الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في حوار خاص|سفير فنزويلا في القاهرة: مصر تتخذ خطوات مهمة لتعزيز الديمقراطية.. خطة تطويرها جاذبة للاستثمار.. لدينا الكثير لنتعلمه من الشعب المصري.. وهذه قصة عملتنا الجديدة

سفير فنزويلا أثناء
سفير فنزويلا أثناء حواره مع "صدى البلد"
  • ويلمر بارينتوس سفير فنزويلا في القاهرة:
  • فنزويلا دولة ذات فرص كبيرة ومميزات وتسهيلات غير مسبوقة بالنسبة للاستثمار
  • نسعى لزيادة حجم التبادل مع مصر في مجال البترول والغاز والزراعة والتعدين 
  • انخفاض دخل فنزويلا بطريقة لم تصل إليها أي دولة في حالة الحرب
  • استخدام البوليفار الإلكتروني سيسهل عملية تبادل النقود وسيحد من استخدام العملات الورقية

 

 

تعد جمهورية فنزويلا من الدول التي تتصدر المشهد في حالة عدم الاستقرار وعقبات النمو الاقتصادي، خاصة مع فرض عقوبات عليها، متمثلة في الحصار الاقتصادي من قبل دول القوى العظمى، حيث اتجهت بعض وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذا الجانب من الدولة رغم تمتعها بامتيازات تستحق الظهور كدولة سياحية جذابة وكذلك كدولة تمتلك مقومات حقيقية  للاستفادة المتبادلة معها، وهذا ما أوضحه السفير ويلمر بارينتوس، سفير فنزويلا في القاهرة، في حواره مع “صدى البلد”، وإلى نص الحوار.. 

ماذا عن العلاقات بين مصر وفنزويلا؟ هل هناك أي أوجه تعاون مرتقب بين البلدين؟

دامت العلاقات بين مصر وفنزويلا لمدة 70 سنة متواصلة منذ 15 نوفمبر 1950، وقد كانت دائما علاقات أخوية ومبنية على التعاون المشترك الثنائي وأيضًا متعدد الأطراف. 

ويجتمع كلا البلدين على أسس مثل التي وضعتها حركة عدم الانحياز وكلا الدولتين عضوًا فيها، ومصر كانت من الدول المؤسسة للحركة.

وهناك أشكال من التعاون بين البلدين، خاصة في مجال البترول والغاز والزراعة، ومنذ فترة قصيرة كان لدينا بعض التلاميذ الذين حصلوا على منح من IECA .

أما بالنسبة لمجال الثقافة، لدينا اتفاقية تسمح لنا بتبادل الفرق الموسيقية وفرق الرقص والأوركسترا والخبرات، حتى أن بعض الأطفال شاركوا في المسابقة العالمية "مصر في عيون الدنيا".

ونتمنى تعزيز التعاون في المجال التجاري والسياحي، حيث لدينا الكثير لنتعلمه من الشعب المصري.

 

ما حجم الاستثمار بين البلدين؟

لقد تأثر الاستثمار العالمي بسبب الجائحة، خاصة في فنزويلا، بسبب الحصار الاقتصادي غير الإنساني الذي أثر بشكل كبير على القدرة التبادلية وبالتالي على الاستثمار من كلا الجهتين.

ولكن على الرغم من كل تلك الصعوبات التي تواجهها الدولة، أصبحنا مجبرين على توجيه نظرنا إلى مناطق أخرى وأدركنا أنه يجب علينا تعميق علاقاتنا التبادلية مع أسواق أخرى، خاصة أسواق دول الجنوب بسبب توقف التجارة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

 فنزويلا تعتبر دولة ذات فرص كبيرة ومميزات وتسهيلات غير مسبوقة بالنسبة للاستثمار، ويرجع هذا إلى رغبتنا في تنويع الاقتصاد وترك الفكر الرأسمالي للبترول، ونتمنى أن تقوم هذه الأفكار الجديدة بتعزيز الاستثمار الذي يعتبر تحت المستوى المرغوب فيه.

