الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوارث عشقية

 

برق.. رعد.. زلزال في نفس ذات يوم زلزال1992 المدمر،.. وكأن الأحوال الكونية تحالفت مع هيئة الأمم المتحدة لتذكرنا بيوم 13أكتوبر أو بمعنى أدق "اليوم الدولي للحد من الكوارث"، والذي يهدف لتوعية الشعوب بالإجراءات اللازم اتخاذها للحد من تعرضهم لأي من الفواجع الكونية الفجائية!.. والغريب ليس في أي مما فات، لكنه يكمن في خوف يصل حد الرعب باغتني  وغيري من النساء المتيمات بحرفي الحاء والباء، حين استيقظنا على خارطة الأضواء السماوية وما صاحبها من دوي انفجارات رعدية،.. وفي حالة بحث ارتجالية عن الطمأنينة والسند، وجدنا أنفسنا أمام كارثة لا تحكى.. لا توصف.. أو تقال.. ليس لندرتها ولا لقلة ضحاياها بل لعدم استيعاب البعض لخطورة عواقبها.. أنها الكوارث العشقية!.. 

تلك الكوارث التي تداهمنا عنوة، كعاصفة قدرية بمرتبة إعصار يقتلع الأخضر واليابس من حلو مشاعرنا فلا يفرق بين متزوجة و عزباء.. أو تختلف خسائره وفقاً لصغر أو كبر عمر صاحبته.. ولا حتى تقل تبعات معاناته مع تكرار الخيبات الوجدانية.. 

أنه وجع ليس كأي وجع.. فقط، من سبق وعاشت "الكوارث العشقية" بويلات دمارها، تستطيع أن تصف لنا أهوالها،.. كيف تعاملت مع حرائق المشاعر الموسمية التي أخلفها رجل رهنت عليه عالمها، فأشعل قلبها بخيانات لا تغتفر مرة على تطبيقات الدردشات الالكترونية، ومرات بعينيه التي تكاد أن تخرج من بين مقلتيه كلما لمحت هذه أو تلك،..حتى تحولت أعصابها إلى نار على فوهة بركان قابل للانفجار على أهون سبب!..

 وربما قصت لنا أحدهن مقدار الألم الذي سبق وعانت منه بعد زلزال مزاجي ضرب قلب رجل عمرها، وبلا أسباب ولا سابق إنذار لملم غرامه المتناثر على أرضية قلبها وهجر،.. كيف تعايشت مع شروخ وتصدعات زلزال رحيله حتى أصبحت أحاسيسها آيلة للسقوط حيال أي هفوة تذكرها ولو بتفصيلة صغيرة عن كسرتها أمام ذاتها!.. 

وجائز تحدثنا إحدى النساء عن عذبات التقلبات المناخية المزاجية لشريك حياتها، من شتاء قارس يصل حد جفاء المشاعر، يليه ربيع تستمتع فيه بأحلى كلمات الهيام، ثم صيف حارق لكل ما سبق من أقوال وأفعال، وخريف غالب على علاقتها العاطفية، فتعيش بروح ذابلة!..

وبعد كل ما قيل ويقال،.. أليست الكوارث العشقية أحق أن تعلن كضربة قدر مماثلة لأي إعصار، زلزال، أو حتى بركان.. وكما خصصت هيئة الأمم المتحدة يوم دولي للحد من الكوارث الطبيعية، نطالب نحن النساء الساذجات العاشقات لرجال أوجعونا بدمار غرامهم بيوم يكون لنا دليل إرشادي لكيفية التعامل مع أي طارئ وجداني حتى نخرج من الحب كما سبق ودخلناه بلا معاناة.. ألم.. أو وجع يعرض الكثيرات منا لأمراض نفسية أقلها القلق وأخطرها اكتئاب قد يؤدي أحيانا للانتحار!.. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط