الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تراثنا

" غلاء أسعار- رفع الدعم - قيمة الواردات- تناقص المواد الخام- تنمية مستدامة"  كل تلك المصطلحات  باتت تعصف بأذهان الجميع على  مستوى العالم ، فالثورة الصناعية استطاعت أن تخلق التنافس الاقتصادي بين بلدان العالم وتضع دولا  في الصدارة وتصبح هناك دول صناعية كبرى ، ولكن لا يمكن الوقوف عند تجربة تلك الدول خاصة أنها استطاعت أن تنجح بالاستحواذ على المواد الخام من الدول النامية ،لنا أن ننظر إلى تجربة الصين الاقتصادية  فقد تكون تجربة ملهمة  للإنسانية أكثر.
ففي عام 1978، بلغت قيمة صادرات الصين 10 مليارات دولار فقط، أي أقل من 1 في المئة من حجم التجارة العالمية. ولكن في عام 1985، بلغت قيمتها 25 مليار دولار، وبعد عقدين فقط ارتفعت قيمة الصادرات الصينية إلى 4,3 تريليون دولار مما جعل الصين أكبر دولة مصدرة للسلع في العالم  حتى أصبحت الاقتصاد الأقوى بعد الولايات المتحدة الأمريكية بل أنها تنافس على أن تكون الاقتصاد الأقوى علي الإطلاق .
ومن ثم لا نستطيع القول أن نجاح التجربة الصينية جاء من فراغ بل جاء من رؤية ودراسة غير نمطية ، فاقتصاد الصين لم ينمُ بهذا الحجم من خلال الصناعات الكبيرة أو الثقيلة - على الرغم من وجودها- ولكنه استطاع أن ينمو سريعا بدراسة الأسواق الناشئة والأوروبية  واحتياجات كل منها وملاحظة سلوك المستهلك في كل دولة ودراسة احتياجات كل سوق وبالطبع، قد لوحظ أن المستهلك أصبح يفضل شراء السلعة منخفضة التكلفة حتى على حساب الجودة ، أيّ أن المستهلك يُفضل أن يبتاع سلعة قليلة الثمن بجودة أقل لتأدية الغرض لفترة زمنية أقل على أن يبتاع سلعة غالية الثمن  بجودة أفضل لفترة زمنية أطول ، ومن هنا استطاعت السلع الصينية غزو كل الأسواق النامية والناشئة والأوروبية حتى أصبح لكل ماركة أصلية مثيلها من المنتجات الصينية ، استطاعت السلع الصينية أن تتواجد في مختلف المناسبات الدينية  واتخذت من شوارعنا منافذ لها ؛ منافذ بيع بلا أي رسوم أو ضرائب ! 
قد تكون التجربة الصينية ملهمة  للاقتصاد المصري بشكل ما ، خاصة وأن الدولة المصرية تشجع المنتج المصري والحرف والصناعات اليدوية ، ويظهر ذلك في حرص السيد الرئيس في افتتاح معرض " تراثنا " دائمًا وتمويل المشروعات الصغيرة.
فالإنتاج هو الذي يستطيع الارتقاء بالاقتصاد المصري ، إنتاج السلع البسيطة ذات الجودة الجيدة ، وهو أيضًا الذي يستطيع تحويل الاقتصاد من اقتصاد ريعى إلى اقتصاد انتاجى تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة وهو توجه قائم في كثير من دول الوطن العربي الآن .
لاسيما أن مصر تحظى بكثير من الموارد والثروات الطبيعية التي  توفر المصدر القريب من المواد الخام لتصنيع أبسط السلع وتصديرها مما يحقق الربح ويوفر فرص العمل ويرسخ فكره العمل والسلوك الانتاجى لا الاستهلاكي في سلوك المواطن المصري ويحقق السيادة للمنتج المصري .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط