرض على تجريفها وفقدان قدرتها على الإنتاج الزراعي، وكأن حرائق الغابات والعواصف الترابية الناجمة عنه مجرد إعلان رسمي عن رفضها لتجاهل ريها حد الجفاء.. 
مثلها كحال قلوبنا حين يلوث البعض نقاء مشاعرنا  بكلمات موجعة، فتجف حد التصحر،.. ووجع تلو أخر نصبح كالأرض البور لا ننبت ولو بذرة حب واحدة..
لنتعلم نحن البشر من أمنا الأرض، كيف نحتج على كل رديء يصل إلى مسامعنا، أو تراه أعيننا، أو حتى يلمس أحاسيسنا فيصيبها بالخراب.. كيف لا نهتز أمام كلمة جارحة تزلزل وجداننا وتعرضه للسقوط في فخ "ألا مبالاة".. فيصبح هش لا يهتم بأي ملوث سمعي يصل إليه.. كيف نقول لا لكافة الصيحات الشاذة تحت مسمى "الموضة"، وبدلاً من الاعتياد على أشكال التلوث البصري المختلفة، نحي تراثنا وندعو للتزين بكل ما يجمل نظرتنا.. كيف نتعامل مع أي طارئ مؤلم يتسلل إلى مشاعرنا، وقبل أن نتأقلم مع الأحزان، ونصادقها، نتدرب على الخلاص من جميع ملوثات المشاعر، حتى نقضي نحن عليها قبل أن تقوم هي بالواجب وتغتالنا قهراً!..
أعزائي الرجال والنساء،.. التلوث ليس نفايات، أدخنة، مواد كيميائية تدمر البحار، الأنهار، المناخ فحسب بل أيضاً ألفاظ خارجة، مناظر مؤذية، أفعال صادمة تلوث الأذن، الرؤى، والمشاعر.. فنألف القبح ولا نكترث بكل ما يهدد الكرة الأرضية..        
وبعد، التلوث منظومة متكاملة، مثله كالجمال كل تفصيلة فيه تكمل الأخرى، فلو أردنا حقاً الحفاظ على الشواطئ، المناخ، والمياه علينا بالقضاء على جميع الملوثات السمعية، البصرية، والوجدانية..ألم أقل لكم من البداية أن التصالح مع أنفسنا وحمايتها من الضوضاء، الألوان المتضاربة، وكل ما هو عشوائي أمر هام وحتمي كي تصالحنا الطبيعة فتعود البيئة لنقائها؟! ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط