الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السجن الأشد حراسة في إسرائيل

الحرية رحلة لم تكتمل|كواليس القبض على 6 فلسطينيين هاربين من سجن جلبوع

لحظة القبض على السجناء
لحظة القبض على السجناء الهاربين

أيام قليلة جعلت إسرائيل في حالة من التوتر والخوف نتيجة هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن شديد التحصين وهو سجن جلبوع.

ولكن هروب الأسرى الفلسطينيين جعل الجميع يتساءل كيف حدث ذلك؟ رغم وجود مراقبة شديدة من جانب الكاميرات والحرس المتواجدين بكثرة داخل السجن!

وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذا السؤال، دون الحصول على إجابة واضحة، كما التقطت وسائل الإعلام الخيط، وسط حالة من الصدمة في أكبر المستويات السياسية والأمنية في البلاد.

ويقول مسئول كبير في الشرطة الإسرائيلية إن «السجناء الستة كانوا يقضون أحكاما بالمؤبد، لمشاركتهم في هجمات أوقعت قتلى إسرائيليين».

نفق تم حفره بملعقة! 

وعن كيفية حدوث هذا «الهروب الهوليوودي»، قال المسئول الكبير الإسرائيلي إن الفلسطينيين الستة تمكنوا من الفرار عبر نفق حفروه تحت أرضية حمام زنزانتهم على مدار شهرين على الأقل، أما عن أدوات الحفر أفاد المسئول بأن الأسرى الذين تشاركوا زنزانة واحدة، استخدموا ملعقة صدئة أخفوها خلف ملصق لحفر النفق.

مكان خروج الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع 

آراء مختلفة 

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، جرى اكتشاف الهروب الذي بدأ الساعة 3:30 فجرا، عندما رأى مزارع إسرائيلي السجناء الستة يركضون في حقله، وأبلغ الشرطة، لكن هناك رواية أخرى تقول إن سائق سيارة أجرة محلي رصد السجناء الستة في محطة وقود بالقرب من السجن واتصل بالشرطة.

وأقل من عشر دقائق من البلاغ وصلت وحدة من الشرطة وبدأت بتفتيش المنطقة وإجراء مقابلات مع موظفي محطة الوقود.

وأفادت أيضا وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن 3 من الفلسطينيين الستة حاولوا الهروب في السابق، لكن محاولتهم باءت بالفشل.

وقال قائد المنطقة الشمالية شمعون لافي، في تصريحات، إن النفق الفارغ الذي تم العثور عليه تحت الزنزانة، كان في الواقع عيبا هيكليا اكتشفه السجناء.

وأضاف أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإجلاء من تبقى من الأسرى في السجن، موضحا أنه سيتم توزيع حوالي 400 معتقل على سجون أخرى، من أجل التحقيق في الهروب الفاضح.

لحظة القبض على 4 سجناء 

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية منذ أيام أنها ألقت القبض على 4 من الأسرى الفلسطينيين الذين هربوا من سجن جلبوع الشديد الحراسة، حيث بدأت مطاردة الهاربين الستة الاثنين الماضي، بعد أن حفروا نفقا خرجوا عبره من السجن الإسرائيلي.

سجناء جلبوع 

الهروب الأول سلسلة من الأخطاء 

فكان هذا الهروب هو الأول الذي تشهده السجون الإسرائيلية منذ 20 سنة، وحدث نتيجة ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه سلسلة من الأخطاء وقع فيها مسئولون إسرائيليون، وأشادت فصائل فلسطينية بعملية الهروب من السجن الإسرائيلي، واصفين ما حدث بأنه عمل بطولي.

وظهرت تقارير مؤكدة تفيد بأن الحارس الذي كان في برج المراقبة القريب من مخرج النفق كان نائما أثناء هروب النزلاء الستة.

وينتمي الخمسة الهاربون (محمود العارضة ومحمد العارضة وأيهم كممجي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات)، إلى حركة الجهاد الإسلامي ويقضي أربعة منهم عقوبة السجن المؤبد بعد إدانتهم بالتخطيط أو تنفيذ هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.

أما الهارب السادس زكريا زبيدي، فقد كان قائدا لكتائب شهداء الأقصى في جنين، واعتقلته القوات الإسرائيلية عام 2019 للاشتباه في ضلوعه في عدد من عمليات إطلاق النار وتم تقديمه للمحاكمة.

وخرج العشرات من الفلسطينيين في مسيرة تضامنية مع عائلتي محمود العارضة ويعقوب قدري في بلدة عرابة جنوب مدينة جنين بعد الإعلان عن إعادة اعتقالهما.

أما عمليات البحث والمطاردة من قبل القوات الإسرائيلية سواء الشرطة أو الجيش أو حرس الحدود، فلم تهدأ منذ اكتشاف عملية الهروب من سجن جلبوع، شمالي الضفة الغربية.

لحظة القبض على الأخيرين 

واليوم أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال السجينين الأخيرين، من بين السجناء الستة الذين شاركوا في عملية الهروب من سجن جلبوع .

وأوضح أن السجينين، أيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وهما من عناصر تنظيم الجهاد الإسلامي، أعيد اعتقالهما بعدما حوصرا بواسطة العناصر الأمنية الإسرائيلية، قرب مدينة جنين في الضفة الغربية.

وقررت السلطات الإسرائيلية عقد جلسة محاكمة لهما خلال ساعات من القبض عليهما، وكانت القوات الإسرائيلية ألقت القبض على الأربعة الباقين الأسبوع الماضي بعد أيام من نجاحهم بشكل مفاجئ في الهروب من السجن.

وبدأت السلطات الإسرائيلية التحقيق في كيفية نجاح هذه العملية رغم الإجراءات الأمنية المشددة في السجن.

وحملت حركتا حماس والجهاد الاسلامي، في بيانين منفصلين، إسرائيل المسئولية الكاملة عن سلامة المعتقلين الفلسطينيين الستة الذين أعادت اعتقالهم مؤخرا عقب تمكنهم من الفرار من السجن، ودعت حركة الجهاد الإسلامي في بيناها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية إلى البقاء في حال استنفار وجاهزية عالية.

سجن جلبوع الأشد حراسة في إسرائيل 

 السجن الأشد حراسة في إسرائيل

وبحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الفلسطينية، فإن سجن جلبوع أنشئ بإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح في عام 2004، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة في إسرائيل، ويحتجز فيه فلسطينيون تعتقد إسرائيل أنهم نفذوا عمليات داخل أراضي عام 1948.