سفير فنزويلا في القاهرة

ماذا تحتاج الدولتان من اتفاقيات لتعظيم الاستفادة من موارد بعضهما؟

يجب أن نعمل معًا في سياق اتفاقيات تسمح لنا بزيادة التبادلات، وبالأخص في مجال البترول والغاز والزراعة والتعدين وبالأخص الذهب، وذلك لأن مصر وفنزويلا تتمتعان في هذه المجالات بخبرة كبيرة، وبتبادل الخبرات من المؤكد أن ذلك سينعكس بالإيجاب على استخدام مواردنا، ولكن يجب العمل بجد في هذا الشأن، وهذا ما ننوي الوصول إليه.

 

حدثنا عن الوضع الاقتصادي في فنزويلا.

الاقتصاد الفنزويلي، مثله مثل أي اقتصاد في العالم، تأثر بجائحة فيروس كورونا وذلك على جميع القطاعات الإنتاجية، ولكن زاد الخطر الاقتصادي للجائحة بسبب الحصار غير الإنساني ضد الدولة عن طريق التدابير القصرية الأحادية والتي تعرف باسم العقوبات والتي أثرت على موردنا الأساسي، البترول، وذلك لأننا غير قادرين على شراء قطع غيار الأجهزة من الأسواق والتي تمكن الماكينات من العمل بالشكل المطلوب. 

بالإضافة إلى ذلك، أثرت على التبادل التجاري وقدرتنا الشرائية وذلك بسبب انخفاض الدخل عقب انخفاض إنتاج البترول، وتأثرت قدرتنا على شراء الغذاء والدواء وإنتاج المحروقات، مما أثر على النقل والحصول على اللقاح لمواجهة فيروس كورونا وعدم التمكن من الحصول على قطع الغيار والأجهزة، وأثر أيضًا على النظام الكهربي والمائي والإنتاج الزراعي.

 

كيف وصلت فنزويلا الي هذا التضخم الكبير الذي تعانيه الآن؟

هناك حرب على عملتنا التي فقدت الكثير من قيمتها في وقت قصير للغاية، ويلاحظ أن هذا الانخفاض متعمد، لأنه وقتما تقوم الحكومة بأي أعمال تفيد مصلحة الشعب أو تساعدهم على تخطي الأزمة الاقتصادية، تنخفض قيمة العملة بطريقة واضحة، لأن الهدف هو الحد من مصادر دخل الدولة.

 وقد انخفض دخل الدولة بطريقة لم تصل إليها الدول في حالة الحرب، حيث كان دخل الدولة حوالي 58 مليار دولار حتى وصل إلى 400 مليون دولار.

وقد أدى كل هذا إلى حدوث حالة من التضخم، أضرت بالدولة.

ولكن على الرغم من ذلك، استطعنا أن نتغلب على الموقف خطوة بخطوة وظهرت بعض الآفاق الإيجابية بالنسبة للاقتصاد وعلى المدى المتوسط سيكون هناك ازدهار اقتصادي جيد.

 

ماذا عن عملة فنزويلا الجديدة وما تأثيرها على الوضع الاقتصادي للبلاد؟

منذ أكتوبر، قامت فنزويلا بإزالة 6 أصفار من سعر العملة الفنزويلية، والآن تسمى هذه القيمة البوليفار الإلكتروني، وعملاته تتكون من 5 و 10 و20 و50 و100 بوليفار و1 ونصف وربع بوليفار.

إزالة الـ6 أصفار لا تؤثر على قيمة العملة ولكنها تسهل استخدامها، هذا التجديد يسمح بالتعايش مع البوليفار الورقي والبوليفار الإلكتروني ويساعد على إنقاذ الاقتصاد.

البوليفار الإلكتروني مرتبط بعملية استبدال العملات الورقية، والذي يعتبر اتجاها عالميا، ولكن الظروف جعلتنا نسرع تجاه هذه العملية.

