الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تتوعد آبي أحمد..وعقوبات قاسية على إريتريا لارتكابها مجازر واغتصابات في تيجراي

حرب مستمرة في إثيوبيا
حرب مستمرة في إثيوبيا
  • إدارة بايدن تفرض عقوبات على الحزب الحاكم والجيش الإريتري بسبب دوره في الصراع في شمال إثيوبيا
  • تقرير “سي إن إن” يؤكد  بشاعة ما حدث.. القوات الإريترية تمنع المساعدات في تيجراي بإيعاز من آبي أحمد
  • الخارجية الأمريكية: أسياس أفورقي أعطى تعليمات لجنوده بعدم التهاون مع المدنيين والتنكيل بهم

اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات بفرض عقوبات (في طور الإعداد) على حاكم إثيوبيا رئيس الوزراء الديكتاتور آبي أحمد، وعلى كل الأطراف المتورطة في إشعال القتال والجرائم والانتهاكات الفظيعة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، خاصة في التيجراي، المكان الذي بدأ آبي ضده حربًا ضروسًا بغرض القضاء على معارضيه السياسيين، فيما يظهر أن أمريكا قد ضاقت ذرعًا بتصرفات القيادة الإثيوبية التي صارت مزعزعة للاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وفرضت فعليًا عقوبات على مشاركين آخرين في المجازر ضد الأبرياء.

عقوبات على الجيش الإريتري

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات على الجيش الإريتري والحزب السياسي الوحيد لتورطهما في الأزمة المستمرة في شمال إثيوبيا، حيث أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين عن قلقه من "احتمال أن تنهار إثيوبيا من الداخل"، وفق ما ذكرت “سي إن إن”.

مجاعة للأطفال

تعد هذه  العقوبات الأولى المفروضة بموجب أمر تنفيذي جديد وقعه الرئيس جو بايدن لاستهداف المسئولين عن ارتكاب الصراع المستمر منذ عام، والذي اشتد خلال الأسابيع الأخيرة مع تقدم الجماعات المسلحة المتحالفة ضد الحكومة الإثيوبية جنوبًا نحو العاصمة أديس أبابا.

بالإضافة إلى تصنيف قوات الدفاع الإريترية (EDF) والجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة (PFDJ)، عاقبت إدارة بايدن أيضًا شخصين وكيانين آخرين.

عقوبات منتظرة على آبي أحمد

ولم تستهدف عقوبات يوم الجمعة أي أفراد أو منظمات مرتبطة بشكل مباشر بحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد، لكن العقوبات يتم التجهيز لها، وما يؤجلها؛ ما قاله  بلينكين في بيان أمس، الجمعة، من أنهم لن يفرضوا مثل هذه العقوبات من أجل "إتاحة الوقت والمكان" لمعرفة ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية بقيادة الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو تحرز تقدما.

أمريكا تتوعد أحمد

وقال بلينكين الذي يسافر إلى كينيا ونيجيريا والسنغال الأسبوع المقبل: "إذا فشلت الأطراف في تحقيق تقدم ملموس، فإن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمتابعة عقوبات إضافية، بما في ذلك ضد حكومة إثيوبيا".

تقرير فيلتمان

عاد المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي كان في أديس أبابا هذا الأسبوع، إلى واشنطن العاصمة يوم الخميس “للتشاور مع وزير الخارجية ومسئولين كبار آخرين في الإدارة الأمريكية حول الجهود الدبلوماسية الأمريكية للترويج لموقف تفاوضي ومستدام”، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الأمر يتعلق بإنهاء "الأعمال العدائية وإنهاء الصراع".

سبب عقوبات أمريكا الأولى على إريتريا

ذكر بلينكين أن "وجود إريتريا المزعزع للاستقرار في إثيوبيا يطيل أمد الصراع ويشكل عقبة كبيرة أمام وقف الأعمال العدائية ويهدد سلامة الدولة الإثيوبية".
وقال إن "الروايات الموثوقة عن تورط القوات الإريترية في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ، أمر يزيد قلق الولايات المتحدة بشأن سلوك جميع أطراف النزاع. يجب أن تنسحب القوات الإريترية على الفور من إثيوبيا".
ولفتت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن قوات الدفاع الإثيوبية "تعمل في شمال إثيوبيا وسط تقارير عديدة عن نهب واعتداء جنسي وقتل مدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية".
وقالت الإدارة في بيان صحفي: "لقد شوهد جنود متنكرون بزي عسكري إثيوبي قديم، وهم يحرسون نقاط التفتيش، ويعرقلون ويحتلون طرق المساعدات الحرجة، ويهددون الطاقم الطبي في أحد المستشفيات العاملة القليلة في شمال إثيوبيا".

تأكيد شهادات ومنشورات سي إن إن السابقة

التفاصيل التي وصفتها وزارة الخزانة تكرر تقارير "سي إن إن" في وقت سابق من هذا العام، عندما شاهد شهود عيان كانوا يسافرون عبر تيجراي، جنودا إريتريين، بعضهم يتنكر بزي عسكري إثيوبي قديم، يحرس نقاط التفتيش، ويعرقل ويحتل طرق الإغاثة الحيوية، ويتجول في مرافق عامة وفي  المستشفيات العاملة في المنطقة ويهدد الطاقم الطبي.
لا تزال الحالة الإنسانية في شمال إثيوبيا متردية، وقد تم اعتقال العديد من موظفي الأمم المتحدة في الأيام الأخيرة.

الإبادة الجماعية

كشفت تقارير سابقة لــ CNN عن الفظائع التي تحمل بصمات الإبادة الجماعية، بما في ذلك القتل الجماعي والعنف الجنسي.

خلص تقرير مشترك صادر عن مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، إلى أن الأطراف المتورطة في النزاع قد "ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني وقانون اللاجئين، وقد يرقى بعضها إلى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية".
بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على قوات الدفاع الإريترية، استهدفت الولايات المتحدة الجبهة الشعبية من أجل الديمقراطية والعدالة، "الحزب السياسي القانوني الوحيد" في إريتريا، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخزانة.

تورط أسياس أفورقي
وقالت وزارة الخزانة إن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي "يشرف شخصيا على قيادة وسيطرة قواته، ويصدر أوامر مباشرة لجنرالاته، مما يجعله مسئولا فى النهاية عن دور قواته فى المساهمة فى الأزمة فى شمال إثيوبيا".


كما فرضت الإدارة عقوبات على مؤسسة البحر الأحمر للتجارة، التي "تدير الممتلكات والمصالح المالية في إريتريا، وتعمل كممول، وتوفر المساعدات في مجال الأعمال"، وكذلك مديرها التنفيذي هاجو جيبري ويت كيدان، و أبرهة كاسا نعماريام، رئيس جهاز الأمن القومي الإريتري، وهيدري ترايست، مدير "الشركة القابضة لجميع مؤسسات الأعمال PFDJ".
وقال بلينكين يوم الجمعة إن العقوبات "لا تستهدف شعوب إريتريا أو إثيوبيا أو منطقة القرن الأفريقي الكبرى، بل تم ضبطها لفرض تكاليف على من يطيل أمد الأزمة".
وذكر أن "وزارة الخزانة الأمريكية اتخذت سلسلة من الخطوات للسماح باستمرار تدفق الغذاء والدواء والدعم الإنساني لإريتريا".