EN 
يحتفل اليوم المصريون بالذكرى ال ٤٨ لنصر حرب أكتوبر المجيدة، التى تعد ملحمة حربية لا مثيل لها، وقد كان فنانون مصر يدركون حينها هذا الإنجاز العظيم، لذا فقد قدموا عددا من الأغاني التي تظل محفورة في الوجدان، فقد ولد الإبداع من رحم النصر، ولم يكن أمام مطربى مصر والعالم العربى سوى اللجوء إلي ميكرفون الإذاعة الذى كان سلاحا آخر لقوة مصر الناعمة عبر التاريخ.
وخلال ساعات قليلة بدأ الإذاعة المصرية في تسطير ملحمة فنية أخرى مواكبة للملحمة الكبرى والأعظم في تاريخ الحروب، وقد كان كل هؤلاء جنود في ساحة الطرب والغناء، ليقدموا لنا عددا من الأغاني التي تذاع باستمرار حتي يومنا هذا.
وكما ذكرنا من قبل فإن الإذاعة المصرية كانت الملجأ الوحيد للمطربين لتسجيل أغانيهم ومشاركة المصريين فرحة النصر العظيم، لذا نرصد في السطور التأليه حال الإذاعة المصرية.
الإعلامي القدير وجدي الحكيم كان رئيس الإذاعة المصرية آنذاك، وقد ذكر في حواراته أن مبني الإذاعة آنذاك شهد ضغطا شديدا مع هذا الحدث العظيم، خاصة وأن بيان النص قد تم إذاعته في الإذاعة المصرية، وقد تغيرت خريطة الإذاعة بشكل كامل، فمثلا قد تم وقف كل المسلسلات الدرامية التى كانت تذاع آنذاك أبرزها آخر أعمال الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
وكشف الإعلامي وجدي الحكيم في تصريحات سابقة أن الملحن الكبير بليغ حمدي حين علم بنصر أكتوبر قدم الأغنية الشهيرة “بسم الله الله أكبر”، فى ليلة النصر ذاتها وهي غناء كورال وكانت أشبه بالنشيد .
لـ بليغ حمدي موقف آخر حين حرص علي تقديم أغنية علي الربابة وقد كانت هناك حالة طوارئ في الإذاعة المصرية نظرا لطبيعة الموقف والتي تمر بها مصر، وقد منع الإعلامي وجدي الحكيم دخول أي شخص إلي المبني، إلا أن بليغ كان علي قدر من الوطنية مما جعله يهدد بإبلاغ الشرطة في حال عدم دخوله .
وبالفعل دخل الفنان الراحل بليغ حمدي وسجلت الفنانة وردة آنذاك أغنيتها الشهيرة وانا علي الربابة بغني، في فجر يوم اليوم التالي للانتصار ، وحرص الموسيقيون علي التبرع بأجرهم كما فعل كافة القائمين علي الأغنية.
بعدها بساعات كان كافة مطربى مصر والوطن العربى علي أبواب الإذاعة المصرية لتسجيل أغانيهم، ومنهم الفنانة شريفة فاضل التى حرصت علي التواجد بصوتها رغم استشهاد نجلها في حرب أكتوبر المجيدة، وغيرهم من الفنانين أمثال عبد الحليم الذى قدم صباح الخير يا سيناء.
