الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طاقة مش إعاقة.. شاب يتحدى مرضه ويتخطى التنمر ببيع العطور والمنظفات في سوهاج.. شاهد

عبدالله صلاح بائع
عبدالله صلاح بائع العطور بسوهاج

يحمل بيديه واعلى كتفيه العطور والمنظفات والكمامات وألعاب الاطفال البسيطة، ويتجول في شوارع محافظة سوهاج، بابتسامة طفولية يُحلي بها يومه الشاق يُنادي ليلفت انتباه المارة لشراء ما يبيع، "عطر عربيتك يا استاذ.. اشتري لعبة لطفلك يا مدام.. معايا منظفات ارضيات اتفرجي يا استاذة".

 

يستقيظ عبدالله صلاح حامد، ابن قرية الديابات مركز أخميم شرق محافظة سوهاج، في السابعة صباحًا، ليستعد لمشقة يومه الجديد ساعيًا على رزقه، لينتهي يوم عند الساعة الثانية عشر ليلاً، فيعود لمنزله مُرهقًا، يتناول بعض الطعام ثم ينم على الاريكة من كسرة ارهاق جسده.

"كنت في أولى إعدادي وخبطتني عربية على الطريق وركبت شرايح ومسامير في رجلي ومبعرفش اقعد كويس"، بهذه الكلمات بدأ ابن الخامسة والعشرين عامًا، حديثه مع موقع صدى البلد، موضحًا كيف أصيبت قدمه اليُسرى في حادث سيارة عام 2008م، وتسببت له في إعاقة بنسبة تُقدر بين 15% إلى 20%.

ليكشف لنا هذا الشاب أنه يُكافح ويُعافر منذ إن كان طفلاً في الثالثة عشر من عُمره، حيث عمل في الكثير من المجالات كتقديم الخدمات بالنوادي والكافيهات، ومُساعد بمطبخ إحدى الفنادق المشهورة بسوهاج، ولكنه دائمًا كان يتعرض للتوبيخ والإهانات والسُباب.

ما جعل عبدالله صلاح أن يكره العمل تحت أيدي من لا يحترمون العاملين معهم، ويُفكر في عملاً خاصة مُنفردًا لا يتعرض فيه للإهانات من أحد، ليخرج إلى شوارع المدينة بالمنظفات والعطور وألعاب الأطفال، منذ عام 2013م، حتى جاء فيروس كورونا المُستجد ليزود المنتجات التي يُبيعها بالكمامات حتى يزداد رزق يومه.

ويُناشد الشاب "أحد ذوي الاحتياجات الخاصة"، المسؤولين المعنين بسوهاج بالأتي:"أنا نفسي بس اشتغل اي وظيفة حتى فراش في مدرسة المهم شغل ألقى منه راتب شهري يسندني أنا داخل على جواز وعاوز افتح بيت وابقى اب كويس يقدر يعيش أولاده حياة كريمة".

كما وجه العشريني عبدالله رسالة شديدة اللهجة للمتنمرون بنبرة صوت يمتزج بها الغضب مع الحزن قائلاً:"أنا مضربتكش على ايدك وقولت لك تعالى اشتري مني متعديش وتبص لي من فوق لتحت كأني متسول أنا راجل بسعى على لقمتي بالحلال تقدر تبتسم لي وتفرحني بدعوة حلوه حتى من غير ما تشتري مني اهلا وسهلا نفسك المتكبرة مسمحتش ليك بكده امشي في حالك وسيبني في حالي".