الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

30 يونيو.. ثورة هوية وطنية

هل يوجد علاقة بين معرض القاهرة الدولي للكتاب و الاحتفال بثورة ال30 من يونيو؟!،.. ربما كان تأجيل إقامة الدورة ال52 للمعرض عن موعده المعتاد جراء الجائحة الكورونية حتى يوم ال30 من يونيو حدث دون ترتيب أو سابق تخطيط.. لكنني لا أعرف لما ولا كيف وجدت نفسي أربط بين الحدثين،.. جائز لاعتيادي على انتظار معرض الكتاب من العام للعام منذ دخولي لبلاط صاحبة الجلالة، معتبراً إياه عيد لكل ما يمت للثقافة بصلة، وفرصة ذهبية لأجراء الحوارات والتحقيقات الصحفية مع كبار الكتاب والشخصيات العامة، فضلاً عن تبادل الرؤى والتعرف على الثقافات المختلفة عبر ندواته.. ويمكن ليقيني أن ثورة 30يونيو هي اصدق دليل عن دفاع كل مصري عاشق لتراب بلده عن هويته الوطنية، وتمسكه بدولته بعيداً عن التطرف والاستبداد وهو منهج فكري أتبعته الجماعة الإرهابية في غفوة ثقافية نجحت  من أبوابها الخلفية في التسلل إلى الحكم، ولولا صحوة الشعب في الوقت المناسب وخروجه من كافة الطوائف والتيارات رافضاً حكم من حاول سلب هويته لوصلت البلاد إلى ما لا يحمد عقباه!.. أي بمعنى أدق هناك رباط وثيق بين الثقافة والثورة.. 

فلو عدنا إلى الوراء، لوجدنا أن الإخوان استغلوا قلة ثقافة البعض، وبمفاهيم  مغلوطة سرقوا عقولهم تحت مسمى الدين.. وإذا نقبنا في أوراقنا التاريخية القديمة للاحظنا أن كل عصر مظلم كان ورائه ثقافة غائبة.. لذلك اعتبر ثورة 30يونيو صحوة ثقافية يجب الحفاظ عليها.. فلم يكن غريباً أن أطير فرحاً لانطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم الاحتفال بمرور 8سنوات على ثورة شعب خرج ليقول "لا" لمن حاول وأد هويته الوطنية..

تعالوا معاً،.. نحتفل بثورتنا المجيدة من خلال زيارة نصطحب فيها أولادنا إلى معرض الكتاب والذي يقام هذا العام تحت شعار "في القراءة حياة"،.. وكأن شعاره جاء ليعرف  كل زائر بأهمية القراءة والاضطلاع في التصدي لكل فكر غير صحيح، خاصة أن سرقة عقول الصغار أصبحت أكثر سهولة في زمن الوسائل التكنولوجية الحديثة.. وإذا كانت الجماعة الإرهابية استغلت فيما سبق الدين للتوغل في عقول البعض، فجماعات اليوم ليست أقلهم  خطورة، فهم  يستغلون الفكر ألا ديني في تشويه هوية أبنائنا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، وألعاب التطبيقات الهاتفية.. أخرها لعبة "فورتنايت" التي حذر منها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لاحتوائها على تجسيد لهدم الكعبة الشريفة، بهدف الحصول على امتيازات داخل اللعبة..

فيا كل أب وأم، ويا كل جهة تعليمية، ثقافية،إعلامية، ودينية،.. حافظوا على هوية صغاركم الفكرية، لا تتركوهم عرضة لأي مغرض يريد خراب عقولهم بمفاهيم شاذة مغايرة لمجتمعنا.. أعيدوا للكتاب هيبته وللثقافة مكانتها.. وقتها فقط،.. لم ولن يستطيع أي من أعداء الوطن اللعب بأدمغة أبنائكم.. فحضارة أي شعب تقاس بدرجة وعيه وثقافته..   

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط