الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البليلة والأرز باللبن..أشهر الأكلات الأسوانية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف

احتفالات المولد النبوى
احتفالات المولد النبوى الشريف بأسوان

الإحتفال بالمولد النبوى الشريف يعتبر من الذكريات السنوية الجميلة التي يحرص الكثيرون على إحيائها بمختلف الطرق والوسائل للطقوس والعادات والتقاليد التى يتوارثها جيلاً بعد جيل.

ونستعرض عبر منصة " صدى البلد " أبرز العادات التى يحرص عليها أهالى محافظة أسوان لإحياء ذكرى المولد النبوى الشريف، حيث تقوم العديد من الأسر بتوزيع البليلة والأرز باللبن على المترددين بسرادقات الاحتفال بهذه المناسبة .

وأسوان تحديدا كانت ولاتزال تتميز باحتفالات من نوع خاص، حيث يبدأ المولد النبوي عند أبناء الجنوب بعد ثبوت رؤية هلال شهر ربيع الأول، حيث تنتشر سرادقات بيع الحلوي بالطرق والشوارع، خاصة التي تحيط بساحة الاحتفال الكبري بأرض المعارض، وهي الساحة التي تم تخصيصها منذ سنوات للطرق الصوفية لتستضيف أشهر المداحين منهم الشيخان ياسين التهامي وأمين الدشناوي في الليلة الختامية ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول.

وعن الاحتفالات " زمان " التى كانت تشهدها محافظة أسوان فى المولد النبوى الشريف فقد قال الشيخ أحمد عبد الراضى، أحد أتباع الطريقة الشاذلية، بأنه يحرص على حضور إحتفالات المولد النبوى الشريف ، أسوة بما كان يفعله والده قديمًا والذى كان يحرص أن يصحبه مع باقى أفراد الأسرة إلى مكان الاحتفال بذكرى مولد الحبيب المصطفى، وحضور حلقات الذكر والاستماع إلى كبار المنشدين من بينهم الشيخ ياسين التهامى، والشيخ أمين الدشناوى.

وأوضح عبد الراضى، بأن الاحتفالات كانت زمان تبدأ من أمام ساحة المدينة بمدينة أسوان، وتتجمع الطرق الصوفية ويبلغ عددها نحو 33 طريقة كل واحدة منهم ترفع العلم الخاص بها، ذات لون معين، ويغلب على هذه الأعلام اللون الأخضر ومنها أيضًا الأسود والأحمر وغير ذلك من الالوان، مضيفًا أن بعدها تنطلق "الطوافة" بكورنيش النيل في موكب صوفي حاشد بواسطة الخيول والسيارات وأعلام الطرق الصوفية، ثم شارع صلاح الدين ومنه إلى منطقة الطابية وحتى نهاية المسيرة في موقع الاحتفالات بأرض المعارض.

وأشار إلى أن المسيرة تشهد تفاعلاً كبيراً من أهالي أسوان، الذين يصطفون على أرصفة الشوارع لمشاهدة الطرق الصوفية خلال مسيرتها، وتقوم الأسر وأصحاب المحلات بتوزيع الحلوى والمثلجات وبعض الأطعمة الأسوانية الشهيرة التي تعد خصيصا لهذه المناسبة من بينها "البليلة والأرز باللبن وغيرها" إبتهاجا بذكرى المولد النبوي. 

فيما يروى لنا الحاج أبو علم حسين نقيب الإجتماعيين السابق ومن أبناء مدينة أسوان مظاهر إحتفالات المولد النبوي الشريف الجميلة قائلا كانت بيوت أسوان الكبيرة تستعد لإستقبال وإستضافة الأهل والأحباب في يوم المولد ليلة 12 من ربيع الأول.

وقد كانت هناك لجنة تضم شخصيات أسوانية كبيرة تتولي تجهيز وتنظيم الإحتفال حتي يخرج في أبهي صورة تليق بجلال المناسبة، حيث يقومون بتوفير السكر والزيت وتوزيعه ببونات علي معامل الحلاوة والتجار الموسمين، وكذا توفير بونات خاصة بأثواب قماش الدبلان ومكونات البوية لزوم اليافطات التي كانت تزين ساحة المولد وشوادر التجار.

أما الزفة أو الدورة فقد كانت تطوف الشوارع الرئيسية ومنها شارع عباس فريد الذى كان يسمى "الشارع الجديد" ويشارك فيها بعض الهيئات الحكومية مثل الشرطة والمطافئ والإسعاف والطرق الصوفية التي يتقدمها الخليفة أو النقيب ممتطيا جواده، كما كانت تضم الحرفيين من المهن المختلفة كالمنجدين والحدادين الذين كانوا يضعون الكير والسندال فوق عربة كارو والقيام بإشعال النار وصهر الحديد والطرق عليه في تناغم موسيقي، كما كان الترزية يرفعون ماكينات الخياطة فوق عربة تزينها ورود الجهنمية ذات اللون الأحمر، ويقوم الصيادون بحمل قارب صغير ممتلئ بالأسماك تعبيرا عن فرحتهم بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم .

وفى نفس السياق يقول حسن عبد الكريم ـ بالمعاش ـ زمان كانت ساحة الإحتفال بالمولد النبوي تقام في قلب المدينة بشكل بسيط وترش بالماء من خلال "السقايين" حتي تستقبل ضيوفها ليلا، وفي المساء يتم بدء البيع في سوق الحلوى، حيث ينادي الباعة علي حلوى المولد بنداء شهير "سـرك يا صاحب المولد" وفي نفس الوقت يوزعون عينات من الحلوى على المترددين علي السوق لجذب الزبائ.

 ويضيف قائلا: "كانت من أشهر حلوي المولد الأسوانية زمان والتي لاتزال حتي الآن هريسة "بيعرون" ذات اللونين الأبيض والأحمر، وكذا العلف الملون الرخيص الذي هو في متناول البسطاء، بالإضافة إلي هريسة "هارون ومأمون" وحلوي ست الحسن المضاف لها جوز الهند والزبيب والمكسرات، والطريف أن باعة الحلوي وهم من غير المتخصصين، فقد تجد نجارا أو حدادا يبيع حلوي المولد ليس بغرض الربح بقدر ما هو بهدف الفرحة والعادة والاحتفال بذكري مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

بينما يقول أنور دمرداش وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بأسوان إن احتفال أسوان بذكري مولد أشرف خلق الله يتمتع بجاذبية خاصة، حيث يتوافد علي المدينة الآلاف من كافة المراكز وكذا من محافظات الصعيد المجاورة لحضور هذه الليالي العطرة، مشيرا إلى أن حضور مراسم احتفال الليلة الختامية سيكون طبقا للإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا.