الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المُقامر والسكّير وزعيم الأمة.. مفارقات عجيبة في حياة سعد زغلول

سعد زغلول
سعد زغلول

كانت حياته مليئة بالمفارقات الغريبة، وتعددت شخصياته، فيراه الإنجليز "متسلط، عنيد، مقامر، سكير"، ويراه المصريون زعيم مصري كبير، ويرى نفسه "فلاح مصري"، هو الزعيم سعد باشا زغلول، الذي تضاربت الانباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي فمنهم من أشار إلى انه ولد في يوليو 1857م، وآخرون قالو يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق أنه من مواليد يونيو 1860.

سعد زغلول

صديق الانجليز وزعيم مصري

توطدت علاقته بالانجليز وانضم لأول صالون سياسي في الشرق الأوسط تحت رعاية الملكة نازلي، وربطته علاقات شخصية بالساسة والمسئولين الانجليز، حتى وصفه أحد الصحفيين البريطانيين قائلاً" هو أفضل متعاون حصل عليه كل من كرومر وغورست" وهما مندوبان ساميان بريطانيان، ومن ثم بدأ زغلول ينتقد المندوب السامي الجديد لبريطانيا، لأنه اراد الاستحواذ المطلق على السلطة، وعارض السلطة.

زواجه من السيدة صفية 

وتزوج سعد زعلول بالسيدة صفية إبنة مصطفى فهمي باشا، رئيس وزراء مصر عام 1895، والذي عُرف والدها بعلاقاته وصداقاته مع الانجليز فكأنه بهذا الزواج أراد ان يزداد قربًا من الطبقة التي شعر يومًا أنها قهرت أحلام الثورة العرابية في التخلص من الخديوي وأعوانه، ولاحقًا أصبح سعد زغلول زعيم مصري وقائد لثورة 1919، وأحد المطالبين باستقلال مصر، فضلاً عن شغله لمناصب رئيس وزراء مصر، ورئيس مجلس الأمة.

سعد زغلول وقرينته 

سكير ويكره الخمور !

اعترف الزعيم الراحل سعد باشا زغلول في مذكراته أن احتساء الخمور، ولعب القمار تمكنوا منه رغم كرهه الشديد لهم في شبابه ووصفه للمقامرين بالمجانين، وزاح عن نفسه القداسة لكنه ظل بطل في نظر الجماهير فهو الزعيم صانع التاريخ، حيث قال مقولته الشهيرة" الزعيم تصنعه الجماهير"

احتقر المقامرين.. وباع عزبته لسداد ديونه

تمكن لعب القمار من سعد باشا زغلول حتى باع عزبته بناحية قرطسا بمحافظة البحيرة مقابل أثنى عشر ألف جنيه، لتسديد ديونه، قائلاً " بعت هذه الأطيان وذهب ثمنها أدراج الرياح فلم استفد منه فائدة"، معترفًا ببيع الكثير من ممتلكاته في سبيل سداد ديونه، وعدم قدرته على التحكم في نفسه ومقاومة التردد على النادي ولعب القمار، رغم كرهه الشديد له واحتكاره للمقامرين، ورؤيته أنه لهو من سفه الأحلام والمقامرين من المجانين.

سعد زغلول في طريق الوصول 

سعد زغلول هو زعيم مصري، ولد في قرية إيبانة، إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، عاش يتيمًا بعد وفاة والدة وهو ابن الخمس سنوات، وتلقى تعليمه في الكُتاب ثم التحق بالأزهر وتعلم على يد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده.

عمل سعد زغلول في بداية مشواره المهني في جريدة الوقائع المصرية، ثم انتقل إلى وظيفه معاون بوزارة الداخلية، لكن سرعان ما تم فصله منها لإشتراكه في ثورة عرابي، وعمل في المحاماه ليتم القبض عليه بتهمه الاشتراك في تنظيم "جمعية الانتقام" الوطني، وبمجرد اطلاق سراحه بعد ثلاثة اشهر عاد مرة أخرى للعمل بالمحاماة.

دخل "زغلول" دائرة أصدقاء الانجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعي لتعلم اللغة الانجليزية، والفرنسية، وتزوج من السيدة صفية زغلول ابنه مصطفى فهمي باشا.

اندلاع ثورة 1919

شكل سعد زغلول الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الانجليزي، سعيًا لإستقلال مصر وتطبيق مبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا، لكن سرعان ما تم اعتقاله ونفيه إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط في مارس 1919م، ما تسبب في اندلاع ثورة 1919، فأضطرت انجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني والافراج عن "زغلول" وزملائه واعادتهم إلى مصر، والسماح للوفد المصري بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس لعرض قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح لمطالب الوفد المصري، فعاد المصريون إلى الثورة مرة أخرى وازداد حماسهم، فقاطعوا البضائع الانجليزية، فألقى الانجليز القبض مرة أخرى على سعد زغلول ونفوه إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، ما زاد الثورة اشتعالاً وفشلت انجلترا في السيطرة على الأمر.

وفاة سعد زغلول

توفى الزعيم الراحل سعد زغلول في مثل هذا اليوم 23 أغسطس 1927، ودُفن في ضريح سعد المعروف بـ بيت الأمة الذي شيد عام 1931 خصيصًا ليُفن الزعيم فيه.

وكان سعد زغلول قد اشترى الأرض المُقام عليها الضريح عام 1925م، ليقيم عليها ناديًا سياسيًا لحزب الوفد، ولكن في يوم وفاته قررت الوزارة تخليد ذكرى "زغلول" وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه.