الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحب الحلال

تساءلت دوماً كيف لرجل وامرأة رزقهم المولى عز وجل بالحب الحلال أن يغفل أو يتغافل عن أحلى نعمة في الكون،.. وبدلاً من الاجتهاد  في تعلم كل كبيرة وصغيرة تؤهله للتأقلم مع أي طارئ عشقي، وتكسبه مهارة الاستمتاع بتفاصيل وهوامش العلاقة العاطفية، لتكون حكاية زواجه خير مثال لتخطي كافة السدود المادية، وجميع الحواجز المعنوية .. ينسى كل ما كان، ويترك جدار قلبه عرضة للسقوط على أهون زلزال مشاعر، وأخف إعصار مزاجي،.. فيجهل أو بمعنى أدق يتجاهل كل حلو سبق وجمعه يوماً بشريك حياته ويقف عند نقطة  "ألا توافق".. وكأن قدر الزواج خيبة أولها وله ووعود وردية، وأخرها غضب وعناد يصل حد العزلة الوجدانية.. والاسم "متزوجون والسلام" !.. 

والغريب أنك لو سألت أحدهم عن سر تعاسته الزوجية، لف ودار وأدخلك في متاهات لانهائية الغرض منها تبرئة نفسه ليس أكثر،.. والنتيجة عدد غير قليل من رجال تورطوا بمحض وكامل إرادتهم في خيانات الكترونية وأحيانا فعلية..  ونساء  كثيرات يصرخن ليل نهار على المجموعات النسائية الفيسبوكية جراء الغدر بمختلف أوجاعه، ولو حاولت التعرف على ما فعله أي منهم لإنجاح زواجه،.. تحايل عليك بمختلف الدفوع والتبريرات، وقدم جميع الأوراق الثبوتيه لإدانة الطرف الأخر، معتبراُ نفسه "الحمل الوديع" المضحي بهنائه كي تستمر سفينة الحياة!  .. والحقيقة،.. أن لا هو دخل العلاقة الزوجية بنية العطاء والصبر على من يحب.. ولا هي تدربت على أبجديات الغرام حتى تشعر شريك حياتها أنه عن حق رجل عمرها...

فيا كل باحث عن الأمان العشقي،..تعالوا معاً نصلح ما أفسدته تعاليم ومفاهيم أبعد ما تكون عن ديننا الحنيف، ربما نستعيد عافيتنا العاطفية كمجتمعات شرقية عانت دوماً من معتقدات ذكورية خاطئة.. 

لنتعلم نحن نساء ورجال أن دنيا الزواج ليست نزهة تتجول على ضفاف متطلباتها الغرامية وإن سئم هو بحث عن الحب المحال، ولو خذلت هي ركزت في أولادها وفقط!.. 

ليتنا نعرف أن لهفة المشاعر والتعبير عن الحنين الهادر ليس عيباً، والتغاضي عن العيوب الشخصية، وستر النواقص العشقية ليس ضعفاً، أما إغداق الأحاسيس من أجل الاستحواذ على كل شبر بخارطة الحبيب العاطفية فمنتهى القوة.. فلا يوجد أجمل من أن يجد كل طرف راحته وجبر خاطره مع الأخر،... ولا أعظم من أن يكون طرفي العلاقة الزوجية الملاذ الأمن لبعضهما.. 

باختصار،... الحب رزق وأجمل ما فيه  قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن السيدة خديجة " أني رزقت حبها".. ليبقى الحب الحلال دائما وأبداً سر السعادة الأبدية في كل زمان ومكان.. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط