الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في هجوم جديد على بيلاروسيا ..الاتحاد الأوروبي لا يتوقف عن استفزاز روسيا

الرئيس البيلاروسي
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ..أرشيفية

لا تتوقف المناوشات والصراعات بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعمل الدول الغربية على إحاطة روسيا والضغط عليها بإستمرار عن طريق الضغط على الأنظمة الحليفة لها ومحاولة تغيير هذه الأنظمة واستبدالها بأنظمة تابعة للغرب ولسياساتهم.

ومن ضمن هذه الدول التي تريد دول الاتحاد الأوروبي إسقاط الأنظمة بها، هي بيلاروسيا الحليف الإستراتيجي المهم لروسيا، حيث تعمل حاليا على الضغط على النظام البيلاروسي عن طريق خلق النزاعات الدولية وعدم الاستقرار السياسي لها وتحريض المجتمع الدول بحجة أن بيلاروسيا قامعة للحريات والمعارضة.

أزمة الطائرة

وكان من بين هذه النزاعات والحجج التي تبررها دول الاتحاد الأوروبي، أزمة الطائرة التي تتهم من خلالها الدول الغربية النظام البيلاروسي بأنه أجبر الطائرة على الهبوط للقبض على المعارض البيلاروسي الذي كان على متنها.

الإنتخابات البيلاروسية كانت البداية

قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأزمة بين بيلاروسيا والدول الأوربية ليست وليدة اللحظة وإنما ترجع إلى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في بيلاروسيا التى قامت العام السابق، وكانت الإتحاد الأوروبي تحاول من خلال هذه الإنتخابات أن تقوم بعمل ثورة ملونة في بيلاروسيا، ويتم الإطاحة بالرئيس البيلاروسي الحالى "ألكسندر لوكاشينكو".

المخطط الغربي

وتابعت "الشيخ" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان المخطط للثورة أن تفوز زعيمة المعارضة البيلاروسية، الموالية لدول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بمقد الرئاسة، ويحدث سيناريو أقرب لما حدث في أوكرانيا والابتعاد روسيا.

إفشال المخطط

وأوضحت أن "بلاروسيا بالتعاون مع روسيا استطاعت أن تحبط هذه الثورة وإجهاض المخطط الغربي، واستطاعت زعيمة المعارضة أن تهرب من بيلاروسيا إلى أحد دول البلطيق، وهي لم تكن منافسا حقيقيا للرئيس ألكسندر لوكاشينكو، ولكن على عادة الغرب بأنه يظهر بعض الشخصيات التى ليس لديها ثقل لتكون تابعة له".

ملفات قديمة

وتابعت: "امتدادا لهذه الأزمة، بدأت دول الإتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية في تحريك بعض الملفات القديمة مثل ملف الطائرة التي هبطت في مطار مينسك وكانت تقل معارضا بيلاروسيا وإنها هبطت بأمر من الرئيس البيلاروسي لإلقاء القبض على هذا المعارض وفقا لتصريحات الجانب الأوروبي ، وايضا ملف الهجرة الغير شرعية التى تدعي أوروبا بأن بيلاروسيا يقوم بتسهيل الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا".

وأشارت "الشيخ"، أن واقعة الطائرة حدثت منذ أكثر من خمس سنوات وليست واقعة حديثة، فلماذا تم إلقاء الضوء عليها الآن؟

موضحة أن "دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تحاول بشكل أو بآخر حلحلة النظام البيلاروسي والإطاحة بالرئيس ألكسندر لوكاشينكو".

الضغط على روسيا

وتابعت أن "الدول الغربية تريد الضغط على روسيا عن طريق خسارة حليف منهم بالنسبة لهم كـ بيلاروسيا التى تعد حليفا مهمًا وكبيرا لروسيا".

وأضافت أن "بيلاروسيا تعتبر دولة كونفدرالية مع روسيا منذ سنوات طويلة، كما أنها حجر أساس للصناعات العسكرية الروسية منذ أيام الإتحاد السوفيتي، وهي أيضا ضلع أساسي في معاهدة الأمن الجماعي وحلف عسكري بقيادة روسيا، وعضو في الإتحاد الأوراسي وهو منظمة اقتصادية تقودها روسيا".

