الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاسم بايدن والفعل ترامب.. هل تحولت الإدارة الأمريكية إلى تجمع عائلي؟

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

لطالما وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات حادة لإدارة سلفه دونالد ترامب إبان عهد الأخير، بسبب تساهلها مع تعيين أقارب كبار مسؤوليها في مناصب حكومية، واصفًا إياها بالإدارة الأكثر فسادًا في التاريخ الحديث.

ووعد بايدن، بانتهاج سياسة مختلفة أكثر تشددًا تجاه المحسوبية، وتعهد بعدم تعيين نجله هنتر في أي مناصب حكومية، وخاصة في البيت الأبيض.

لكن صحيفة "واشنطن بوست" رصدت انحرافًا في إدارة بايدن عن سياسته المعلنة تلك، وقالت إن 11 شخصًا على الأقل من أقرباء كبار مسؤولي الإدارة تولوا مناصب حكومية مهمة، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك، بما في ذلك شخصين من أقارب أحد أقرب المساعدين لبايدن.

وصحيح أن بايدن لم يمنح نجله منصبًا حكوميًا، بخلاف ترامب الذي عين ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر مستشارين له، وضمت إدارته 20 شخصًا على الأقل من أقارب كبار المسؤولين، فإنه من الواضح أن وعد بايدن أصبح يقتصر على أفراد أسرته وحدها، دون اعتبار بتعيين أقارب مسؤولين آخرين في مناصب حكومية.

وربما كانت حالة المحسوبية الأكثر فجاجة في إدارة بايدن هي تلك المرتبطة بمستشاره ستيف ريتشيتي، فثلاثة من أبناء الأخير الأربعة جرى تعيينهم في مناصب حكومية، بينما بدأ شقيقه جيف ريتشيتي أنشطة ضغط (لوبي) على البيت الأبيض بعد فترة قصيرة من تعيين ستيف في منصبه.

وعلقت الصحيفة بأن السؤال الآن ليس ما إذا كان أقارب المسؤولين أكفاء وجديرين بالمناصب التي تولوها، وإنما ما إذا كان السبب الأهم لتعيينهم هو علاقاتهم بأقاربهم المسؤولين، وما إذا كانت كفاءات أخرى قد استُبعدت لإخلاء الطريق لتعيين أقارب المسؤولين.

ووجه أحد الصحفيين الاثنين الماضي سؤالًا للمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بشأن الضمانات التي يقدمها البيت الأبيض لعدم تقديم معاملة تفضيلية لأبناء المسؤولين بشأن التعيينات في المناصب الحكومية، وقدمت ساكي إجابة فضفاضة غير شافية بشأن اتباع البيت الأبيض معايير أخلاقية عالية.

وأضافت الصحيفة أنه يمكن تفهم موقف ساكي الدفاعي، فشقيقتها بدورها تولت منصبًا حكوميًا، ولكن كان عليها – ساكي – تقديم إجابة أكثر وضوحًا، وصحيح أن أقارب المسؤولين المعينين في مناصب حكومية قد يكونون أكفاء لتوليها، ولكن يتعين على البيت الأبيض إثبات ذلك لا الركون إلى ثقة الشعب الأمريكي به.

وتابعت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية بشكل عام يجب أن تتبع إجراءات تدقيق أكثر صرامة عندما يتعلق الأمر بتعيين قريب لمسؤول في منصب حكومي، وهذا لا يعني منع أقارب المسؤولين بشكل تعسفي من حقهم في شغل مناصب حكومية، وإنما إثبات أنهم الأكثر جدارة بمناصبهم تلك.

وختمت الصحيفة بالقول إنه بالرغم من زعم بايدن أن الولايات المتحدة عادت لممارسة أدوارها الدولية بنشاط بعد انعزالية إدارة ترامب، فإن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تفتقر إلى المصداقية حين تبشر بالديمقراطية ومكافحة الفساد عالميًا.