استخدام البوليفار الإلكتروني سيسهل عملية تبادل النقود وسيحد من استخدام العملات الورقية.

 

السفير ويلمر بارينتوس 

كيف أثرت أزمة كورونا على فنزويلا على الجانب الاقتصادي؟

أصبح الوضع الاقتصادي في البلاد أكثر خطورة بسبب فيروس كورونا، أصبحت المشاكل الاقتصادية مع تولي نيكولاس مادورو الرئاسة أكثر وضوحًا، ففي عام 2015، أعلن الرئيس أوباما  أن فنزويلا تعتبر خطرا على الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك الوقت بدأت سلسلة من التدابير القسرية التي تكون الحصار الاقتصادي.

ولكن في المطلق، أثرت علينا الجائحة مثل أي دولة في العالم، لأنها استوجبت اتخاذ بعض التدابير الاحترازية من ضمنها غلق الدولة، وعدم استقبال أي رحلات جوية أو تجارية حتى لا تتأثر فنزويلا بأكبر قدر ممكن من الجائحة، وحتى لا تتأثر اقتصاديًا تم تطبيق نظام 7+7 أي 7 أيام متاح فيها الأنشطة الاقتصادية و7 أيام من العزل.

ولقد تم العمل بطريقة الدراسة عن بعد، وغلق الحدود مع البرازيل وكولومبيا بسبب زيادة الأعداد في هذه البلدان، وكل هذه التدابير الاحترازية ساعدت على أن تتغلب الدولة على الموقف، ومن المقدر أن يكون قد تم تطعيم 70% من الشعب في نهاية شهر أكتوبر، وحتى الآن نسبة التطعيم 53.5%. 

إجمالي عدد المصابين: 392.762

إجمالي عدد الذين تم شفاؤهم: 372.863 (95%)

الحالات الموجودة: 13.180

الوفيات: 4719

 

متى تنتهي أزمة فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية؟

لا يمكننا توقع هذا، ولكن فنزويلا دائمًا تتخذ طريق الحوار والسلام والحفاظ على علاقات مبنية على الاحترام المتبادل.

بامتلاك فنزويلا لأكبر احتياطي بترول في العالم، ستكون دائما محط أطماع القوى العالمية الكبرى، خاصة عندما تكون دولتنا مستقلة وحرة في تقرير مصيرها ومتحكمة في مواردها دون أي تدخل خارجي.

 تعد جميع الظروف الصعبة التي عاشها الشعب في الفترة الأخيرة أسبابها خارجية، وللأسف بعض منها بسبب معاونة بعض الفنزويليين الذين لا يحبون البلد ولا يحترمون شعبها الذي أدرك ما نواجه، والشعب الفنزويلي النبيل يعرف أن الطريقة الوحيدة لحل المشكلات هي عن طريق السلام والحوار والإصرار على أن مشكلات فنزويلا تحل بين الفنزويليين.

يتحدث الكثيرون من الخارج عن الدفاع عن الفقراء ومساعدتهم على التغلب على المعاناة "بعد أن قاموا هم بالتسبب في هذا الوضع الذي وصلنا إليه" وما يريدونه حقًا هو السيطرة على موارد الشعب وليس مساعدته.

وتوجد الكثير من الأمثلة على هذا في وقتنا الحالي على دول وعدت بالحرية والديمقراطية ولكن نرى أنهم ما زالوا تحت وطأة الفوضى والشك والعنف، وكل هذا من مراكز القوى العظمى.

وهذه هي الحالة في فنزويلا، دولة مناهضة للاستعمار الجديد والامبريالية والرأسمالية، بالإضافة إلى امتلاكها للعديد من الثروات كما قلنا من قبل.

فنزويلا، تملك أول احتياطي بترول وثاني أكبر احتياطي ذهب وأول احتياطي ماس ونيكل وثامن احتياطي غاز، كما تتمتع بكميات كبيرة من المعادن الثمينة مثل البوكسايت والكولتان والحديد، وموارد أخرى. 