وأكملت: "ولهذا تعتبر بيلاروسيا خطا أحمر و أمنا قوميا بالنسبة لروسيا، لذلك تريد أوروبا والولايات المتحدة أن تطيح بالنظام الحالي والموالي لروسيا بشكل واضح وكبير، واستبداله بنظام موالٍ للغرب ليكون خسارة كبيرة لروسيا وضغطا عليها".

الرئيس البيلاروسي يتكلم

وقد قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في لقاء خاص، إن الدول الغربية فشلت في القيام بثورة ملونة في بلاده، محذرا من أن الاتهامات التي توجهها تلك الدول لـ مينسك بشأن أزمة الطائرة الأخيرة ومسألة تسهيل الهجرة غير الشرعية جزء من سلوك سيدفع العالم إلى حرب عالمية ثالثة.


وقال لوكاشينكو إن بلاده لم تجبر الطائرة التي كانت تقل الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش على الهبوط في مطار العاصمة مينسك، مشيرا إلى أن ذلك كان قرارا اتخذه قائد الطائرة دون تدخل من بيلاروسيا.

وذكر لوكاشينكو: "تلك المعلومات مزورة بشدة، فنحن لم نجبر أحدا على الهبوط في مينسك ولم نغير مسار الطائرة.. ما حصل كان قرار قائد الطائرة كما أفهم وأصحاب الطائرة.. نحن لم نتخذ قرارا بذلك وليس لدينا الحق في اتخاذ مثل هذا القرار وفقا لكافة الأحكام الدولية وقواعد الطيران المدني الدولي والمنظمة الدولية للطيران المدني. ما كنا نستطيع أن نقترحه إمكانية تقديمنا للمساعدة وهو ما قمنا به في تلك الظروف".

وتابع: "لكن القرار بالهبوط كان قرارا مستقلا تم اتخاذه من قبل قائد الطائرة الذي وقبل دقيقتين من وصوله إلى مطار فيلنيوس هو من كان استدار بالطائرة، لتطير بعد ذلك فوق الأراضي البيلاروسية نحو 17 دقيقة قبل أن تهبط في مطار مينسك.. والسؤال لماذا لقائد الطائرة أن يتخذ مثل هذا القرار ولماذا لم يهبط في مطار فيلنيوس وهو على بعد دقيقتين من القيام بذلك ؟ هو سؤال لم يجب عنه أحد حتى الآن. نحن هنا ندرك ما حصل، لكن الذي استجلب الموضوع في حينه، لم يبادر حتى الآن بالإجابة عنه".

وأوضح الرئيس البيلاروسي: "كما تعلمون فقد اتهموني بأنني لا أقول الحقيقة وأنه ليس في مصلحتي أن أقول الحقيقة.. في المقابل يمكنني أن أسألكم ببساطة، هل لديكم أي أدلة على أننا أجبرنا الطائرة على الهبوط؟ فإن كانت مثل تلك الأدلة موجودة تفضلوا بتقديمها واستعراضها على الطاولة فلو توفرت لكنا اعتذرنا أمام كل العالم والمجتمع الدولي.. لكنه وحتى تاريخه لم يقدم أحد لنا أدلة أو حقائق تزعم إجبارنا الطائرة على الهبوط في مينسك.. لا توجد مثل تلك الحقائق"

وأضاف: "مكمن القضية ليس في الطائرة أو بروتاسيفيتش وإنما في أنهم فشلوا في القيام بثورة ملونة تالية بعد أن قاموا بالكثير من الثورات في العالم. وبأساليب مختلفة.. فبدءا من الأساليب المستخدمة في جورجيا وفي أوكرانيا.. وأساليب أخرى كانت في ليبيا كما تعلمون وفي سوريا كذلك .. والآن في أفغانستان ومحاولات استهداف إيران".

وبشأن مسألة تسهيل الهجرة غير المشروعة إلى دول الاتحاد الأوروبي، قال لوكاشينكو: "أطلب تقديم الحقائق قبل أي شيء آخر فوق الطاولة.. على أننا نسهل الهجرة غير المشروعة إلى ليتوانيا .. حتى الآن، لم يقدم لنا أحد أدلة على ذلك".

وأردف قائلا: "الأوروبيون باستهدافنا نحن وروسيا وحتى الصين بحرب هجينة، لا ينشئون بؤرة للتوتر الشديد فحسب، بل يدفعون باتجاه حرب عالمية ثالثة، والجميع يتحدث عن ذلك، ليس الخبراء فقط، بل إن الناس البسطاء باتوا يفهمون ذلك".