الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حبل غسيل.. كيف كشفت أمريكا موقع "بن لادن" للانتقام لأحداث 11 سبتمبر؟

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن

التفاصيل وما أدراك بأهميتها.. لم ينتبه زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، إلى أن أدق التفاصيل التي قد يراها أغلبنا بلا أهمية، قد تودي بحياته وتتسبب في مقتله، فعن طريق حبل غسيل في محل إقامته، تمكنت وكالة المخابرات الأمريكية من اكتشاف مكانه واستهدافه لتنتقم منه بعد مطاردة استمرت نحو 10 أعوام عقب هجمات 11 سبتمبر الشهيرة.

وكشفت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن القوات الأمريكية لادن"، فإن القوات الأمريكية تمكنت من الوصول لمكان اختباء بن لادن شمالي فى باكستان عن طريق "حبل غسيل".

وتقول الصحيفة إنه بحلول عام 2004 طلب بن لادن من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد شراء بعض الأراضي له، وتوظيف مهندس معماري لبناء حصن كبير في أبوت آباد يكفي لإيواء أسرته الكبيرة المكونة من 3 زوجات وأبنائه الـ8، وأحفاده الـ4 وبينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام.

ونوهت الصحيفة إلى أن طلب بن لادن جاء بناء على اعتقاده بأن الولايات المتحدة انشغلت في غزو العراق وتوقفت قليلا عن مراقبته.

ونفذ إبراهيم طلب بن لادن وتم تصميم منزل مكون من ثلاثة طوابق يحتوي على أربع غرف نوم في الطابق الأول وأربع غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها، واحتوى الطابق العلوي الخاص ببن لادن على غرفة نوم وحمام وشرفة.

وفي عام 2005 بدأ أفراد أسرة مؤسس "القاعدة" في الانتقال إلى المنزل الجديد.

وبدا للسلطات الباكستانية أن إبراهيم يمتلك العقار، وأقامت أسرته داخل أسواره لإبعاد الشكوك، فيما كانوا يقيمون في منزل صغير ملحق بحصن بن لادن الكبير.

ونادرا ما غادرت عائلة بن لادن المنزل باستثناء صغرى زوجاته أمل أحمد الصداح، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وأظهرت أوراق هوية مزورة وتظاهرت بالصمم لتجنب الرد على بعض أسئلة الأطباء.

وفي عام 2010 رصد ضابط تابع للمخابرات الباكستانية إبراهيم في مدينة بيشاور المزدحمة وأخبر وكالة المخابرات المركزية بالأمر.

وفي أغسطس 2010، قادت سيارة إبراهيم وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) إلى جدران المبنى التي يبلغ ارتفاعها 18 قدما وتحيط بها الأسلاك الشائكة.

وزادت شكوك "سي آي إيه" في وجود بن لادن بالمكان بعد أن لاحظت عدم وجود خطوط هاتف أو خدمة إنترنت بالمنزل، واحتواءه على عدد قليل من النوافذ، إلى جانب إحاطة شرفة الطابق العلوي بجدار عال من جميع الجوانب، فضلا عن أن القمامة الخاصة بالمنزل كانت تحرق في الفناء الخاص به، بدلا من إلقائها في صندوق النفايات.

لكن الدليل الأقوى الذي مكّن الوكالة الأمريكية من التوصل إلى بن لادن كان "حبل الغسيل" الخاص بالمنزل، فقد احتوى حبل الغسيل على ملابس تخص رجلا واحدا بالغا وعددا كبيرا من النساء و9 أطفال على الأقل، وهي كميات أكثر بكثير مما يمكن أن ترتديه أسرة إبراهيم التي تتكون من 11 فردا، بل تتناسب مع عدد أفراد أسرة بن لادن.

وفي 14 ديسمبر 2010 قدمت وكالة المخابرات المركزية هذه الأدلة للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما الذي كان مقتنعا بها، وأمر القوات الأمريكية بالبدء في التخطيط لشن غارة على المخبأ، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في 1 مايو 2011.

وأودت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، والتي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، بحياة 2977 شخصا من جنسيات مختلفة أغلبهم أمريكيين.