كل هذا الوجع سيمر

ربما تكون هذه الأيام الصعاب الأسوأ في دفتر حياتك وربما تكون صعبة إلى حد يرهق نفسك الأبية الراغبة في السلام والباحثة عن الأمان والمصدومة في الواقع.

لن أزيدك ألما ولكني أريد أن أشاركك شعوري وشعورك وشعور الآخرين.. نعم هي ذات المشاعر المشتركة، الخذلان والغربة عن هذا الواقع المريض.

كل هذا الوجع سيمر وكل هذه الآلام ستصبح ذكرى عابرة في المستقبل الذي سيعوضك الله فيه عن كل الخيبات والذي ستلاقي فيه أيضا خيبات أخرى لكنك ستكون أقوى وسيكون تأثيرها على نفسك أقل.

نفسك يا صديقي كطفل صغير تثقله التجارب وتزيده قوة وبهاء في المستقبل، فقط انت في حاجة لأن تبحث عن الحكمة وأن تتقن هذه المعادلة الحياتية (في كل محنة منحة) وأزيدك (بعد كل محنة منحة) وأحذرك (بعد كل منحة محنة) .. هي الحياة يا صديقي لا تسير بك في خط مستقيم وإلا لكنا أشبه بالدواب والأنعام.

فقط ضع نصب عينيك أن المنحة آتية لا مفر ، هذا وعد الله.

استوثق بالأمل في أحلك الأزمات ولا تبالغ في الفرح بما آتاك ولا تحزن كل الحزن على ما فاتك، اهدأ فكر وواصل وواصمد تنتصر، الزم الصبر، صبر المؤمنين بأن سُنة هذا الكون التغيير، ليل ونهار، صيف وشتاء ثواب وعقاب وكأن الكون يعطيك إشارة أن حزنك هذا ووجعك سيقابله فرج وراحة، فقط اصبر صبر المستوثقين بالأمل.

فلا تستعظم مشكلة ولا تغرق نفسك في الأوجاع، فقط واجه نفسك بالمعادلة (في كل محنة منحة) وأزيدك (بعد كل محنة منحة).. تذكر كيف كانت أعظم مشاكلك قبل 10 سنوات وماذا إذا تعرضت لها اليوم ، أنت أفضل وأقوى وستكون أفضل وأقوى العام المقبل، أنت في طريقك للنجاح فلا تستسلم.

يقول المتنبي (من يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر)، فاصعد الجبال واسقط وأنت في طريقك نحو الصعود لتتذوق طعم الانتصار وتدرك معنى الوصول ولا تعش أبدا بين الحفر تتعثر في مكانك بلا حركة أو مجازفة تستحق عليها الانتصار.