الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان في اليابان

!

في عام 1982 وضع الكاتب الكبير وحيد حامد يده على آفة الرياضيين من لاعبي كرة القدم التي هي كفيلة باختصار وإنهاء مشوارهم الرياضي سريعاً حين رسم خيوط شخصية "حنان" - الفنانة هياتم - في فيلمه البديع "غريب في بيتي" عندما حاولت أن تستثير رغبات "شحاتة أبو كف" - الفنان نور الشريف - لشَغله عن التركيز في الرياضة التي يمارسها والتدريبات مما جعله خارج حسابات الفريق...

وكأن وحيد حامد كان يبعث برسالة لهؤلاء اللاعبين والمسؤولين من فرق كرة القدم مفادها أن إغلاق هذا الباب هو السبيل الوحيد للحصول على التركيز الكامل لهؤلاء اللاعبين في تلك الفترة الحرجة من العمر.

فمن وقتٍ لآخر تظهر قضية من تلك القضايا، كان آخرها ما حدث من اتهام أحد لاعبي المنتخب الأوليمبي في دورة الألعاب الأوليمبية المقامة في اليابان، (إن صَح َّ) ما ذكره الإعلامي "هاني حتحوت" على قناة "صدى البلد" من تفاصيل الواقعة التي جاء فيها أن اللاعب قد حاول التحرّش بإحدى عاملات النظافة في الفندق الذي يقيم به الفريق أثناء قيامها بعملها في تنظيف غرفته، وهو ما أدى إلى خضوع هذا اللاعب ورفيقه في الغرفة - الذي لم يكن بالغرفة وقت الحادثة - لساعات مطوّلة من التحقيقات مع محققين يابانيين بعد أن أبلغت الفتاة إدارة الفندق والشرطة عن اللاعب، ولنا أن نتخيل جو التوتر الذي عاشه هذا اللاعب وزميله في نفس الغرفة وباقي أفراد الفريق والجهاز الفني والإداريين وخروجهم عن تركيز مباراة الأرجنتين التي كانت بعد ساعات مما يحدث

ومن الطبيعي بعد تعرض البعثة لمثل هذا الضغط النفسي الذي تسبب فيه تصرف هذا اللاعب الذي تَعَامل كشاب مراهق (حسب ما ذُكِر) وليس كلاعب دولي يمثل بلده في محفل عالمي، أن يكون أداء الفريق غير مرضٍ بل ومحبط لآمال الجماهير العريضة التي كانت تتابع المبارايات 

لكن مازالت هناك تحقيقات في اليابان وأخرى يجريها اتحاد كرة القدم المصري حول تلك الواقعة للتأكد مما حدث

ولم تكن تلك الواقعة الأولى التي تحدث في معسكرات المنتخبات أثناء خوضهم للبطولات الهامة، فكلنا يذكر ما حدث في بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة والتي كانت على أرض مصر، حين قام أحد اللاعبين بتصرفات مشابهة مما أدى إلى تطور الأمر إلى أزمة كبرى عاشها الفريق ومعهم الجمهور المظلوم انتهت بخروج المنتخب من البطولة في وقت مبكر لا يليق بتاريخ الكرة المصرية لا سيما أن البطولة كانت على أرضنا وملاعبنا…

وإذا كانت هذه الممارسات تحدث من هؤلاء اللاعبين أثناء تواجدهم داخل المعسكرات المغلقة وفي وجودهم مع زملائهم من اللاعبين في الغرف فماذا يفعل هؤلاء خارج المعسكرات؟

إن هذه الظاهرة التي تطل علينا من وقت إلى آخر تحتاج إلى التعامل معها بشكل علمي وأكثر جدية، فَكُرة القدم والرياضات الأخرى الآن قد أصبحت صناعة تخضع لقوانين ودراسات ومناهج علمية في التعامل بعيداً عن طريقة الهواة ومحاولة بعض المديرين الفنيين احتواء اللاعبين وحضّهم على ممارسة بعض الشعائر الدينية أثناء التواجد في المعسكر لجذبهم بعيداً عن تلك الممارسات

فكل منتخبات الدول المتقدمة في كرة القدم لديهم لاعبين في نفس العمر ويمرّون بتلك المرحلة، لكن التعامل النفسي والإعداد من قِبَل متخصصين وعلماء في هذا المجال يطوّر من شخصية هؤلاء اللاعبين ويزيد من تركيزهم في المهمة الموكلة إليهم بعيداً عن تلك الأفعال الشاذة

لقد آن الأوان أن نتعامل مع هذه اللعبة وباقي الرياضات بشكل علمي وأن نستثمر في هؤلاء اللاعبين الموهوبين كي نبني أجيالاً من الشباب المتميز الذي يمكنه تقديم أداء أفضل في جميع اللعبات الجماعية والفردية ويحقق طموحات الجماهير التي تتوق دوماً للانجازات والبطولات.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط