مصر تشارك في مؤتمر دول جوار ليبيا.. "خارجية النواب": اجتماعات مكثفة لحل الأزمة الليبية.. ومطالب بتنفيذ توصيات القاهرة

ميرال الهريدي: استقرار الأوضاع في ليبيا يتوقف على إنهاء الصراع القبلي
مجدي عاشور: الأزمة الليبية شهدت تحولا جذريا بفضل الوساطة والدبلوماسية المصرية
غادة عجمي: الاجتماعات المكثفة جزء من استراتيجية مصر لحل الأزمة الليبية
 

أشاد نواب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الاثنين، في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، والذي يُعقد خلال الفترة ٣٠-٣١ أغسطس الجاري بناءً على دعوة من الجزائر الشقيقة، مستعرضين توصياتهم بشأن حل الأزمة الليبية وجهود مصر في هذا الملف.

الصراع القبلي

قالت النائبة ميرال الهريدي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن استقرار الأوضاع في ليبيا وإجراء الاستحقاقات الانتخابية والدستورية في موعدها يتوقف على حل الأزمات الداخلية داخل طرابلس وأبرزها الصراع القبلي الذي تعيشه الدولة منذ قديم الأزل وتشارك فيه أكثر من قبيلة بهدف الوصول إلى الحكم، مشيرا إلى أنها سبق وأعدت بحثا كاملا عن الأزمة الليبية تناولت فيه الأزمة الليبية وتفاصيل صراع القبائل على الحكم.

وأوضحت الهريدي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن من أبرز هذه القبائل المتصارعة على الحكم هم قبيلة أولاد القذافي وقبيلة الأمازيغ، فضلا عن دخول أطراف خارجية في هذا الصراع، الأمر الذي زاد من حدة الصراع وهم المرتزقة الأجانب، لذلك لابد من توحيد الصفوف ولم شمل هذه القبائل، فضلا عن إخراج المرتزقة لتحقيق الاستقرار داخل ليبيا.

وأكدت النائبة على أن مصر تسعى منذ بداية الأزمة الليبية إلى تحقيق هذا الغرض بدليل الاجتماعات واللقاءات المتبادلة التي تمت خلال الفترة الماضية بين الأطراف المتنازعة بوساطة مصرية والتي أسفرت عن إنهاء الحرب داخل الأراضي الليبية والوصول إلى اتفاق يضمن تنفيذ خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

وشددت عضو خارجية النواب على أن مصر لا تترك فرصة لدعم ليبيا إلا وتشارك فيها، وآخرها المشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا.

اجتماعات مكثفة

بدورها قالت النائبة غادة عجمي، نظيرتها باللجنة، إن الاجتماعات المكثفة والمؤتمرات الخارجية التي تشارك فيها مصر جزء من استراتيجية الدولة لحل الأزمة الليبية والتي تؤتي بثمارها في الكثير من الأحيان مثلما حدث في قرار وقف إطلاق النار داخل ليبيا والذي تم إصداره بعد سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات التي تمت بوساطة مصرية.

وأكدت عجمي في تصريحات لـ"صدى البلد"، على أهمية هذه الاجتماعات والمؤتمرات الخارجية في وضع حلول الأزمة الليبية لاستقرار الأوضاع في ليبيا إلى جانب خلق لوبي دولي وإقليمي قوي لتنفيذ هذه الحلول والتوصيات على أرض الواقع والتأكد من عدم وجود أي عقبات تحول دون ذلك.

وشددت النائبة على أن رؤية مصر في حل الأزمة الليبية تتمثل في جلوس جميع الأطراف الليبية على طاولة المفاوضات وحل الأزمة سلميا، على أن يكون الحل ليبيا خالصا دون تدخل أجنبي مع العمل على التخلص من جميع المعوقات التي تحول دون ذلك وأبرزها المرتزقة والقوات الأجنبية.

وطالبت عضو خارجية النواب، بضرورة العمل على مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الأمني الكامل داخل الأراضي الليبية بما يضمن استقرار الأوضاع داخل ليبيا وتأمين الحدود المصرية الليبية.

تحول جذري

في سياق متصل، أشاد النائب مجدي عاشور عضو لجنة العلاقات الخارجية، بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا والذي يُعقد خلال الفترة ٣٠-٣١ أغسطس الجاري بناءً على دعوة من الجزائر الشقيقة، مؤكدا أن الأزمة الليبية شهدت تحولا جذريا خلال الفترة الأخيرة بفضل الوساطة والدبلوماسية المصرية.

وأضاف عاشور في تصريحات له، أن هذا التحول ظهر جليا خلال أغسطس الماضي عندما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار داخل ليبيا لتسود حالة من الهدوء على المستوى العسكري قابلتها حالة من النشاط المُكثف على المستوى السياسي والاقتصادي على كافة المستويات.

وأكد النائب، أن مصر تسعى نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي وإنهاء النزاعات والحل السياسي والانخراط في مسار سياسي يخرج ليبيا من الأزمة الحالية، حيث دعت مصر منذ اندلاع الأزمة الليبية إلى ضرورة التقارب والحوار الشامل لإنهاء الأزمة الليبية من خلال التعامل مع جميع أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم الاكتفاء بالبعد الأمني فقط.

وشدد على أن موقف مصر واضح وثابت منذ بداية الأزمة من خلال دعم الحل السياسي الليبي/ الليبي، البعيد عن التدخلات الخارجية الساعية للهيمنة على مقدّرات الشعب الليبي، وذلك بهدف دعم الاستقرار في ليبيا من ناحية وحماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديد الميليشيات الإرهابية والمرتزقة من ناحية آخرى.

وطالب عضو خارجية النواب، بضرورة تنفيذ التوصيات المصرية لاستعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، فضلا عن  إنهاء التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي وإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية.