الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صيف جحيمي في القارة العجوز.. أوروبا تسبح في بحر من النيران وجهود الإطفاء تفقد السيطرة.. مشاهد مرعبة

حرائق أوروبا
حرائق أوروبا

أرسلت المفوضية الأوروبية الأربعاء طائرات ومروحيات وفرق إطفاء إلى اليونان وإيطاليا وألبانيا ومقدونيا الشمالية لمساعدتها على مكافحة الحرائق، ضمن آلية الدفاع المدني التابعة للاتحاد الأوروبي.

ووفقًا لقناة "فرانس 24"، تحاصر النيران في اليونان ديرا وقرى في جزيرة إيفيا في أعنف الحرائق التي تجتاح المنطقة وسط موجة قيظ. وفي جنوب تركيا يهدد حريق محطة لتوليد الكهرباء بعد أن اجتاحت حرائق "غير مسبوقة" البلاد منذ أكثر من أسبوع.

وأوضحت المفوضية في بيان أن طائرتين من طراز "كانادير" قادمتين من فرنسا توجهتا إلى المناطق التي تجتاحها الحرائق في إيطاليا. وتابع البيان أن طائرتين لمكافحة الحرائق قادمتين من قبرص تساعدان على مكافحة النيران في اليونان، مع فريق إطفاء مكلف دعم العمليات على الأرض.

كما أرسلت دول أوروبية عدة فرق إطفاء ومروحيات إلى ألبانيا ومقدونيا الشمالية، ضمن آلية الدفاع المدني التابعة للاتحاد الأوروبي.

وتحاصر النيران منذ بعد ظهر الأربعاء ديرا وأكثر من عشر قرى في جزيرة إيفيا اليونانية على مسافة 200 كلم من أثينا، في أعنف الحرائق الأربعين التي تجتاح اليونان وسط موجة قيظ. وبدا الحريق الذي تصاعدت نيرانه الهائلة من الغابة خارجا عن السيطرة، بحسب رجال الإطفاء في الموقع، بسبب وعورة المنطقة وعدم انقشاع الرؤية.

وجرى إخلاء 12 قرية مهددة، غير أن ثلاثة رهبان رفضوا مغادرة دير القديس داود الواقع على قمة جبل قرب روفييس في شمال الجزيرة، حسب ما أوضحت الشرطة وفرق الإطفاء. وقال أحد الرهبان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء اليونانية "يبلغ ارتفاع ألسنة النار ثلاثين إلى أربعين مترا وهي تحاصر الدير. إننا نختنق من كثافة الدخان".

وأرسل مئة رجل إطفاء تدعمهم مروحيتان وأربع طائرات قاذفة للمياه لمكافحة الحريق، بحسب الدفاع المدني. لكن نائب حاكم المنطقة ديميتريس فوردانوس قال "نحن غير قادرين على التدخل لا جواً ولا برا". وأضاف لصحيفة كاثيميريني اليومية "هناك جبهتان رئيسيتان خارجتان عن السيطرة وعدة جبهات أخرى أصغر".

ووصل عدد الحرائق المشتعلة في اليونان الأربعاء إلى نحو 40 وسط موجة قيظ استثنائية وحرارة تخطت أربعين درجة، وفق ما أفاد مساعد وزير الدفاع المدني نيكوس هاردالياس. وكانت فرق الإطفاء بصدد إخماد حريق اندلع الثلاثاء عند أبواب أثينا، بعد أن أتى على حوالي 1250 هكتارا من الأحراش عند أسفل جبل بارنيس على مسافة 30 كلم من العاصمة اليونانية، بحسب هاردالياس.

وفي جنوب تركيا، تم إخلاء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الحرارية الأربعاء بعدما بات الحريق المشتعل في جوارها منذ نحو أسبوع يهددها. وشاهد فريق وكالة الأنباء الفرنسية رجال إطفاء وعناصر من الشرطة وسكانا يفرون من الموقع فيما بلغت النيران أطراف المحطة القريبة من  مدينة ميلاس على بحر إيجه.

وأوضح مسؤولون محليون في وقت سابق أنه تم إفراغ خزانات الهيدروجين المستخدمة لتبريد المحطة، وملؤها بالمياه من باب الحيطة.

وأعلن رئيس بلدية ميلاس محمد توكات في مقطع فيديو نشره على تويتر "بلغ الحريق محيط المحطة. لا يمكننا رؤية أي شيء بسبب الدخان والنيران. نطلب توجيه طائرة قاذفة للمياه إلى هنا بشكل عاجل". وحفر عمال أحراج خنادق حول المحطة المهددة لحمايتها من النيران.

ويجتاح أكثر من 170 حريقا منذ الأربعاء الماضي غابات وأراضي زراعية، إضافة إلى مناطق مأهولة على السواحل التركية على المتوسط وبحر إيجه، وأوقعت الحرائق ثمانية قتلى. كما طالت النيران مواقع سياحية استعادت نشاطها مؤخرا بعد أشهر من القيود المفروضة لاحتواء تفشي وباء كوفيد-19.

وأفاد مركز المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية التابع للاتحاد الأوروبي أن قوة الحرائق في تركيا بلغت كثافة "غير مسبوقة" منذ 2003. وبحسب خبراء، فإن التغير المناخي في بلدان مثل تركيا، يزيد من وتيرة وشدة حرائق الغابات.