وتعتبر أيضًا تاسع احتياطي للمياه العذبة فهي مطمع جذاب لمن يريدون السيطرة على العالم للحصول على المال على حساب معاناة الشعب والحكومة التي تعمل من أجل مصلحته.

يصر الفنزويليون على الدفاع عن سيادة دولتنا وعن مواردنا الطبيعية وثرواتنا ولهذا فإن الشعب يواجه بكرامة كل الصعوبات المفروضة علينا.

ولكن لم يكن كل شيء سيئا، حيث إن الأزمة جعلتنا ندرك مواردنا البشرية ونوقظها ونستغل قدراتنا وذكاءنا في خدمة البلد.

وبفضل بعض المساعدات الأجنبية استطعنا أن نعيد تشغيل معامل التكرير وبالتالي زيادة إنتاج البترول مرة أخرى، ونحن نحاول زيادة الإنتاج الداخلي للدولة وهذا ما تتوق إليه فنزويلا في المستقبل القريب، العمل باجتهاد وخلق الأساس الذي يساعد على تنويع الاقتصاد، ولهذا لا يمكننا أن نقوم بالاعتماد على منتج واحد فقط، يجب أن نصبح دولة ذات كفاية ذاتية، ولهذا يجب أن تظل شعلة الوطن في داخلنا وروحه ويجب أن نستمر في مواجهة هذه التحديات التي تقابلنا بكثر من الإيمان في كوننا أبناء سيمون بوليفار وهوجو تشافير.

سفير فنزويلا مع محررة “صدى البلد”

حدثنا عن الشارع الفنزويلي كدولة سياحية

من يصدق أن فنزويلا تتحطم، أدعوه أن يذهب لزيارتها وأن يرى الحماس والشجاعة والكرامة التي يتمتع بها الشعب الفنزويلي، سيرى حقيقة غير التي تصورها وسائل الاعلام الأجنبية، ونحن مقتنعون أنه معًا سنستطيع أن نتغلب على العقبات وعلى التدابير القسرية التي تعاقب الدولة بأكملها، ولكن بالأخص الشعب.

 

كيف ترى المناخ الاستثماري في مصر وماذا يحتاج لجذب مستثمرين من فنزويلا؟

مصر دولة واعدة، حيث كانت من الدول القليلة التي حققت نموا بنسبة 2% بالرغم من وجود الجائحة، وهي تعمل بخطة تطوير وإنشاء لعدد من المشاريع التي ستجعل مصر أكثر جاذبية للاستثمار.

جذب المستثمرين هي مهمة الشعب المصري نفسه، نحن نتبع سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية للجدول ونتمنى للشعب المصري النجاح وأن يكونوا دائمًا متحدين في سبيل السلام والتطور لهذا الشعب النبيل.

 

ما تعليقك على استراتيجية حقوق الإنسان التي أعلن عنها الرئيس السيسي؟

تعتبر مصر من الدول الأولى التي ساهمت في إنشاء الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان التي تستمر حتى يومنا هذا، وهذا بسبب إدراك المجتمع المصري لأهمية تعزيز حقوق الإنسان كواحد من أسس التعايش الإنساني.

وهي خطوة مميزة لأنها ستحافظ على ما نص عليه الدستور الخاص بهذه الأمة العظيمة، حيث ستعمل على تعزيز مبادئ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بدون أي تمييز، بالإضافة إلى المساواة في الفرص واستقلالية النظام القضائي، وتعزيز الالتزام باحترام وحماية الحق في الأمن والحرية الشخصية وحرية العمل السياسي وحرية الفكر والعيش والصحة والتعليم، أي جميع الحريات التي تسمح بالتعايش المتناغم غير الزائد عن الحد، وهذا كله يمثل خطوة مهمة تجاه تعزيز الديمقراطية.