الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى إغراق المدمرة إيلات| كيف غيرت البحرية المصرية مفاهيم القتال عالميا؟

اغراق المدمرة إيلات
اغراق المدمرة إيلات

تمر علينا اليوم ذكرى عملية تدمير وإغراق المدمرة إيلات، وهي من طراز HMS Zealous\ R39 ، والتي قامت القوات البحرية المصرية بإغراقها في البحر الأبيض المتوسط، أمام مدينة بورسعيد في معركة بحرية بين لنشين صواريخ مصريين والمدمرة الإسرائيلية، بعد أربعة أشهر من حرب 1967.

وفي هذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز التفاصيل عن العملية التي تمت في 21 أكتوبر وأصبحت بعدها عيدا للقوات البحرية المصرية المصرية.

المدمرة إيلات

في عام 1956، اشترت إسرائيل مدمرتي من طراز Zealous ، وأطلقت عليهم إيلات، ويافو، واشتركت القطعتين في حرب يونيو 1967، وشهدت الفترة من بعد الحرب حتى أغسطس 1970، أنشطة قتالية بين القوات البحرية المصرية والإسرائيلية، بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر لإحراز التفوق البحري.

وتحقيقا لهذا الهدف أمرت قيادة الجيش الإسرائيلي، المدمرة إيلات بعد هزيمة 1967، باختراق المياه الاقليمية المصرية، والدخول إلى المنطقة البحرية ببورسعيد، وهو ما يعد تهديدا للمياه الإقليمية المصرية، متصورة عدم قدرة القوات البحرية المصرية على الرد أو منعها من ذلك، وبالفعل بدأت الاشتباكات بين اللنشات المصرية والمدمرة في 11 يونيو 1967، عندما اشتبك لنشين صواريخ طوربيد بقيادة الضباط عاوني عازر وممدوح شمس، وتم إغراق اللنشين.

إغراق إيلات 

في 18 أكتوبر اخترقت المدمرة المياه المصرية مرة أخرى، وأعطت القيادة السياسية أوامرها للقوات البحرية بتدمير إيلات وإغراقها، وبالفعل في 21 أكتوبر تم الاشتباك من فرقتين للقيام بالمهمة، الأولى بقيادة النقيب أحمد شاكر والملازم أول حسن حسني، وكانا على اللنش 504، صواريخ كومر، ويحمل صواريخ من طراز ستيكس السوفيتيه، أما الفرقة الثانية فكانت اللنش 501 صواريخ كومر وأيضا يحمل صواريخ من طراز ستيكس السوفيتية بقيادة النقيب لطفي جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع.

تفاصيل المعركة

خرج لنشي من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة، هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة، فأخذت تميل على جانبها، فلحقها بصاروخ ثاني، لتغرق إيلات في المياه المصرية، على مسافة تبعد 11 ميلا بحريا شمال شرق بورسعيد في الساعة 5 مساء، وكان عليها طاقم مكون من 100 فرد، بجانب دفعة من طلاب الكلية البحرية.

تأثير المعركة على الفكر العسكري

كان إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة لنشات الصواريخ سطح – سطح، هي العملية الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واستراتيجيات القتال البحري في العالم فقد تم في هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ.

بعد نجاح المهمة صدر قرار جمهوري بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا في العملية أوسمه وأنواط الامتياز وأصبح غرق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية في التاريخ العسكري .