الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفغانستان تقطر دما ..ماذا يحدث في مطار حامد كرزاي؟ |خاص من كابل

مجزرة مطار كابل
مجزرة مطار كابل

تعيش أفغانستان أياما ثقال منذ سيطرة حركة طالبان على البلاد ودخولها العاصمة الأفغانية كابل وهروب الرئيس أشرف غني وحكومته خارج البلاد في 15 أغسطس الجاري.

الأيام الثقال زادت قسوتها على الشعب الأفغاني الذي وجد نفسه في مواجهة حركة طالبان بعد انهيار مؤسسات الدولة ومنها مؤسسة الجيش الأفغاني وتذكر الافغان التاريخ المؤلم لهم مع الحركة قبل 20 عاما من دخول القوات الأمريكية البلاد في 2001 قبل أن تتخلى عنهم وتتركهم فريسة في 2021.

خمسة عشر يوما عاش الشعب الأفغاني تفاصيلها بـ صعوبة وشق الأنفس يتمنى أن يكون ما يمر به مجرد كابوسا، وأن الأحداث المؤلمة للنفس وما يشاهده في كابل مجرد تهيؤات وأضغاث أحلام ليس أكثر.

الأحداث المؤلمة وما يخشاه الأفغان بلغ أشده أمس عندما شهد مطار كابل هجوما مزدوجا، خلف أكثر من 170 قتيلا، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، عن مسؤول أفغاني.

ماذا حدث في مطار كابل

الجبار بهير، رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات، قال إن «الانفجاران المنفصلان اللذان وقعا الليلة الماضية عند البوابة الشمالية لـ مطار كابل، حيث ينقسم  مطار كابل إلى قسمين مطار مدني يقع في الجهة الجنوبية والبوابة المركزية له تحت سيطرة وأمن مقاتلي حركة طالبان».

وأضاف بهير في تصريحات لـ«صدى البلد»، «القسم الثاني من مطار كابل مطار عسكري ويقع في الجهة الشمالية، والجناح الشمالي تحت سيطرة وأمن الجيش الأمريكي»، مضيفا: «وقعا الانفجاران في وقت كان فيه المئات من المواطنين الأفغان الذين يسعون لدخول المطار على أمل مغادرة البلاد».

ولفت أن «حركة طالبان نددت بـ الانفجارين وقالت إن موقعهما ليس تحت سيطرتها وأن ستلاحق كل المتورطين في الانفجارين بحسب ما أعلن من قبل الحركة»، متابعا: «الضحايا كثر ومن بينهم 13 جنديا أمريكا و18 مصابا».

وأشار: «الحادث جاء في وقت خرجت فيه أنباء عن رغبة الولايات المتحدة تمديد فترة تواجد قواتها في أفغانستان إلى ما بعد الوقت المحدد للانسحاب في 31 أغسطس الجاري، وهذا ما ترفضه حركة طالبان».

وتوقع بهير، أن يزداد الوضع الأمني سوءا في أفغانستان حال تمديد الأمريكان تواجدهم في البلاد وعدم المغادرة، حيث يلوم الجانبان سواء حركة طالبان أو الامريكان بعضهما البعض على ما يحدث خاصة أنهما غير قادرين على السيطرة التامة على المطار.

وأكد أن «حركة طالبان جادة فيما يتعلق بتأمين العاصمة الأفغانية كابل وأفغانستان ككل، والأهم لديها الآن هو تشكيل الحكومة الأفغانية الشاملة وهنا نتوقف قليلا فيما يتعلق بهذه الجزئية».

طالبان تواجه مشكلة 

وتابع: «حركة طالبان تواجه مشكلة تتمثل في عدم قدرتها على إقناع السياسيين الأفغان المتواجدين في كابل أمثال الرئيس السابق حامد كرزاي، أو رئيس لجنة المصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، أو زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، بالإضافة لبعض القيادات المتواجدين في باكستان، الذين غادروا البلاد عند سقوط كابل، ومنهم نائبا الرئيس أشرف غني، يونس قانوني، محمد كريم خليلي وآخرون بـ الانخراط في العملية السياسية والمشاركة في حكومة شاملة».

وأشار: «المشاورات لا تزال جارية لتشكيل الحكومة، وهناك لقاءات تجري أيضا لحل أزمة ولاية بانشير، حيث التقى قبل يومين وفد رفيع المستوى من طالبان ضم 7 من مقاتلي الحركة بـ 12 من قيادات بانشير التي ترفض الانصياع لأوامر الحركة واتفق الجميع على عقد مناقشات لحل الأزمة».

وأردف: «ميدانيا الوضع سيء في أفغانستان، فـ الحكومة الأفغانية هربت قبل سقوط كابل وبالتالي المؤسسات الحكومية مغلقة وكذلك البنوك والعمل الإداري مغلق، إضافة إلى ذلك الحركة أعلنت عن أهم مناصب في الحكومة وزير الدفاع والمالية والداخلية ومسؤول المصرف المركزي والتعليم والتعليم العالي والإعلام، حيث تولى قيادتها عناصر من الحركة».

وواصل: «تم تكليف صدر إبراهيم قائما بأعمال وزير للداخلية وعبد القيوم ذاكر قائما بأعمال وزير للدفاع وبعض الشؤون المتعلقة بالوزارة وهما من أهم قيادات حركة طالبان العسكرية، وكلف نجيب الله قائما بالأعمال الاستخباراتية».

مجلس شورى لإدارة الحكم

ولفت: «ربما يكون هناك مجلس شورى لإدارة الحكم في البلاد مكون من 12 شخصا من أهم قيادات حركة طالبان إضافة إلى بعض النخب السياسية بالبلاد»، متابعا: «هناك أسماء يتم تداولها من قبل الإعلام المحلي منهم عبد الغني برادر وهو نائب سياسي لطالبان، محمد يعقوب وهو نائب عسكري لطالبان، خليل رحمان حقاني وهو "عم" زعيم شبكة حقاني جلال الدين حقاني، وحامد كرزاي الرئيس السابق، عبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة الوطنية، وقلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي».

واختتم: «هو هم أبرز الأسماء المتداولة والتي ستشكل مجلس الشورى الذي سـ يختار الحكومة»، مؤكدا: «كل هذا مجرد معلومات، لم يتم بعد الاتفاق على نظام الحكم داخل البلاد وكيف سيكون؟».