ترك العديد من نجوم كرة القدم، بصمات تاريخية لا تمحى داخل المستطيل الأخضر، خلال مسيرتهم الكروية الحافلة بالألقاب والإنجازات، سواء مع منتخبات بلادهم أو الأندية التي دافعوا عن قميصها، لينجحوا فى حفر أسمائهم بحروف من نور فى سجلات الفائزين بجائزة الكرة الذهبية التى تمنحها سنويا المجلة الفرنسية الشهيرة "فرانس فوتبول" لأفضل لاعب في العالم منذ انطلاقها عام 1956 حتى الآن، ومن هؤلاء اللاعبين العظام نحتفي اليوم 1 أكتوبر بمولد فخر إفريقيا الرئيس الليبيري جورج ويا، الذي وصفه الراحل نيلسون مانديلا بهذا اللقب.
مولد جوهرة سمراء تبهر العالم

ولد جورج ويا في 1 أكتوبر عام 1966 في حي "كلارا تاون" الفقير في مدينة مونروفيا الليبيرية، وهو من مجموعةكروالعرقية، تلقى تعليمه الإعدادي في الهيئة التشريعية الإسلامية، وواصل في مدرسة ويلز هيرستون الثانوية، ثم عمل كتقني في شركة الاتصالات الليبيرية، قبل أن يحترف كرة القدم، ويحصل على شهادة من جامعة باركوود فيلندن، عبر الإنترنت.
بدأ في ممارسة كرة القدم مع نادي "يونج سرفايفرز"، عام1981 وظلفي صفوفه ثلاث سنوات، قبل أن يحط الرحال في فريق بونجراج كومباني، ويبقى في صفوف حتى عام 1985، قبل أن يخوض الشاب صاحب الـ20 عاما أول تجربة احترافية له مع فريق "مايتي بارول" الليبيري عام 1985، قبل أن ينتقل إلى فريق "إنفنسيبل إليفن" الليبيري، بعدها بموسم واحد، ثم غادر بلاده ليلتحق بفريق Africa Sport العاجي عام 1987، ثم بنادي تونيري ياوندي الكاميروني بنفس السنة، وظلفي صفوفه لموسمواحد.
الرحلة الفرنسية والتألق

انتقل اللاعب صاحب الـ22 عاما، إلى موناكو الفرنسي، الذي كان يدربه المدرب الفرنسي الكبير أرسين فينجر، ليخوض التجربة الاحترافية الأولى خارج القارة السمراء، وبقي في صفوف فريق الإمارة حتى عام 1992، إذ لعب أكثر من مائة مباراة وسجل ما يقارب 50 هدفا، وفاز بلقب كأس فرنسا، إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا لعام 1989.

انتقل النجم الليبيري بعدها إلى باريس سان جيرمان عام 1992 ولعب لثلاثة أعوام في صفوفه مسجلا 32 هدفا، كما فاز معه بلقب الدوري الفرنسي عام 1994، ولقب كأس فرنسا في عامي 1993 و1995، وكان هداف دوري أبطال أوروبا في موسم 1994/1995، ونجح في قيادة الفريق إلى نصف نهائي البطولة، وفاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا للمرة الثانية على التوالي.
سطوع نجم "ويا" مع ميلان

حط جورج وياالرحال في كبير إيطاليا نادي ميلان، وفاز معه بلقب الدوري الإيطالي في موسم 1995/1996، وكان هداف الفريق، ليفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، ب144 صوت، متفوقا على أسطورة ألمانيا "كلينسمان" ويكون اللاعب الأفريقي الوحيد في التاريخ الذي فاز بهذه الجائزة المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما حقق الكرة الذهبية في نفس العالم وجائزة أفضل لاعب في أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، قبل أن يذهب معارا إلى تشيلسي، ثمفي صفقة انتقال حر إلى مانشستر سيتي، إلا أن رحلته الإنجليزية لم تكلل بالنجاح الذي حققه مع ميلان.


ختام المشوار في الجزيرة الاماراتي

عاد وياه إلى فرنسا عبر بوابة مارسيليا عام 2000، وقضى أقل من عام في صفوفه، قبل أن ينتقل إلى نادي الجزيرة الإماراتي، إذ لعب عامين في صفوف الفريق الاماراتي، الملقب بفخر أبوظبي" قبل أن يعلن اعتزاله كرة القدم.
حياة “ويا” العائلية

تزوج جورج من كلار ويا، وهي أمريكيةمن أصلجاميكي، وله ثلاثة أبناء، منهم جورج الابن الذي يلعب حالياً في ناديإيه سي ميلان للشباب، ولد “ويا”مسيحياًوتحول إلىالإسلام لمدة 10 سنوات، ثم عاد لاحقاً والتحق بالديانة المسيحية مرة أخرى،وفي حوار له قال إنه يتمنى السلام للمسلمين والمسيحيين مضيفاً أنهم «شعب واحد».

رئاسة ليبيريا بعد فشل مرتين

عاد ويا إلى بلده، وتبرع بأمواله لإعادة ترميم البنى التحتية، التي دمرتها الحرب الأهلية، وساهم بعد عودته في إيقاف الحرب وتوحيد صفوف شعبه، إذ أدى دور رجل السلام الذي يقف بين المتنازعين.

وترشح ويا لرئاسة الجمهورية، وخسر في حملته الأولى عام 2005، ثم خسر مجدداً في عام 2011، وفي 26 ديسمبر 2017 انتُخب جورج ويا ليصبحرئيس ليبيريا، بعد فوزه علىجوزيف بواكاينائب الرئيس السابق خلالالانتخابات الرئاسية في ليبيريا 2017،وفاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بـ61.5% من الأصوات مقابل 38.5% لخصمه بواكاي، وتولى مهامه في22 يناير2018خلفا للرئيسة إيلين جونسون سيرليف، ليصبح الرئيس الـ25 لليبيريا.
القاب رائعة لفخر افريقيا

أما الألقاب الفردية فتوج أسطورة ليبيريا بجائزة لاعب العام فى أفريقيا 3 مرات أعوام 89 و94 و95، وأفضل لاعب أجنبى بالدورى الفرنسى 1991، وهداف دورى أبطال أوروبا 1995، والكرة الذهبية 1995، وجائزة الفيفا للعب النظيف 1996.
وعلى المستوى الدولى، سجل جورج ويا ظهوره في 75 مباراة مع منتخب ليبيريا نجح خلالها في تسجيل 18 هدفا.
أكبر لاعبو العالم سنا في مباراة دولية


أصبح رئيس ليبيريا، جورج ويا، البالغ من العمر 51 عاما، أكبر شخص سنا يشارك في مباراة دولية، وذلك بعد خوضه مباراة بين منتخب بلاده ومنتخب نيجيريا في 2018، بحسب منظمة "ار اس اس اس اف" لإحصاءات كرة القدم، حيث نظمت ليبيريا المباراة الودية في منروفيا، بمناسبة قرار بعدم ارتداء أي لاعب في المنتخب الليبيري في المستقبل القميص رقم 14 الذي كان يرتديه ويا في أيام مجده، محطما بذلك الرقم القياسي السابق الذي كان مسجلا باسم قائد منتخب اليونان، يورجوس كوداس، الذي كان عمره 48 عاما عندما لعب آخر مباراة له في عام 1995.