الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ندوة «صدى البلد»|حزب الله يعرقل الاستقرار في لبنان والجيش ينتظر الفرصة

محرر صدى البلد مع
محرر صدى البلد مع الأستاذة جيلان جبر والأستاذ عبدلله نعمة

تظل الأزمة اللبنانية من أكثر الأزمات صعوبة وتعقيدا على الساحتين العربية والدولية، وتحمل كثيرا من المعاناة وصعوبة المعيشة للشعب اللبناني.

وفي وسط كل ما يعانيه لبنان من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوقود والماء وكذلك الخدمات الصحية وعدم مقدرة الطبقة السياسية اللبنانية على التوافق والتوصل إلى حلول تضمن خروج لبنان من كبوته وتشكيل حكومة وطنية، يظل الشعب اللبناني صامدا ومتماسكا ومساندا لوطنه.

وتطرح الأزمة السياسية في لبنان العديد من التساؤلات حول كيفية التوصل إلى اتفاق بين رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشال عون بخصوص تشكيل الحكومة المنتظرة من قبل المجتمع الدولي؟، وكيف يتم تحسين الوضع الاقتصادي المنهار بالبلاد؟، ودور القوى الإقليمية والدولية في التفاعل والضغط على الرئيس اللبناني والطبقة السياسية للمساعدة في خروج لبنان من كبوته.

وفي هذا الإطار، نظم موقع «صدى البلد»، ندوة بعنوان «مستقبل العملية السياسية في لبنان»، بحضور كل من الدكتورة جيلان جبر عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وعبد الله نعمة المحلل السياسي اللبناني، حيث تحدث الثنائي عن قدرة الشعب اللبناني على العيش وممارسة حياته بشكل طبيعي في ظل الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعصف به؟.

دور حزب الله وإيران وإسرائيل في لبنان

وقال عبد الله نعمة إن «ما يحدث في لبنان رسائل بين إيران وإسرائيل، خاصة وأن إيران ستمتلك سلاحا نوويا في ظرف 3 أشهر، لذا تل أبيب مصممة على شن هجوما على ظهران ولكن الأولى تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن التي لا تريد أن تقوم إسرائيل بمثل هذا العدوان وتتسبب في فشل المفاوضات النووية الجارية بين البلدين».

وأضاف: «إذا حدثت حرب بين إيران وإسرائيل المتضرر الأكبر سيكون لبنان وبداية الحرب ستكون في لبنان ايضا».

ولفت أن «المصالح الأمريكية بالنسبة للمفاوضات النووية لا تخص فقط الشرق الأوسط، ولكن هناك ملفات تخص الصين وإيران والتحالف الصيني الإيراني والنفوذ الصيني المتزايد في المنطقة».

وأوضح أن «إسرائيل ستظل ترسل رسائلها إلى إيران وبنفس الوضع إيران عن طريق حزب الله، ولكن التعدي الإسرائيلي الأخير على لبنان تخطي الخطوط الحمراء المنصوص عليها بعد حرب 2006، إسرائيل ضربت لبنان بالطيران ردا على حزب الله ولكنه كان ردا عنيفا من قبل إسرائيل و تعدي على السيادة اللبنانية».

واضاف: «بالنسبة للبنان لا أحد يعنيه مصلحة البلاد، فـ الشعب اللبناني يدفع ثمن أخطاء الطبقة السياسية نتيجة إدارتها للبلاد»، لافتا: «لو كان هناك ولاء عند السياسيين للبنان وليس للخارج لكان لبنان أصبح بلدا آخر».

واختتم: «إذا لم يحدث انتخابات في لبنان سيكون سيناريو تولي قائد الجيش اللبناني جوزيف عون مقاليد الحكم في البلاد هو الأقرب، وإذا أجريت الانتخابات وكانت النتائج مخالفة لما يريده الرئيس ميشال عون، لن يترك الرئيس عون الرئاسة بسهولة».

دور الجيش اللبناني في المرحلة القادمة 

ومن جانبها قالت جيلان جبر إن «الجيش اللبناني هو جيش وطني وإذا جاءته الفرصة سيكون له دور مهم لأنه لدية شعبية كبيرة بين الشعب اللبناني ويحترمة، لأن الجيش يجمع كل الطوائف اللبنانية لذلك هو يمثل الشعب».

وتابعت: «إذا أعطيت الفرصة للجيش اللبناني سيكون له دور في المستقبل، لكن الجيش اللبناني ليس كباقي جيوش المنطقة لأن إمكانياته القتالية وأسلحته حزب الله متفوقة عليه، كذلك تركيبة الجيش الطائفية تصعب من مهمة الجيش على العكس حرب الله لأنه موحد بشكل كبير كـ مليشيا شيعية».

ولفتت أن «الحفاظ على الجيش اللبناني هي مهمة الدول العربية والأجنبية الحريصة على بقاء الدولة اللبنانية».

وأضافت أن «قائد الجيش اللبناني جوزيف عون هو قائد وطني بالدرجة الأولى وقادر على حماية الدولة اللبنانية بالجيش والقدرات الموجودة الآن، ولكن لن يسمح حزب الله للجيش اللبناني أن يحكم وسيكون هناك جيش أخر في لبنان في مواجهة الجيش اللبناني الوطني، وهي مليشيات حزب الله التابعة لإيران وولائه لها».

الموقف العربي من لبنان

وحول الموقف العربي من الأزمة اللبنانية، قالت إن «هناك مشاكل كثيرة وأن الدول العربية ساعدت لبنان في 2006 وفي الكثير من الأوقات، ولكن المشكلة تتمثل في الفساد في المساعدات التي لم تتحول إلى أماكنها الصحيحة، وكذلك الولاءات التي اختلفت داخل الأحزاب اللبنانية جعل هناك مخاوف لدى دول الخليج من الاقتراب من لبنان».

وتابعت: «اليوم السعودي إذا جاء إلى لبنان لديه مخاوف لأن هناك تهديدات تهدد أمنه وكذلك باقي الدول الخليجية، لا يوجد الأمان الذي كان في عهد رفيق الحريري الذي كان مرحب بكل عربي واجنبي».

ولفتت أن «الأمان إذا تواجد في الدولة هو من يأتي بالمساعدات والثقة من الدول الأخرى، ومثال البنك الدولي الذي لا يعلم إلى من يتحدث في لبنان لاعطائها المساعدات المالية، لأن هناك حكومة بتصريف الأعمال ويوجد حكومة موعودة بأنها تشكل ولكن لم تشكل حتى الآن، لذلك البنك الدولي لا يعلم إلى من يتكلم ويوجه المساعدات له، كما أن البنك الدولي لديه شروط لتسليم لبنان المساعدات وهي أن يكون هناك إصلاحات تشريعية في البرلمان واصلاحات اقتصادية، لذلك لبنان بحاجة إلى حكومة قوية تقوم بهذه الإصلاحات لتستطيع أن تأخذ المساعدات المطلوبة».