الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصورة فعلا حلوة!

 

تذهب إلى عرض مسرحى أو أمسية شعرية أو ندوة ثقافية تظل جالسا معظم الأوقات على مقعد مريح لتلقى الوجبة الروحية .. وأحيانا تقف للمناقشة أو التعليق العابر لإبداء الرأى أو النقد الصادق .. ثم تعاود إلى مقعدك للمشاهدة أو الاستماع فى صمت واحترام .. ولكنك مع الصورة داخل مربع عمليات “العدسة الفوتوغرافية” فأنت حر طليق تتحرك مع كل لقطة، وتترك لمشاعرك وعينيك وخيالك التعايش فى سلام وخصوصية مع ما رصدته عين الكاميرا .. ولامانع أبدا من مغادرة ركن من الأركان ثم العودة إليه ثانية لاستشعار لحظة جديدة أو استنشاق رائحة عطرة أخرى تفوح من جنبات كل لوحة مصورة على حدة!.
عيون سحرية وأناقة تشكيلية داخل جناح مركز الهناجر للفنون على مدار ٧ أيام فى “جنة” المستطيل الصغير .. هذا الحيز الضيق المشحون بالتفاصيل الرحيبة والمعانى العذبة .. وكعهدنا بالهناجر كمركز إشعاع ثقافى وتنويرى يستمد توهجه وقوته من تجارب الشباب فى فنون المسرح والسينما والفن التشكيلى، أنتج بصمته الأخيرة فى ورشة نموذجية تحت قيادة مايسترو “التصوير الفوتوغرافى” الزميل السيد عبد القادر لتفرز لنا بعد أسابيع من التدريب والدقة المهنية المطعمة بخصوبة الرؤية ونضارة الأفكار كوادر مبدعة ومبهجة فى فن “التقاط الصورة” .. وتنافس ٦ من “فرسان العدسة” على تكوين كادرات ناعمة ومتنوعة تبرز “روح المدينة”، وتكشف بريق “أضواء المسرح” .. فشاهدنا “حسن عمار” يبحر داخل المناظر الطبيعية للعاصمة ويلعب بذكاء على وتر العلاقة بين الضوء والظل .. وتأملنا أدق المشاعر وأرق الأحاسيس فى زوايا “أحمد رفعت” .. ونطقت لوحات “محمد منير” بالأصالة وهضم رسائل البيئة المصرية النادرة .. وطارت الأجنحة فوق أغصان “داليا إبراهيم” للاستمتاع برشاقة الأجواء الفنية فى بانوراما الجمال والنقاء .. وشربنا من دراما “محمود مدح النبى” التى تبطن زواياه واختيار تابلوهاته بعناية ومهارة .. وتعرفنا على شخصية “محمد شحاتة” القارئة بعمق وشفافية لتفاصيل المبدع المصرى وقدرته على الإبهار لتصول وتجول عدسته بالطاقة والحيوية!.
- التجربة شديدة الثراء والضرورة لاكتشاف عشرات المواهب وتدريبها على أسس وقواعد علمية وفنية متينة .. ثم الاستعانة بتلك العناصر فى المناسبات القومية والمهرجانات الرسمية توظيفا لقدراتهم وملكاتهم وبغرض تكوين كتائب إبداعية فى سباق “التصوير الفوتوغرافى” وفى عصر صارت الصورة فيه أبلغ من الكلمة أحيانا .. وأكثر تأثيرا وصدى .. وهذا الاستوديو يحتاج إلى التكرار دوريا وبانتظام وصولا إلى الانتشار فى الأقاليم والمحافظات .. وخارج القطر أيضا لبلوغ “صورة مصر” سماء العالمية لما يستحقه أبناؤها من رعاية ودعم وتشجيع دائم .. وعلى كل المستويات .. وأملنا أن تنتعش زهرة “الذوق الرفيع” فى كل شرايين المؤسسات الثقافية على غرار “الهناجر” وروادها وبراعمها لتظل الصورة دائما حلوة .. لأنها فعلا حلوة!!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط