EN 
تأنف نفوس الكثيرين رؤية الجراد كحشرة قافزة تزعج البشر فهل يمكنك تخيلها وهي حلوى جيلي تذوب في فمك وانت سعيد بها.
قررت شركة Hargol FoodTech الإسرائيلية إطلاق إنتاج حلوى جيلي الجراد مضافة إليها نكهات مختلفة منها: «المكسرات والفطر والقهوة والشوكولاتة والبرتقال والفراولة».
ووفقًا لتقرير نشرته «بي بي سي» فإن فكرة صنع حلوى من الحشرات ليست مستساغة لكنها من وجهة نظر مصنعها مساعدة للبيئة، كما أن العلكة الصغيرة مليئة بالبروتين، لكن ليس من الصويا أو الجيلاتين.
وبحسب رئيس الشركة، درودا تمير، تعتزم الشركة إحداث ثورة في مفهوم الحشرات في النظام الغذائي من خلال إطلاق ألواح الطاقة والهامبرجر والفلافل بالإضافة إلى الحلويات.
رئيس الشركة مفتون بالجنادب
ويشير رجل الأعمال الإسرائيلي إلى أنه مفتون بالجنادب منذ أن كان طفلاً بعد سماعه قصصًا من جدته التي كانت تعمل طاهية في كيبوتس - مزرعة جماعية-.
ويلفت درودا تمير: «عشت في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما عانت إسرائيل انعدام الأمن الغذائي وكذلك من أسراب الجراد القادمة من إفريقيا والتي بدورها دمرت المحاصيل».
ويوضح رئيس الشركة الإسرائيلية: «بينما ركض معظم أعضاء الكيبوتس إلى الحقول لإخافة الجنادب جمع الأعضاء اليمنيون واليهود المغاربة أطنانًا منهم لتناول الطعام، فعلمت من وقتها أن الجنادب غذاء للمليارات في جميع أنحاء العالم».
ويؤكد درودا تمير: «تأكل الحشرات من قبل المجتمعات في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والشرق الأوسط، لكن بالنسبة للعديد من الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية، لا يزال هذا الفكر غير مرحب به».
وينوه رئيس الشركة الإسرائيلية: «إذا كنت لا تزال غير مقتنع بأن الحشرات ستصبح جزءًا من النظام الغذائي الغربي، يعتقد بعض الخبراء أنه قد لا يكون هناك خيار في النهاية بسبب المخاوف البيئية والنمو السكاني العالمي المتوقع».
ويتابع: « من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.8 مليار ارتفاعًا من 7.7 مليار حاليًا بحلول عام 2050؛ لذا مع وجود ملياري شخص آخرين لإطعامهم، يقول البعض إن الزراعة التقليدية لن تكون قادرة على مواكبة ذلك، لكن في الوقت نفسه ، سيكون التحول إلى بروتين الحشرات أفضل بكثير للبيئة من تربية الأبقار والأغنام والثدييات الأخرى».
فوائد صحية وبيئية للحشرات
ويقتنع تمير بأن الفوائد البيئية والصحية كافية لسبب جعل الحشرات جزءًا من النظام الغذائي؛ لذا تقوم شركته بزراعة الجراد في منشأة داخلية تعمل بالطاقة الشمسية في شمال إسرائيل، مبينًا: «"يمكننا تربية 400 مليون جرادة سنويًا في منشآتنا، حيث إن الحشرة تستغرق 29 يومًا فقط لتنمو بشكل كامل».
ويكمل أنه مقارنة بإنتاج لحوم البقر، فإن زراعة الجراد تقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 99٪ ، واستهلاك المياه 1000 مرة ، واستخدام الأراضي الصالحة للزراعة 1500 ضعف.
ويتابع تمير أن الجراد حلال مما يعني أنه يمكن أن يأكله كل من اليهود والمسلمين الملتزمين بالنظام الغذائي.
ندرس معايير الحساسية
من جانبه، ينبه روبن ماي، كبير المستشارين العلميين لوكالة معايير الغذاء في المملكة المتحدة: «البروتين ضروري في وجباتنا الغذائية، لكن غالبًا ما تأتي بعض أغذيتنا الغنية بالبروتين مع آثار بيئية خطيرة- مثل اللحوم أو منتجات الألبان، لكن مع بعض بروتينات الحشرات، مثل الصراصير المطحونة أو ديدان الوجبة المجففة بالتجميد، رخيصة وسهلة الزراعة وقليلة الدهون ولها تأثير بيئي أقل من اللحوم».
ويواصل كبير المستشارين العلميين لوكالة معايير الغذاء أن السؤال الرئيسي في هذه المرحلة هو ما إذا كانت بعض بروتينات الحشرات مسببة للحساسية أو لها تأثير كبير على الميكروبيوم البشري البكتيريا والميكروبات الأخرى التي تعيش داخل أجسامنا.
