الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصبحنا كجثث تتحرك.. مدرسة أفغانية تكشف مأساة النساء مع عودة طالبان

النساء في أفغانستان
النساء في أفغانستان

كان نبأ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، له وقع الصدمة على النساء والفتيات اللاتي أصبح عدد كبير منهن يتنفس ولديه حقوق وحريات، خاصة التعليم والعمل، وبعد سقوط العاصمة كابل الأحد الماضي، خشيت السيدات من ضياع هذه الحقوق والعودة إلى ما كن عليه قبل 20 عامًا، وفي حال الاعتراض كانت العقوبات مثل الرجم والجلد والقتل إقرارًا عليهن.  

ونقلت شبكة "سي إن إن"، رواية إحدى السيدات الأفغانيات، وخوفها الشديد من عودة طالبان، فقالت إن المرأة البالغة من العمر 29 عامًا، كانت تستعد لحضور ندوة في مدرسة بالعاصمة كابل، يوم الأحد، عندما تلقت مكالمة هاتفية تفيد بأن حركة طالبان دخلت العاصمة.

وذكرت السيدة التي تعمل في قطاع التعليم وطلبت عدم الكشف عن هويتها حفاظا على سلامتها: "كنت أبكي فقط وأخبرت زوجي ماذا سيحدث؟"، مضيفة "أخذت هاتفي وواصلت الاتصال بإخوتي وأقاربي.. اتصلنا بالكثير من الناس نتحدث عن كيف نغادر البلاد".

ولفتت: "في النهاية، قررت الذهاب إلى منزل والدي بحثًا عن الأمان"، مستطردة: "أثناء ركوب سيارة الأجرة، شاهدت المدينة وهي تغرق في الفوضى، أشخاص ووجوه مرعوبة في كل مكان يحاولون إيجاد مكان آمن لأنفسهم".

وأضافت: "رأيت مسلحي طالبان كانوا مثل الحيوانات البرية في الشوارع بشعرهم الطويل يحدقون في كل مكان ويحملون البنادق والأسلحة على أكتافهم".

قبل استيلاء حركة طالبان على السلطة، كانت هذه السيدة الأفغانية قادرة على السفر بمفردها والعمل ولديها مصدر دخل مستقل، أما الآن فأعربت عن قلقها قائلة: "أشعر الآن أنني في سجن.. لا يمكنني فعل أي شيء.. وأنا خائفة من متى ستأتي طالبان إلى منزلي ومتى سيطلقون النار عليّ".

وفي خطاب الحركة الأحد الماضي، ظهرت طالبان بنهج أكثر اعتدالا، وزعمت أنها ستحترم حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء.

وقالت طالبان إنها ستحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية.

لكن السيدة الأفغانية أكدت "لا يمكنني الوثوق بشخص قتل الكثير من الأبرياء. كيف يمكننا الوثوق بهم؟"، موضحة أنه على الرغم من أن الجميع شاهد طالبان تشن هجومها على مستوى البلاد، لكن لم يتوقع أحد أن تسقط أفغانستان بهذه السرعة، أو أن يفر الرئيس الأفغاني ويترك شعبه يدبر أمره، خاتمة قولها: “ما تبقى هو شعور بالسريالية واليأس.. نشعر كأننا جثث ولكن تتحرك”.

وكانت صحفية أفغانية، انفجرت بالبكاء خلال مؤتمر صحفي افتراضي مع أمين حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج.

وانهارت الصحفية ليلوما سديد، على مصير بلادها بعد سقوط الدولة في أيدي حركة طالبان، خاصة آلاف النساء اللائي سيتعرضن للاضطهاد في ظل حكمهم.

وأضافت سديد وهي تقاوم دموعها: "كونك امرأة أفغانية ومواطن أفغاني عادي، فإنك سترى أن الوضع صعب حقًا".

وتابعت "هناك الآلاف من النساء لا يعرفن بالفعل مستقبلهن، ما الذي يحدث وما يجب أن يحدث لهن"، مضيفة: "بعد 20 عامًا نعود إلى حكم طالبان مرة أخرى؟".

وناشدت زعيم حلف الناتو قائلة له: "من فضلك لا تعترف بطالبان ولا تضعنا مرة أخرى في نفس الوضع"، حيث ظهرت لافتة معلقة خلفها كتب عليها "حياة الأفغان مهمة".

في المقابل، أجاب ستولتنبرج عن سؤال قرار سحب قوات الناتو من أفغانستان، قائلا إن اتخاذه كان صعباً للغاية، مضيفًا أنه يتفهم ويشاركها ألمها.

وأضاف "سنواصل الدعم والمراقبة، وسنواصل تحميل الحكام الجدد المسؤولية عن الالتزام بحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حقوق المرأة".

ووصف الوضع الحالي في أفغانستان بأنه "مأساة"، قائلاً إن البلاد قطعت أشواطًا كبيرة اجتماعيًا وسياسيًا لدمج النساء بشكل عادل في البلاد، مضيفا: “نحتاج جميعا إلى بذل كل الجهود لمحاولة الحفاظ على تلك المكاسب”.