الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمن المنطقة واستقرارها يبدأ من القاهرة ..قراءة في زيارة نفتالي بينيت لمصر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إسرائيل

تعمل مصر باستمرار على حفظ الأمن والاستقرار الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وتضع نصب أعينها القضية الفلسطينية التي تعتبرها مصر أحد ركائز الأمن القومي المصري، ولا تبخل جهدا في الدفاع عنها في المحافل الدولية، وهي حائط الصد الأول لها أمام العدوان الإسرائيلي الغادر على قطاع غزة.

ومن هذا المنطلق استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مدينة شرم الشيخ في محاولة لإحياء مباحثات السلام، وفق الرئاسة المصرية، فالزيارة هي الأولى لرئيس وزراء إسرائيل إلى مصر منذ 10 سنوات.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي تعقيبا على اللقاء: "تحدثنا بصراحة جدا وشجاعة حول العديد من القضايا، ولازال هناك الكثير من الحديث من أجل المنطقة، نحن دائما في مصر نسعى للسلام والاستقرار في المنطقة".

وأضاف: "حتى في قضايانا وأزمة سد النهضة التي وجدت فيها تفاهما مشتركا مع الجانب الإسرائيلي قلت أنه لابد أن يحل في إطار من التفاوض والحوار لحيوى".

مصر القوة الرئيسية في المنطقة

وقال اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن اللقاء الذي تم اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يعتبر اللقاء الأول منذ 10 سنوات، ويؤكد أن مصر ما زالت هي القوة الرئيسية والمحور الأساسي لأي تحركات في المنطقة.

ولفت فرج في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن لقاء اليوم أثبت موقف مصر الموحد من إعادة الحق إلى الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، كما أعاد التأكيد على إعادة إعمار غزة ومؤتمر السلام الذي سيتم بين العناصر الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

وأضاف أن اللقاء يدل على نجاح مصر في تهدئة الموقف بعد معركة غزة الأخيرة وبعد 11 يوما من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك تهدئة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، وبناء على ذلك قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي والإشادة بالدور المصري في تهدئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اتصال بايدن بالرئيس السيسي

وتابع: «اتصال الرئيس الأمريكي بالرئيس السيسي بعد وقف الصراع في قطاع غزة، أكد أن مصر عادت لدورها الريادي بالمنطقة وأنها أصبحت المحرك الأساسي لكل الأحداث في المنطقة، وسوف نرى في الفترة القادمة تطورات جديدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي».

وأشار: «مصر تمارس دورها الطبيعي والقيادي في المنطقة بهدف تحقيق السلام وإعادة الحق العادل للشعب الفلسطيني».

تصريحات إسرائيلية إيجابية

وحول تطور العلاقات بين مصر وإسرائيل في الفترة الأخيرة، قال الخبير الإستراتيجي، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة نفتالي بينيت، أصدرت العديد من التصريحات الإيجابية والمشجعة، وأنها تريد تحقيق الأفضل لقطاع غزة بعيدا عن المناوشات التي لا تتوقف بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

وتابع: «التصريحات الإسرائيلية الإيجابية شجعت مصر بأن تحسن الأوضاع مع الجانب الإسرائيلي، كما أن الدور المصري الفعال في تهدئة الأمور مع الجانب الفلسطيني في الفترة الماضية مثل دفعة كبيرة للجانب الإسرائيلي وأيقن أن مصر هدفها الصالح العام للمنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار لها، وكذلك الجانب الفلسطيني».

واختتم: «من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تطور للعلاقات بين مصر وإسرائيل لصالح القضية الفلسطينية».

ماذا يعني قدوم بينيت لمصر؟

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر هو تأكيد على ثقل مصر وقوة دورها في التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي ظهر جليا في شهر مايو الماضي، عند اندلاع مواجهات عنيفة بين جيش الاحتلال والمقاومة، وهو الدور الذي لفت نظر الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن مصر هي مفتاح الحل وركيزة الاستقرار في المنطقة، وأن القوة ليست في أطراف ودول صغيرة ولكنها ما زالت في قلب العروبة المتمثل في الدولة المصرية.

التقارب المصري الإسرائيلي

ولفت أن الموقف المصري الإسرائيلي يوجد به تقارب، وأن مصر تأمل أن تكون الإدارة الإسرائيلية الحالية بقيادة نفتالي بينيت، أقل تعنتا من من الإدارة الإسرائيلية السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بضرورة حل الدولتين.

وعن التقارب المصري الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، أوضح خبير العلاقات الدولية، أنه منذ فوز نفتالي بينيت برئاسة الحكومة الإسرائيلية أصبح هناك مرونة في عدد من الملفات التي كان بها تعنت شديد في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، وهو ما شجع القاهرة على ممارسة دور قوي لتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

السلام في الشرق الأوسط

وعن تأثير الزيارة على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، قال البرديسي، إن مصر تحاول أن يكون لديها التأثير الإيجابي على المفاوضات المصرية الفلسطينية.

واختتم: «مصر لا تدخر جهدا في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الفلسطينيين وبعضهم أي بين حركة حماس وحركة فتح، لأن القضية الفلسطينية تعتبرها مصر هي القضية الاساسية للعرب، وأنها هي من أفرخت الإرهاب وبحلها سيتم تجفيف منابع الإرهاب والتطرف وسيتم إستقرار المنطقة وتنطلق إلى تحقيق مشاريع التنمية والرخاء».