الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفاح

الشغل مش عيب.. طالب بهندسة يبيع التين الشوكي ليغطي مصاريفه |فيديو

صدى البلد

بابتسامة رضا وإقبال على الحياة، يقف كمال بأحد شوارع عزبة النخل، على عربية التين الشوكي، يكسب من عرق جبينه، تثير ثقافته في الحديث مع الزبائن فضولهم ليعتريهم الدهشة بأنه طالب بكلية الهندسة، دفعته الظروف للكسب الحلال.


كمال محمد، شاب في العشرين من عمره، من محافظة سوهاج، ويدرس بكلية الهندسة، متفوق دراسياً وكلل ذلك بنجاح كبير في مرحلة الثانوية العامة، جاء معه تحقيق حلم والديه بدخول كلية الهندسة.


يرفض أن يكون عبئا ثقيلا على والده، فيسعى للعمل في إجازته وقدر استطاعته ليوفر مصاريفه، ويرى أنه لا عيب ولا خجل من أي وظيفة على وجهه الأرض طالما بالحلال.


وعمل كمال في أكثر من وظيفة من أجل العيش الكريم، وبدأ ذلك من طفولته في عمر ال١٠ سنوات، لم يترك مجالا إلا وعمل به، آخرها عامل بناء بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومساعد شيف بمطعم فول وطعمية، وعامل بمعرض ملابس، لاسيما مساعدة والده في أرضه الزراعية.


وجاءت فكرة العمل كبائع تين شوكي بعدما أعطت الشركة التي كان يعمل بها بالعاصمة الإدارية إجازة للعاملين، فقرر أن يستشير أصدقاءه في وظيفة تغطي مصاريفه في تلك الفترة، واقترحوا عليه استغلال موسم التين الشوكي والعمل معهم على عربية.


يخرج يومياً للعمل من الساعة ١٢ ظهراً وحتى قبيل الفجر، يبدأ بأخذ التين الشوكي من مخزن أحد التجار، ويبدأ يسعى في الشوارع حتى ينتهي يومه، ويتجه للتاجر بثمن التين والباقي يعتبر مكسبه في اليوم.


وتختلف ردود فعل الزبائن عند معرفتهم بأنه طالب بهندسة مكافح، فالكثيرون يشجعوه ويعتبرونه نموذجا مشرفا للشاب المصري المكافح، الذي يرفض أن يكون عالة على والديه، وآخرةن يحبطونه ويستصغرون وظيفته، ولكنه يرى أن الشغل مش عيب.


ويحلم بالاستقرار الوظيفي والمادي، وأن يلتحق بأحد الشركات الكبرى يوماً ما، ليعمل بتخصصه في مجال الهندسة الكهربائية، ويحقق الفخر لوالديه تقديراً لجهودهم معه ودعمهم المتواصل له.


وفي النهاية، نصيحة كمال لكل شاب في مقتبل العمر هي السعي في طلب الرزق الحلال، أيا كان شكل الوظيفة طالما توفر له مصدر دخل حلال، وأضاف أن هناك أفكارا كثيرة يستطيع كل شاب أن يعمل عليها ويوفر لنفسه وظيفة مناسبة.